الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لعنة الفيس بوك، وثقافة الكراهية السّورية

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2018 / 1 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


لعنة الفيس بوك ووسائل التواصل الاجتماعي دمرّت آخر ما بقي لدينا من روح الإنسان، وكلّما بدأت مرحلة من مراحل عمل-النّظام-بواسطة ملهمي أعوانه، حيث أنّ النظام لم يعد موجوداً بطريقته الأولى- كانت نقطة البدء عندما تسبب بقتل المدنيين مباشرة أو بشكل غير مباشر، وبعدها التبشير بداعش، وإيجاد صيغ لمحاربة داعش المدّللة.
بعض المدن السّورية قد تكون نجت من الدمار في بادئ الأمر، واليوم أتى دورها، وطبول الحرب تدّق الآن للتصعيد وجرّ الشباب إلى الموت. هذا الشباب السّوري، و-فيما عدا بضعة أشخاص مستفيدين- قد دخل الجيش أو المليشيا ليس حباً بالبندقية، ولا محبّة بالحرب، فقد كان الجميع مطمئن أنه لا حرب مع إسرائيل، وهذا شرط وجود أي نظام في المنطقة. لكنّ السّؤال هو: هل نستطيع نحن أن نسقط الزعماء في الدّول الأخرى؟ هذا التجهيل للمجتمع يشبه الآن ما فعله النظام خلال أعوامه الغير محدودة. الحديث بنغمة قومية مرتفعة عن مصير مزهر هو التّجهيل بعينه، وكذلك الحديث بلهجة دينيّة. لا بديل في سوريّة عن التعايش، لكن لا تعايش، ولن يتمّ هذا التعايش على المدى القريب، فالأعمال الانتقامية سوف تكون كبيرة ، والظلم يحيط بكل القضايا.
يخوّنون الذين لا يقفون إلى جانهم، ويقولون أنتم عنصريون، وهكذا ولد العرب والإسلام عنصريون. ليس صحيحاً. لم يولد العرب والمسلمين هكذا. صوّبوا أفكاركم. هي أنظمة حكم ليس أكثر، فلو لغى ولي العهد السعودي على سبيل المثال فرضاً على أنّه بدعة سوف يصفّق ولاة الأمر له، وسوف يكتب كتابنا الفائزين بجوائز عن العمل العظيم. الدين هو وسيلة الحكام للطّغيان.
العرب ليسوا خونة كما يشاع عنهم، ولا الأكراد خونة، ولا السّريان، ولا أي مكوّن . ربما الخونة هم فقط من دخلوا لعبة السلطة، والمال من كلّ هؤلاء، فهل العربي الذي كان ربيب منصورة في القامشلي خائن أكثر من الكردي أو الأرمني الذي كان يدعوه إلى طاولته، وقد يرسل عنصراً يحضر الدّعوة مثلاً. طبعاً انتهى عهد منصورة بعهد آية الله "جاهلتي" وهو الذي يدفع اليوم.
إذا قلت لك أنا لست مع مشروعك. لا تقحمني به. أليس هذا حقّي. هذه القومية الشّعبية التي تطال كلّ الأفراد لم تكن موجودة، لقد وجدت اليوم من أجل خلط "السما بالعمى" لا يوجد حتى الآن مشاريع سياسية سواء قومية، أو دينية وطنيّة. كل الأيدي ملوّثة بالجريمة، وأعني أيدي السياسيين والعسكريين الذين يخططون لمستقبل سورية، وقد يكون العمل على مستقبلهم الشخصي-المادي، والمادي فقط-ومع إيماني بالحريّة الشّخصية في الرأيّ، لكن ظهور تلك الأعداد المليونية من الكتّاب السّوريين ظاهرة مرضيّة. وبعد أكثر من جيل سيرمي أحفادنا ما كتبناه في القمامة ليختصروا كل أعمالنا في تعبير صغير" كان جيلاً تسبب في دمار المكان والإنسان ونحن ندفع الثمن"
لا أكتب تلميحاً. بل تصريحاً. أكتب وأنا واثقة أنّ أهل عفرين المدنيين يلعنون ساعة النضال التي أوصلتهم إلى هذه الحال، هم يرغبون بالزيتون، وليس بالموت، وقد يأتي متشدّق ليقول لي. لم تشيري إلى أردوغان. لماذا أشير له؟ أليس نحن من استدعيناه عندما أعلنّا أننا سوف نسقطه في عقر داره؟ من نحن حتى نسقطه؟ هناك لعبة دولية لماذا نخفيها؟ نحن لا نستطيع إسقاط نملة، وعندما ترغب " الشركات العابرة للقارات بإسقاط أعتى الدكتاتوريين تسقطه بلحظة". إذا كنا لا نستطيع أن نتعايش، فلماذا تطلبون منا أن نسقطه؟
ومثلما هو الحال بأن ليس كل العلويين هم النظام بل هم أفراد على عدد أصابع اليدين، والباقي تابعين يرغبون بالرغيف، وهذا ينطبق على جميع مكونات سورية ،فليس كلّ الأكراد هم وحدات حماية الشعب، وهذا هو واقع الحال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات إسرائيلية ومؤشرات على تصعيد محتمل مع حزب الله | #غ


.. سائق بن غفير يتجاوز إشارة حمراء ما تسبب بحادث أدى إلى إصابة




.. قراءة عسكرية.. المنطقة الوسطى من قطاع غزة تتعرض لأحزمة نارية


.. السيارات الكهربائية تفجر حربا جديدة بين الصين والغرب




.. طلاب أميركيون للعربية: نحن هنا لدعم فلسطين وغزة