الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أجل الرّأي العام

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2018 / 1 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


قد أجيد الكتابة أحياناً، لكنّني لا أجيد الحديث، لذا تهرّبت من أحاديث كثيرة سواء على الراديو أو التلفزيون، ، فلا زلت أعتبر نفسي مختبئة، ولا تصدقون لو قلت لكم أنني أخاف من الحديث في الشأن السّوري، وأتمنى لو كنا قطيعاً لكنت خالفت القطيع. لم نصل إلى تلك المرحلة بعد. أخشى أن يكون السّوري لايزال ذلك الرجل البدائي الذي يصطاد بالسّهم، ويصطادني. هذا ما يحصل حقيقة.
تعمل صديقتي في إذاعة محلية في السويد. أرادت أن تعمل معي لقاء، وأرسلت لي الأسئلة التي سوف تطرحها عليّ، اعتذرت.
سألتني بمودّة عن السّبب. قلت لها: لا أعرف لمن أنتمي من السّوريين. صحيح أن اسمها سورية، لكن ليس فيها سوريين. اعتقدتْ أنّني أقول طرفة، فابتسمت. أقسمت لها أنّني لا أعرف، وبعد أن شرحت لها القليل تحدثت لي عن إحدى النساء اللواتي ساعدّتهم في الكامب، وقالت لي أنها أتت بدون أوراق، وفي تحقيق الهجرة سألها المحقق من أين أنت فقالت : من كردستان، وسجل ما قالته بأمانة فأتاها رفض اللجوء، باعتبار أن وضع كردستان العراق آمن، ولا دولة في العالم اسمها كردستان سوى كردستان العراق، وفيما بعد أقامت دعوى ، أظهرت هويتها وجوازها السوري، وتأخرت إقامتها ثلاث سنوات. هي حادثة، وأنا لا أنفي حقها فيما قالت، لكنها كادت تخسر إقامتها.
يخطر لي حديث جرى بيني وبين إحدى الصديقات السّريان، وكان هذا قبل عام
2006
جلست صديقتي قربي على كرسيّ أمام باب بيتنا، وبينما كنا في غمرة الحديث. مرّ ابن أحد الجيران، وهو يلبس اللباس الأفغاني. استغربتُ ، ولم أعرف الشاب. قلت لها يبدو غريباً. قالت: لا. هو صديق ابني في الثانوية. هل يمكن أن يقتل هذا الشّاب ابني لأنه سرياني؟ لم أجبها، لكنني قلت في قلبي: لم لا؟
قالت لي: أصبحنا أقليّة في القامشلي. هذه زالين أباً عن جد، وليست القامشلي. تركيا وضعت لها اسم قامشلي، والأكراد سموها قامشلو. كل الآثار هنا سريانيّة، أو آشورية. هم يسرقون التّاريخ.
بحثت في مراجع كثيرة لأعرف علاقة السّريانية بالعربية، وقد عرفت أن العربية هي لهجة من لهجات العرب تعزّزت بعد استلام قريش السّلطة، وأن السريانية أم اللغات حيث أبجد هوز حطي كلمن فهاجمني كاتب من بني يعرب لأنّني أسخر من تاريخنا. كلّ من تحدّثت عنهم يحملون الجنسية السّورية، ولا أحد منهم سوري، وللمفارقة أنني التقيت في دبي بإحدى المحاميات التي تملك مكتباً، ولديها رخصة محاماة، اعتقدت أنها التقت بزوجها في الجامعة، و الحب لا يعرف الحواجز لكنّني فوجئت بأنها الزوجة الثالثة لمواطن إماراتي، وتعتزّ بزواجها حيث أعطاها المواطنة، قالت لي: صحيح أنا شامية، لكن أصلنا من عرب السّعودية، أجبتها يومها، وأنا أصلي من لبنان حيث كان أهلي من عكّار، وكانت عكار سورية.
ذهبت إلى الإمارات، وعملت هناك، وعرفت السوري عن أقرب أكثر من سوريّة، وكان السّوريين شبه أعداء إلا إذا انتموا لتجمع له علاقة بالنظام، وربما تبييض الأموال.
لو وافقت على لقاء تلفزيوني أو إذاعي يتعلق بسورية. هل أقدم نفسي لبنانيّة؟ وهل يمكنّني أن أقول مثلاً أن أعداءنا هم العرب المسلمون السّنة، وأصدقاؤنا في السلمية، وجبلة، وعفرين، ووادي النصارى. لا أستطيع قول ذلك، فأولئك المسلمون هم من جلب المدنية، والتحرّر الفكري أعرف ذلك، وليس بين أولئك وهؤلاء تاريخ. لم أجد هوية سورية أنتمي إليها لذا لا أستطيع أن أتحدث عن الحق في موضوع سورية، وبالمناسبة. لم نعد نرى في الغرب وقفات احتجاجية على نمط وقفاتنا الاحتجاجية. لذا لم أشارك بأية وقفة لأنّني أعتبر أنّ الرأي العام يعرف عنا أكثر منا، ولا يعنيه أمرنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ظل التحول الرقمي العالمي.. أي مستقبل للكتب الإلكترونية في


.. صناعة الأزياء.. ما تأثير -الموضة السريعة- على البيئة؟




.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا


.. تصاعد ملحوظ في وتيرة العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل




.. اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة الخليل لتأمين اقتحامات