الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نَبَضَاتٌ عَلَى جَسَدِ الْقَصِيْدَةِ

علم الدين بدرية

2018 / 1 / 22
الادب والفن


نَبَضَاتٌ عَلَى جَسَدِ الْقَصِيْدَةِ

علم الدين بدرية

حيْنمَا يَسْتَهْوِيَنِي الأَدَبُ
أَتَبَنَّى الْقَصِيْدَةَ
يَقِفُ الْوَحْيُ صَامِتًا عَلَى مُدَرَّجَاتِ الْلُّغَةِ
يَسْتَثْمِرُني الْبُعْدُ الْقَادِمُ
فَاحْتَسِي قَهْوَتِي الصَّبَاحِيَّةِ
عَلَى نَبْضِ شَمْسٍ
تُغَازِلُ الْكُرَةَ الأَرْضِيَّةِ
تَتَثَاءَبُ قَطَرَاتُ النَّدَىَ
عَنْ أَكْمَامِ وِرُوُدٍ تُظَلِّلُهَا الْخَمِيْلَةُ
يَغْشَىَ الْحَدِيْقَةَ ضَبَابٌ كَثِيْفٌ
تَلْفَحُنِي نَسَمَاتٌ بَارِدَةٌ
قَادِمَةٌ مِنَ الشَّمَالِ
مُتْعَبَةُ كَصَقِيْعِ عُرُوقِي
تَتَجَمَّدُ الْكَلِمَاتُ
لا ضَوْضَاءَ هُنَا
سِوَى هَمْسُ الذِّكْرَيَاتِ
يَتَّقِدُّ الْفِكْرُ
يُبَعْثِر الْهُدُوءَ أشْلاءْ
السُّكُونُ الْمَاثِلُ فِي الأَعْمَاقِ
يَتَلاشَى .. لاَ مِرآةَ وَلاَ أَصْدَاءْ
***
مُنْذُ مَتَى عَانَقْتُ الصَّمْتَ
وَأَتْعَبَنِي الْجَرْيُ خَلْفَ السَّرَابْ !!
مُنْذُ مَتَى ِاتَّخَذْتُ صَوْتَ الْخُطُوَاتِ أَنِيْسًا
وَعَزَفْتُ عَلَى الأَطْلاَلِ أَلْحَانَ البُؤَسَاءْ!!
مُنْذُ مَتَى وَطَيْفُكِ يَأْبَىَ الْفُرَاقَ
يَتَجَلَّىَ عَلَى وَتَرِ الأُفُقِ كُلَّ فَجْرٍ
وَيَنْأَىَ كُلَّ صَبَاحْ !!
أَبْحَثُ عَنِّي فِي فِنْجَانِ قَهْوَتِي
أُرَاجِعُ سِجِلَّ حُلْمِي الْعَتِيْقِ
تَكْويْنِي الْوِحْدَةُ وَتَشْتَعِلُ أَوْرَاقِيَ مِنْ جَدِيدْ
أَرْتَشِفُ مُرَّ الضَّجِيْجِ وَعَلْقَمَ الْمَسَافَاتِ
عَالِقٌ أَنَا كَالْوَقْتِ الضَّائِعِ
بَيْنَ الْمَسَامَاتِ
نَزِيْفِي لاَ يُعِيْدُ لِلْنَّهْرِ حُدُودَ الارْتِوَاءْ
مَا زِلْتُ حَيًّا
رَغْمَ أَنَّنِي مَيِّتٌ يَبْحَثُ عَنْ حَيَاةْ
فِي الأَزِقَّةِ أَنِيْنٌ لاَ يَنَامُ
وَجِرَاحٌ لاَ تَلْتَئِمُ
تَرْتَسِمُ عَلَى الأَقْدَامْ
رُبَّمَا يَكُونُ السِّرْبُ قَدْ هَاجَرَ
وَالنَّوَارسُ تَهْبُطُ فِي مُوَانِئِ الْغُرَبَاءْ
تَسْقُطُ حِسَابَاتِي
عَلَى حَوَافِ الانْتِظَارْ
فِي الأُمْسِيَاتِ يَعُودُ الصَّهِيْلُ
فَوْقَ صَقِيْعِ الْمُرْتَفَعَاتْ
لاَ صَدَىَ يُعِيْدُ وَرْدَتِي الْغَائِبَة
وَرَاءَ الْغُيُومِ ، خَلْفَ الضَّبَابْ
لَمْ يَعُدْ لِمَنَارَتِي ضُوُءٌ
أَطْفَأَتْهَا رَيَاحُ التُّعَسَاءْ
عَلَى شَاطِئِ وِحْدَتِي أُغَرِّدُ
أَنْتَظِرُكِ فِي كُلِّ الأَبْعَادْ
فَقَدْتُ الْمَرْكَزَ
بَعْثَرَتْنِي كُلُّ الاتِّجَاهَاتْ
أَضَعْتُ بُوصَلَتِي فَمَنْ يُنْقِذُنِي
مِنْ لَيْلَتِي الظَّلْمَاءْ!!؟















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كواليس أخطر مشهد لـ #عمرو_يوسف في فيلم #شقو ????


.. فيلم زهايمر يعود لدور العرض بعد 14 سنة.. ما القصة؟




.. سكرين شوت | خلاف على استخدام الكمبيوتر في صناعة الموسيقى.. ت


.. سكرين شوت | نزاع الأغاني التراثية والـAI.. من المصنفات الفني




.. تعمير - هل يمكن تحويل المنزل العادي إلى منزل ذكي؟ .. المعمار