الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فشل الإرسال قبل الانتخابات

واثق الجابري

2018 / 1 / 23
مواضيع وابحاث سياسية




مواقف الكتل السياسية في السر ليست كما في العلن، ومطالب التأجيل ليست لإعادة النازحين والمشاكل الأمنية، وبعض من يُطالب بإلتزام الوقت يقصد كذلك، والغرض تشويش رؤية الرأي العام وإستقطاب مواقف، ورغم حسم المحكمة الإتحادية بالإلتزام بالمواقيت الدستورية، وصدور مرسوم جمهوري بتحديد ملزم للكتل السياسية، إلاّ أن الحقائق لم تتوضح لدى معظم الشارع العراقي الذي إنقسم كتقسيم ما معلن.
لا تحتاج العملية الى طرح وجمع وقد غاب 120 نائب 70 من التحالف الوطني و149 من الحضور وقع للتأجيل، بينما من يُعلن طلب التأجيل 90 فقط؟!
طيلة السنوات الأربعة المنصرمة، شهدت مناطق النزوح وما قبله مخاضات، ولم يسمع النازحون في ذلك الوقت صوتاً يؤسس للمواطنة والتعايش السلمي، إلاّ ما ندر ولا يتجاوز عدد الأصابع، فيما كان معظمهم يتحدث الطائفية ويركب موجات وأن غالط ما يراه، معتقداً بالطائفية والشعاراتية سبيلاً لكسب الجمهور، ومتنسياً أنه جزء من دولة بضررها ونفعها، وبعد دخول داعش بانت عورات كثيرون وما عادت الشعارات تنطلي على مواطنين، ذاقوا مرارة وحشية داعش ومأساة التهجير.
لا أعتقد أن أيّ عراقي غير معادِ لبلده لم يشعر بمحنة النازحين، وإلاّ ما قٌدمت دماء من أجل إستعادة الأرض التي حاول داعش محو بيوتها لكي لا يبق لمواطن وطن، وبالوقت عينه لم يشعر مواطنو تلك المناطق بوجود طبقة سياسية تناصفهم المعاناة، ولا التمثيل النيابي ولا حتى المحلي مشارك ببزة عسكرية في الخط الأول من القتال، وما لحظوه ملفات فساد تحوم حول شبهات في سرقة المساعدات المخصصة للنازحين من قبل نوابهم.
إن المُطالبة بتأجيل الإنتخابات ليس بمعنى ما كان يُعلن عن حاجة الديموقراطية الى تكامل وأجواء أمنية مناسبة وضمان إنسيابية تصويت، بل أنهم على علم في عدم إستطاعتهم دخول مخيم نازح ولا رفع صورة مرشح او شعار، ومهما طالت الكلمات وعرضت، فلم تمسح ما حفره الإرهاب ومواقف معاكسة مشرفة من المحاربين من قوى امنية بمختلف صنوفها، وعشائر لم تفكر في الحصول على مكسب سياسي، ولا اولئك النواب من التحالف الوطني الغياب قصداً او من وقع للتصويت السري، بل كلا الطرفين حاول إرسال رسالة اولها للنازحين على أنهم معهم، ونواب التحالف على أنهم مع الانتخابات وهم على ثقة بأنهم خاسرون.
معروف أن نواب التحالف الوطني الراغبين بالتأجيل، أما لا تسمح كتلهم بترشيحهم او لا يضمنون الفوز لسوء أدائهم.
قالت المحكمة الإتحادية كلمتها وقطعت الجدل، وستُجرى الإنتخابات في وقتها، والشعب معظمه على وعي بأهمية الإنتخابات ولا يُغرر به، ولكن الواضح من كل فعالية التأجيل والجدل العقيم بحقيقة ثابتة، كشفت من طالب بها وخالف سراً ومن أعلن طلب التأجيل من بعض الكورد وأتحاد القوى، يتفقون على خسارة معظم أصواتهم في الإنتخابات القادمة، ولكنهم أرادوا إرسال رسائل مزيفة الى جمهور الناخبين قبل الإنتخابات؛ بأنهم حريصين على صوت الناخب، وحقيقة الأمر أنها رسائل لتغير مزاج رافض لإعادة تدويرهم، والحقيقة ما جرى فعالية كادت تنسف العملية السياسية، ومواقفهم سراً كمواقفهم حينما يختلفون ويتصارعون بالإعلام، ويتفقون بتقسيم المغانم، وفشل الإرسال لا تحاولوا مرة آخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهداء وجرحى إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في مخيم النصيرا


.. الشرطة الأمريكية تعتقل طلبة معتصمين في جامعة ولاية أريزونا ت




.. جيك سوليفان: هناك جهودا جديدة للمضي قدما في محادثات وقف إطلا


.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي




.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة