الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكيم جورج حبش : طفح الكيل

عطا مناع

2018 / 1 / 28
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية



هكذا ودون سابق انذار حطت أمامي روح الصديق الدكتور صلاح عوده الكاتب والمفكر الفلسطيني الذي عرفته من خلال مقالاته الهادفة والتي تصب في بوتقه ألوطن رحل الدكتور عوده وبقينا نحن نكابد حاملين الصخرة على صدورنا .

ما ذكرني بالصديق الدكتور صلاح عوده تصدره للهجمة التي شنها المتأسلم محمد أسعد بيوض التميمي على الحكيم جورج حبش قبل عشر سنوات أي بعيد رحيله والتي جاءت في مقال يحمل عنوان " جورج حبش صليبي ماركسي لنيني عدو لله والعروبة والإسلام وقتها قمت أنا والدكتور عوده بالرد على التميمي فجاء رده داعيا الله قائلاً : اللهم احشر صلاح عوده وعطا مناع مع جورج حبش، قلت وقتها بيني وبين نفسي امين.

تدور الايام وتطحنا رحى الهزيمة الثقافية والفكرية لنرى الفرح يرتسم على وجوه البعض في قطاع غزة عندما رحل شاعرنا المبدع محمود درويش حيث جاهر هذا البعض بأن درويش لم يمت وإنما نفق.

نراقب والأمل يحدونا ولكن رحى الهزيمة الثقافية والانحطاط الفكري يتجاوز كل الحدود عندما اعلنت وزارة التربية والتعليم في قطاع غزة تغيير اسم مدرسة الشهيد غسان كنفاني بمدرسة مرمره.

الان تعود بي الذاكرة اربعة عقود للوراء، ارى كيف كان رجل المخابرات الاسرائيلي "الكابتن كريم" يداهم منازلنا ويصادر ما تحتويه غرفنا من كتب وروايات، كنا نزعل كثيراً لأننا كنا نشتري الكتب من مصروفنا اليومي ،هذا السلوك تكرر اكثر من مره وبالتأكيد يتذكره جيداً ابناء مخيم الدهيشه الذين حملوا الهم الوطني في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي واسسوا لثقافة لا زالت بعض جذورها حية.

وقتها كانت امكانياتنا بسيطة ولكن احلامنا تجاوزت حدود ألكون كنا نشكل طبقة متجانسة أسست لنمط حياة يسوده التكافل والعمل الاجتماعي والتطوعي الذي يخفف عن كاهل طبقتنا الضغوط التي يفرضها ألاحتلال لم نتوقع ولا في الاحلام أن نصبح هدفاً لأبناء جلدتنا ، وكان شعار ثوروا فلن تخسروا سوى القيد والخيمة بوصلة نهتدي بها وبكل مكوناتنا السياسية.

وقتها لم تكن كعكة نتقاتل عليها، وكانت التربية الوطنية تعكس رقي فصائل العمل ألوطني بالطبع أنا لا اتحدث عن مرحلة افلاطونية ولكنني اجزم وقد يؤيدني بعض الاصدقاء الذين عايشوا تلك المرحله.

سأعود لتاريخنا الذي لا زال يحرس احلامنا وخاصة اننا تتلمذنا على ايدي قوميين ووطنيين من امثال صلاح عبد ربه وحسين شاهين وإسماعيل نصار والقائمة تطول عاطف أبو عكر محمد الاطرش ابراهيم يوسف ابو محمد الدكتور حربي ابو صدود كما كنا تسميه هؤلاء كثر غيرهم من ارواح الاسلاف تحرس مخيمنا وأحلامنا.

ما دفعني لسبر اغوار تلك المرحلة والتي سأعود وخلال مقالي هذا للحديث عنها الاحداث التي عاشتها منطقة بيت لحم وبالتحديد مدينة الدوحه ومخيم الدهيشه خلال الايام الماضية تلك الاحداث التي استوقفتني وحفزتني أن اخرج من كهف ولكن عبثاً احاول نظرات لثقل حالة التردي التي وصلنا اليها.

بصرف النظر عن الاسباب يتحتم علي وعليكم أن نتعاطى مع النتائج التي تؤكد وبالملموس أن النصب التذكاري للحكيم جورج حبش قد حطم، والأحداث تؤكد ايضاً اننا تجاوزنا الخطوط الحمر في اطلاق الرصاص على العباد ومن ثم استهداف البيوت ما تبعة من اعتداء على النصب التذكاري للأخ المناضل احمد البلبول الذي اجله واحترمه هو ورفاقه الشهداء الذين اعدموا من قبل القوات الخاصة الاسرائيليه.

لقد استوقفتني بعض التوصيفات التي واكبت تلك الاحداث التي طوقت بالوعي والحرص الشديد، توصيفات تصف من حطم النصب التذكاري للحكيم بالمشبوه وما رافقها من اوصاف كلها تصب في خانة ألتخوين الكل يخون الكل.

في المحصلة علينا أن نحمد الله بأن طوقت الازمة وحوصرت ما يعكس حالة الوعي الموجودة في مخيم الدهيشه ومدينة الدوحه، لكنني لا استطيع الهروب من حقيقة ان ما يجري يعكس الحال الوطني والفكري والاجتماعي ما يؤكد اننا كشعب فلسطيني طحنتنا المرحلة وفرغتنا من مضامين كثيرة راكمناها عبر عقود مضت.

أن فصائل العمل الوطني تتحمل كامل المسئولية عن نشوب مثل تلك ألخلافات وأنا هنا لا اهرب باتجاه التعميم حيث يرى الاعمى حالة الترهل التي تسود الشارع الوطني الذي اصبح الانتفاع والاستزلام وتخوين وتعهير الاخر احد الاعمدة الرئيسية لخطابنا.

ان تحطيم النصب التذكاري للحكيم ووديع حداد يعبر عن ازمة وعي، قد تكون مساحة هذه الازمه ضيقه واتمنى ذلك لكنها سيطرت على المشهد الوطني ، ما يدفعنا للقول ان هناك ازمة في قيادة العمل الوطني التي تنتظر حدوث ألازمه للمباشرة في علاجها.

يؤكد التاريخ الدهيشي الذي تحرسه ارواح الاسلاف من القوميين العرب والبعثيين والشيوعين أن هذا المخيم عصي على الكسر، هذا الكلام ليس كلام جرايد فنحن تحرسنا ارواح شهدائنا من الشهيد الاول عبد الله تايه حتى رائد الصالحي اخر شهيد ترجل على ارض مخيمنا ، تلك حقيقة لا مهرب منها ولكن ؟؟؟؟ هل يكفي بان نستأنس للتضحيات ونهمل عملية البناء المجتمعي التي حيدت لصالح اجندة ضيقة حبث حالنا كحال الوطن بل اسوء.

هل يعقل ان نطلق الاوصاف جزافاً دون التريث ولو قليلاً ؟؟؟؟ اليس ذلك يفاقم الازمة التي قد تنفجر في أي وقت في ظل انعدام الرؤيا والعدالة الاجتماعية والفجوة الرهيبة التي تفصل القيادة عن الجماهير ؟؟؟؟

ما العمل ؟؟؟؟؟ سؤال تقليدي من وجهة نظر بعضنا، انه السؤال الذي لا اجابة له.

العمل من وجهة نظر أن نستعين بالتاريخ، فتاريخنا مفعم بالتجارب من الايجابي ومنها السلبي ، فهذا المخيم الذي انتفض على الواقع بعيد النكبة يستحق منكم اكثر من ذلك ، وهنا اقصد الجميع بدون استثناء واخص بالذكر من ينادي بأنه تاج اليسار.

رموزنا وشهدائنا لا يطلبون منا ألكثير فيكفي أن لا نسيء لهم ، علينا ان نتجاوز مفهوم القبيلة السياسيه التي تنخر عقولنا ، علينا أن نعتمد القلب والعقل في تقيمنا لواقعنا ، هناك من هو معني بالصراع ليخفي فساده وحتى لا يزعل اليمين فانا لا استثني احدا كانوا افرادا او جماعات ، علينا الابتعاد عن الاسقاطات الشخصية في معالجاتنا ومواقفنا، كيف لنا ان نحمل شهدائنا على الاكف وفي اليوم التالي نتقاتل على الوهم ، علينا ان نثبت مفهوم اننا لا نعبد الاشخاص بل نكرمهم ونجلهم لأنهم حجارة وطننا الكبيره.

اسهب فقريحتي مفتوحة على الكلام ، فانا لا يمكن اتنصل من هذا التاريخ وهناك كثر غيري ، عندما تتحدثون عن جورج حبش و ياسر عرفات او غسان كنفاني وصلح خلف ووديع حداد وكمال ناصر وعدوان فانتم تتحدثون عن مرحلة لبعضنا ارتباط بها ، عندما تسيئون لتلك القامات فانتم تسيئون لثقافتنا وبنائنا الروحي والفكري والثقافي نحن لا نزاحمكم على مكاسب او على الصراف الالي ، لكننا لن ندفع الاتاوة الفكرية ، وعندما اقول نحن اقصد بالوطنيين الذين اخلوا لكم الملعب وتركوا الجمل بما حمل ، وطنيون لهم جذور فتحاوية وجبهاوية ومن كل الاطياف السياسية والجماهيرية، لا يحق لكم السطو على احلامنا وعلى وعلى تكويننا.

كما انتم وأنا لا اشكك بصدقتيكم وخاصة الجيل الشاب الذي يقبض على الجمر ويمشي في طريق الحق بالرغم من قلة سالكيه ، وهنا احذر من منطلق النصيحة ان يقتصر الصراع السياسي الفلسطيني على البعد الديمقراطي والتركيز على نقاط الاتفاق وتجاوز نقاط ألخلاف اليس هذا نهج الحكيم وعرفات ؟؟؟؟؟ ام انكم تستعينون بالتاريخ كوجبة جاهزة لدغدغة مشاعركم.

لتنهض يداً بيد في تضميد جراحتا فهذه البقعة الصغيرة المسماه مخيم الدهيشه تختصر اوجاع الكون ، إلا يكفينا هذا الكم الهائل من الجرحى والاعتقالات والمداهمات ، ألا يكفينا سطو البعض على قوت ألفقراء كيف نتقاتل فيما بيننا ونترك خلف ظهورنا حقوقنا الطبيعية التي وصل الحد في البعض للتسول على دماء اولادنا.

دققوا جيداً، هذا ما يرسم لنا ، يريدون منا ان نتقاتل نحن ابناء الخيمة ، هذا الصراع هو حرف للبوصله، تريثوا جيداً واعتمدوا المجهر للرؤية النقية التي تميز بين القمح والزوان، فبوحدتنا نحافظ على نسيجنا وهذا هو المطلوب في هذه المرحله.

يريد البعض منا ان نخرس ، قد نحيد انفسنا ولكننا لن نخرس لأجل أسلافنا ومستقبل لجوئنا ، اليوم وصلني فيديو يقال انه مسرب من احد الاجهزة الامني هوانا اتمنى ان يكون هذا الفيديو مدسوس ومفبرك ، هذا الفيديو يتناول العشرات من الاسماء وبعفوية مطلقة هذا الفيديو ان صح فهو يحمل الجواب على كل الاسئلة المشروعة وغير ألمشروعه انهم يحاكموننا على تاريخنا، يستخدمون كل الوسائل للتشويه لا لشيء وإنما لإقناع انفسهم انهم يعملون. لقد اصبحنا شغلهم الشاغل ، فنحن النبتة الشيطانية التي يجب ان نجتث حتى موتنا لن يغفر لنا.

في المحصلة لن يصح إلا ألصحيح هذه السفينة ستصل لشاطئها، سينهض شعبنا من كبونه سننتصر على الامية الثقافية وعمليات التجهيل التي تستهدفننا لن نتقوقع في ذواتنا، وسنصدح بما نجزم انه حق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات جامعة إيموري.. كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة الأم


.. كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في افتتاح المهرجان التضا




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ


.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب




.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام