الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأربعة ....

هيام محمود

2018 / 1 / 22
الادب والفن


(( هَذا كشكولٌ غريبٌ قدْ يَظهرُ مِنهُ أنْ لَا رَابطَ بينَ كلماتِهِ , حَقِيقتُهُ واحِدةٌ تَقُولُ مَا قِيلَ سَابِقًا ومَا لَمْ يُقلْ إلى الآن ولا تُبَالي لمنْ لنْ يَفْهَمَ ولمَنْ سَيَفْهمُ مَا لَمْ تُرِدْهُ الكلماتُ التي قِيلتْ والتي سَتُقَال .. عَالَمٌ غَريبٌ يُحيطُ بِنَا , حَماقَتُهُ تَزيدُ مِنْ غَرابتِهِ حتّى أَضحينَا "غُرباء" بينَ أهالينَا وفي أَوطانٍ "نَسْكُنهَا" ولا تَأْبَهُ لنَا ولوُجودنَا .. كلّ هؤلاء "سكّانٌ" لا علاقة لهم بـ "أوطاننا" ونحنُ أيضًا "سكّانٌ" لا علاقة لنا بـ "أوطانهم" , نَتقاسمُ معهم "أوطانًا" لا علاقة لها لا بـ "أوطانهم" ولا بـ "أوطاننا" وكلنا نُردِّدُ نفسَ الأسطورة ونَحْيَى عليها وسنَحيَى حتّى نُوَارَى فنَعُود إلى "أرضنا" .... "وطننا" الذي هَجَرَنا بَعدَ أنْ "هَتَكَ عرضَنَا" ولا حِساب ولا عَدْل ! ))

.

(( هذه قصة "غريبة" قَدْ تُشبِهُ غيرها من القصص الغريبة التي لا يَهتمّ لهَا أحد , ومع ذلك تُكتبُ ويُخصَّصُ لها وقتْ وجهدْ .. كاتبات وكتّاب ورُوّاد هذه "البقاع المُقْفِرة" التي لا يزُورها أَحَدْ يعلمون سرّها وسحرها , ولا يُلامُ في ذلك مَنْ هَجَرَها فهي حقًّا "غريبة" و "مُخِيفة" ولا تَستهوي إلا "الغريبات" و "الغرباء" و "شُذّاذ" الآفاق , ولا غرابة في ذلك فلا عزاء للـ "غُرباء" والـ "أيتام" والـ "لُّقطاء" إلا في تلك "البقاع المُقفرة المُخِيفَة" .. لا عزاء لكلّ هؤلاء في كلّ الآلهة فهي لم تُصْنَع لهم بل لرعاية شؤون ومصالح غيرهم , ولكي "تُنْصَفَ" لا يجبُ إخفاء أنهّا غَيْرُ مُرَحَّبٍ بها حتّى لو أَرَادَتْ الحضور أوالزيارة .. فمثلا ؛ الإله الوحيد الذي زَارَ مكاني وَقَعَ تَعليقه من خصيتيه بَعْدَ أنْ قَطعْنَا لِسَانَه وشويناهُ مع كبدهِ , أظنّه بَقَى عبرة لغيره من الآلهة فلا أحد منها تجرّأ وزارنا منذ ذلك اليوم السعيد . إستغربتُ يومها مثل الآخرين لِخصيتي ذلك الإله وضحكنا مُستغرِبين : إله وعنده خصيتين ؟ غريبٌ أمره حقًّا ! وتساءلنا : ماذا لو كان عنده ثلاثة أو واحدة أو لم يكن عنده شيءْ , كيف كان سيكون موقفنا ؟ وكان ردنا كلنا : لو كان عنده واحدة أو ثلاثة أو أكثر كنّا سنُعَلِّقُهُ , ولو لمْ يكنْ عنده شيء كنّا .. أَيْضًا سنُعَلِّقُهُ وكنَّا سنَجدُ مِنْ ماذا وكيف .. أكيد . ))

.

فَـ ..

(( هل مِنْ أَحَدٍ يُريدُ السَّمَاعْ ؟ ..
أنتِ هناكَ !
وأنتَ !
هلَّا نَظرْتُما لِي وأَصْغيتُمَا ؟ ..
ربَّمَا أهمّكمَا الأمرْ ..
ربَّمَا طبَّكما "السِّحرْ" ..
ربَّمَا اِستهواكما النَّحْرْ ..
فتقرَّبتُمَا برأسي إلى كُلِّ آلهةِ الحَجَرْ ..
انظرَا وانسيَا جَسَدِيَ العَارِي ..
واعذرَانِي فهكذَا كانَ قَرَارِي ..
أنتِ إنْ كنتِ "منهنَّ" ..
وأنتَ إنْ كنتَ مِنْ عُشَّاقِ الجَنّة ..
وَلِي وَلَكِ وَلَكَ الحَمْد وَالمِنّة .. ))

.

(( لا أعلم هل أَحْمدُ أم ألعنُ اليومَ الذي دَخَلَتْ فيهِ هذه "الآلهة" الأربعة حياتي ؟ وكيفَ تكونُ حياةٌ وقدْ جَمَعَتْ في ثناياها كلّ أنواع "الشّذوذ" والهوس ؟ وكيفَ يُمكنُ تَحمّل الـ "حقيقة" الـ "خالصةً" ( حصرا ) لِـ "وجوههم" ؟ .. هل اِسْتَشْعَرْتَِ هولَ المُعاناة ؟؟! ))

(( الأربعة "تآمروا" عليّ فسحقوني سحقًا واستعبدوني , سلبوني كلّ شيء حتّى صاروا لي "هويّة" , وجودي كله أُلخِّصه فيهم وبهم ولا وُجود لي دونهم .. بذلك "أَفتخِر" ( حصرا ) , ولا فرقَ بيني وبينَ إرهابيّةٍ تُفجِّر نفسها أو تبيعها .. إيمانها صادقٌ مطلقٌ وكذلك "إيماني" حتّى الممات .. فهلْ رَأيتَِ حَجْمَ "المأساة" ؟؟! ))

...

علاء ...

(( تَمْضِي الأَنْهُرُ وَتَجْرِي اللَّيَالِي ..
وَتَغْلِبُ الآلِهَةُ فَتُقْبَرُ كُلُّ الآمَالِ ..
آهَاتٌ تَصْرُخُ وَغِرْبَانٌ لَا تُبَالِي ..
وَصَوْتٌ يُغَنِّي وَيُنْشِدُنِي مَوَّالِي ..
حَبِيبِي يَا مَاجِدْ حَبِيبِي يَا غَالِي .. ))

أُحِبُّكَ , أَنْتَ وَطَنِي ...

(( وَهْمٌ يَعِيشُ فِي خَيَالِي ..
وَحُبٌّ لَمْ أَجْنِ مِنْهُ ..
غَيْرَ الوَبَالِ ..
إِلَاهٌ جَبَّارٌ لَا يُبَالِي ..
لِصُرَاخِي وَأَقْوَالِي ..
وَلَا يَأْبَهْ لِآهَاتِي وَآمَالِي .. ))

تامارا ...

(( تَمَنَّيْتُ لَوْ لَمْ تُلْقِنِي فِي هَذِهِ السُّجُونْ ..
تَمَنَّيْتُ لَوْ تَرَكْتِنِي أَنْعَمُ بِجَهْلِي ..
لَوْ لَمْ تَنْتَشِلِينِي مِنَ الوَحْلِ ..
وَدَدْتُ لَوْ لَمْ تَكُونِي طَبِيبَهْ !
كُنْتِ مَا اسْتَطَعْتِ إِنْقَاذَ تِلْكَ الغَرِيبَهْ ..
وَتَرَكْتِيهَا تَفْنَى جَهْلًا وَنِفَاقًا وَجُنُونْ .. ))

أُحِبُّكِ , أَنْتِ وَطَنِي ...

(( قَدْ نَكُونُ كَمَا قَالُوا عَنَّا ..
حَيَارَى ..
وَقَدْ تَكُونُ لِلْفِسْقِ قُلُوبُنَا ..
أُسَارَى ..
وَقَدْ يَصْدُقُ فِيَّ مَا قَالُوهُ ..
سِرًّا وَجَهَارَا ..
وَفِيكِ مَا سَامَرَهُمْ لَيْلًا ..
وَصَحِبَهُمْ ... نَهَارَا ..
لَكِنْ .. يَا تُرَى ! ..
أَنَّى لَهُمْ أَنْ يَفْهَمُوا كَيْفَ ..
بِلَا خَمْرٍ نَكُونُ ..
سَكَارَى ! ..
وَكَيْفَ أُوقِفُ الأَرْضَ ..
وَأُسَكِّنُ البِحَارَا ..
عِنْدَمَا أَشْدُو ..
بِحُبِّ تَامَارَا ! .. ))

....

أميرة ....

(( غَابَ الوَطَنُ مِثْلَمَا غِبْتِ ..
ثُمَّ قَالَ مَا لَا يُقَالُ كَمَا قُلْتِ ..
وَفَعَلَ فِينَا الأَفَاعِيلَ كَمَا فَعَلْتِ .. ))

أُحِبُّكِ , أَنْتِ وَطَنِي ....

(( مَازُوشِيَّةٌ تُقَطِّعُ ..
أَوْصَالِي ..
وَحُبٌّ مَمْنُوعٌ يَسْتَعْبِدُ ..
بَالِي ..
يَهْجُرْنِي وَيَرْفُضْ ..
وِصَالِي ..
سَأبْكِيهِ أَبَدًا طَلَلًا ..
مِنْ أَطْلَالِي ..
حَتَّى يُفْنِينِي ..
فَأَقْضِي فِي حُبِّهِ ..
غَيْرَ مَأْسُوفٍ ..
عَلَى حَالِي .. ))

نُحِبُّكِ , أَنْتِ وَطَنُنَا ....

.

(( "الغُرباء" لنْ يسألوا عنِ الإله الرّابع الذي "يَظهر" وكأنّه لم يُذْكَرْ .. أكيد , وإلا كيف سيكونوا "غرباء" ! مثلي ... مثلنا .... ))

.

(( في بعضِ الأحيان "أتمنّى" لو أستطيع "تعليق" هذه الآلهة الأربعة كذاك الذي عُلِّقَ , لكنّي أَتراجَعُ وأَحبِسُ ذلك المارِد اللّعين الذي يُوسوسُ لِي ليُغْوينِي ويُضِلَّنِي , وأَسْعَدُ بِنَصْري عليهِ .. ولازلتُ سعيدة إلى أنْ يأتي مَا يُخالِفُ ذلكَ .. ولنْ يأتي . ))

.

.... 22 / 01 / 2018 ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: تكريمي من الرئيس السيسي عن


.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: نفسي ألعب دور فتاة




.. كل يوم - دوري في جمال الحريم تعب أعصابي .. والمخرجة قعدتلي ع


.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: بنتي اتعرض عليها ب




.. كل يوم-دينا فؤاد لخالد أبو بكر: أنا ست مصرية عندي بنت-ومش تح