الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النجف في وجهها الآخر!

عبد الحسين شعبان

2018 / 1 / 30
الادب والفن



I
حين استضافتني الجامعة اليسوعية (جامعة القديس يوسف) في بيروت لإلقاء محاضرة على طلبة الماجستير في معهد الدراسات الإسلامية- المسيحية، فضّلت أن أتحدث عن أحد المراكز الحضارية التاريخية للمسلمين، وفوجئ مقدّمي البروفسور سامي خليفة، باختياري للموضوع، كما فوجئ الدارسون بالحديث عن مدينة أو منطقة جغرافية لها سمة دينية تكاد تكون واحدة، في حين أن الموضوع المطلوب الحديث فيه "التعايش والمشترك الإنساني" انطلاقاً من تجربة حياتية.
وحين عرّف الطلبة بأنفسهم، فإذا بهم من بلدان وأصول مختلفة بينهم: الفرنسي والأمريكي والسويدي والعرب من جنسيات مختلفة، إضافة إلى اللبنانيين، الأمر الذي كان الحديث عن التنوّع الثقافي والتعايش الإنساني مسألة مثيرة، خصوصاً وقد أتيتُ على الوجه الآخر للمدنية الدينية، وهو يكاد يكون غائباً حيث لم تُعرف إلّا بوجهها الأول، أو أن الوجه الثاني المدني كان غير معروف حين يجري الحديث عن النجف عادة. وقد أشرت على صديقي صاحب الحكيم، وهو يكتب مذكراته عن "الحركة الشيوعية في النجف" أن يأتي على وجهها الآخر، ففيه إغناء للنجف والتنوّع والتعدّدية التي دأبت عليها، وهو ما فعله، بل وضع ذلك عنواناً للكتاب الذي دوّن جزءًا مهماً من تاريخ اليسار العراقي في النجف والفرات الأوسط.
وأصل الحكاية تعود إلى أن البروفسور أنطوان مسرّة، سبق أن طلب منّي الحديث عن تجربتي الحياتية في الحوار والمشترك الإنساني، وكان لقاؤنا في فيينا لحضور مؤتمر عن حوار الثقافات والديانات، الذي نظّمه مركز الملك عبدالله وبتعاون عربي سعودي، إضافة إلى مشاركة فاعلة نمساوية وإسبانية ودعم من الفاتيكان وبحضور متميّز لشخصيات فكرية وثقافية ودينية وإعلامية وسياسية، بينها من احتلّ مراكز رسمية، وقد رويت له عن حديث ودي وحوار معرفي دار بيني وبين جهاد الزين الكاتب والصحافي اللبناني في صحيفة النهار والدكتور حامد حمود العجلان من الكويت، حول دور النجف كمدينة ومركز ثقافي، فرحّب بذلك جداً، بل وطالبني بالحديث عنه أيضاً.
واستغرب الزين والعجلان حين قلت: أن للنجف وجهين، ثم توغّلت في ذكر وجهها الآخر الثقافي والأدبي والإنساني، الذي يشكّل رافعة بارزة، إضافة إلى رافعتها الدينية، فإذا بهما يزدادا شغفاً، ومضيت بالقصة إلى نهايتها، وقد أصرّ العجلان على ضرورة تقديم ذلك في محاضرة خاصة، لما للمسألة من قيمة معرفية وتنويرية، خصوصاً وأن الحديث البرّاني يختلف عن الحديث الجوّاني، والمعرفة بالعمق غير المعرفة بالظاهر، وقد انتهز مناسبة حضوري مؤتمر "مجلة العربي" السنوي في الكويت، فاستضافتني "جمعية التنوير" بترتيب منه، لإلقاء محاضرة بعنوان " النجف الوجه الآخر".
II
في النجف، لا يكاد المشهد يخلو من مفارقات وتناقضات متداخلة ومتعانقة لجوار الأضداد، حيث التنوّع والدينامية في مجتمع شكله الظاهري من الخارج ساكن ومحافظ، وجوهره الداخلي حيوي ومتحرّك، بل يبحث عن الآخر أحياناً للتواصل والتفاعل معه، ويجد متعته في التكامل، وهو ما دعا السيد الشاعر مصطفى جمال الدين إلى القول عن تجربته في النجف التي جاءها للدراسة في مدرستها الأكاديمية وهو ابن الحادية عشر " الفكر المنفتح في المجتمع المنغلق"، كما جاء في كتابه " الديوان"، فالبيئة الثقافية والفكرية والدينية محرّضة على الجدل وهي تجمع بين الشفاهية والتدوينية، وعلى قدر اهتمامها بالوثيقة والكتاب والمطبوع، فهي تتناقل الأحاديث والقصص والأشعار والأقوال المأثورة، وكأنها زاد يومي.
هكذا بدأت محاضرتي في الجامعة اليسوعية فتحدثتُ عن الوجه الآخر للمدينة ورؤيتها للمشترك الإنساني، خصوصاً وهي مدينة ملحمية، يجتمع فيها الأبطال والضحايا، أحياناً، ويتناوب فيها المعلن والمستتر، والمنظور والمتخيّل، والحلم والواقع، والحضور والغياب، على نحو فيه الكثير من التناسقية والتناظرية الشفيفة.
وبقدر قسوتها وصلابتها لقربها من طرف الصحراء، فهي قريبة من الحميمية أيضاً، بل تبدو رقيقة باقترابها من نهر الفرات الذي يمرّ في الكوفة حتى أنها سمّيت "بخدّ العذراء"، وكذلك بحكم تواصلها وتفاعلها مع الآخر، لكونها مركزاً دينياً وثقافياً وتجارياً وسياحياً، حيث تستقبل مئات الآلاف من الزائرين والوافدين إليها وبعضهم يمكث فيها ويتعايش مع أهلها على نحو مؤقت أو حتى مستمر.
III
متعتان كبيرتان ظلتا ملازمتين في النجف، وهما العقل وما يستنبطه من حوار وجدل وكتب ومكتبات، والشعر كجزء من الأدب والثقافة، حيث لا مكان للتقوقع أو الأحادية، وكلاهما يحمل معنى التناقض في سلوكها، فهي مع الإيمان ومع التمرد، وتريد السلطة وتخشاها، وطابعها العام عروبي- إسلامي، لكنها تستقبل الكثير من الأقوام والثقافات واللّغات، وتحاول جمعها في إطار هارموني موحِّد، وضمن منهج تمتد أصوله إلى أكثر من ألف عام، حيث تعتبر المدينة أقرب إلى "معهد" مفتوح ومتواصل، جامعه الأساسي هو "الإنسانية" بغض النظر عن الجغرافيا والجنسية واللغة والأصل القومي أو الاجتماعي.
لذلك أقول أن النجف لا يمكن حصرها بقالب واحد أو مجموعة سياسية أو فئة أو حتى طائفة، هي مدينة التعايش التي يلتقي فيها الإسلامي والقومي واليساري جنباً إلى جنب، كما يلتقي فيها المجدّد والمحافظ، والمتديّن والعلماني، والمؤمن وغير المؤمن، سواءً من أبنائها أو من الدارسين فيها، ولا يجد المرء غضاضة في هذا التعايش الفيسفسائي، المُختلف والمُؤتلف في الآن، ففيها تتعدّد الوجوه مثلما تتوحّد، وتتجمعنْ مثلما تنفردنْ على حد تعبير الشاعر أدونيس، أي تحافظ على كونيتها مثل محافظتها على خصوصيتها في الآن ذاته، وعرفت حوزتها الدينية جدلاً ونقاشاً وسجالاً للتغيير والتجديد، وتعايشاً وصراعاً بين النقل والعقل، وانتقالات من التيار التبشيري الإيماني العقيدي، إلى التيار التساؤلي الجدلي العقلي. وأحد أبرز رموز تلك الاستدارة هو الشيخ حسين مروّة الذي درس 14 عاماً في الحوزة الدينية، ثم انتقل بعدها لينتمي إلى التيار الماركسي وليتحوّل من المثالية إلى المادية، وهو الذي قال: "لقد تعرّفت على ماركس في النجف".
IV
النجف هي المدينة الإسلامية الرابعة بعد مكة والمدينة والقدس، فإضافة إلى الأزهر الشريف (القاهرة) والقيروان (فاس) والزيتونة (تونس)، هناك النجف الأشرف أيضاً، وهي امتداد لمدرسة الكوفة مقابل مدرسة البصرة. ولأن النجف مدينة وافدين وسوق مشتركة ومدينة جامعية ومكتبة مفتوحة، فقد أصبحت مدينة منفتحة ومنبراً للحوار والتعايش والتفاعل والتواصل مع الآخر.
وقاد التنوّع إلى التعايش القومي والتآخي الأممي والتفاهم اللغوي فتجد من يتحدّث الفارسية والتركية والأفغانية والأردو إضافة إلى لغات أخرى ، وظلّ إتقان اللغة العربية أساساً لا غنى عنه للتقدّم في إطار الحوزة الدينية التي مضى على تأسيسها نحو 1000 عام.
وبقدر ما تعتبر النجف مدينة حياة فهي مدينة " أموات"، حيث يوجد فيها أكبر مقبرة في العالم، المعروفة بمقبرة "الغري"، وتستقبل الجنائز من مختلف أنحاء العالم لتدفن في مقبرتها حيث التواصل والاختلاط، ولأنها تخرّج العمائم من طلبة الحوزة الدينية، وقد لاقحها الشاعر أحمد الصافي النجفي بالقول:
صادرات بلدتي مشائخ وواردات بلدتي جنائز
وكان الشاعر الجواهري الكبير ابنها أيضاً من قال فيها متمرّداً داعياً لتعليم المرأة:
علّموها فقد كفاكم شناراً وكفاها أن تحسب العلم عارا
وعن بعض خصائصها الشخصية في حبّ الزعامة الدينية قال فيها الشاعر علي الشرقي
بلدي رؤوس كلّه أرأيت مزرعة البصل
في القرن الثامن عشر كان عدد سكانه النجف لا يزيد عن 30 ألف نسمة، لكن هناك من أحصى عدد شعرائها حينذاك، فلاحظ بينهم 200 شاعر مميّز وهي ظاهرة فريدة، ففي أحلك فترات الظلام كانت النجف تسير تحت ضوء المعرفة والرغبة في التجديد.
في مطلع القرن العشرين شهدت انقساماً حاداً بين المشروطة والمستبدّة ومن وحيه صدر لاحقاً كتاب " تنبيه الأمة وتنزيه الملّة" للشيخ محمد حسين النائيني، وهو كتاب يدعو إلى إقامة حكومة مقيّدة بدستور والحكم فيها للأمة التي هي مصدر السلطات. وكانت النجف تقرأ الصحف والمجلات التي تصدر في القاهرة وبيروت، حيث كان لعالم الدين هبة الله الشهرستاني دور مميّز حينذاك في نشر الجديد من الاكتشافات العلمية ونقل أخبار الاختراعات.
وحين استشارت الدولة العثمانية بعض رجال الدين بشأن تداول كتاب داروين " أصل الأنواع" لمترجمه شبلي شميّل ذو التوجّه الاشتراكي وافقوا على تداوله، على أن يسمح لهم بالردّ عليه، وقد جاء الرد الأول من الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء غير المباشر ضمن كتابه " الدين والإسلام". وردّ عليه أيضاً محمد رضا الأصفهاني في كتاب " نقد فلسفة داروين" مبرّراً ذلك بأن دفاعه عن الدين مقابل اللّادين المحض. ولعلّ ذلك دليل انفتاح ورغبة في الحوار والجدل، بعيداً عن الإقصاء أو الإلغاء، أي أن المختلف لا ينبغي حجبه أو تهميشه، بل ينبغي نقاشه بالاتفاق أو الاختلاف ومن المواقع المتباينة.
ليس هذا فحسب، بل إن علي الشرقي الشاعر والوزير كان قد كتب قصيدة يرثي فيها ضحايا الباخرة تايتانيك بعد أيام من حدوث الفاجعة ويقول فيها:
أسيدة البواخر عنك تُفدى لو اكتفيت الرَّزية بالمسودِ..
كما نشر الشيخ محمد رضا الشبيبي قصيدته عنها في نفس العام 1912 يقول فيها:
يا بابل البحر الخضمّ سحرتنا سحراً أرى هاروت في تايتنيك
زعموا ضللتِ لو أردت هداية كان المحيط بنفسه هاديك
وفي العام 1922 عندما زار المفكر اللبناني أمين الريحاني كربلاء لمشاهدة "دراما " المواكب الحسينية بمناسبة عاشوراء، والتقاه الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء، ودعاه لزيارة النجف دون أي تحفّظ أو حساسية من كونه مسيحياً ويحمل الجنسية الأمريكية، وفعلاً زارها وحضر مجالسها، وأُهديت له مخطوطات احتفاء بقدومه وقابل فيها علمائها مثل الشيخ محمد رضا الشبيبي والشيخ محمد السماوي والشيخ جواد الجزائري وغيرهم، وفي وقت لاحق كتب كاشف الغطاء كتابين عن الريحاني، كما نظم الشاعر الجواهري يومها قصيدة ترحيبية بقدومه يقول في مطلعها:
أرضُ العراق سعت لها لبنانُ فتعانق الإنجيل والقرآنُ
ومثل هذا التصرف والسلوك من رجال دين وأدباء ومثقفين إنما هو دليل تسامح وقبول بالآخر، بل وإقرار بحقه في الاختلاف، وهو اعتراف بالتعدّدية والتنوّع ، حتى وإنْ كان المظهر السائد في المدينة يميل إلى المحافظة أو التقليدية، لكن الرغبة في التواصل مع الآخر والمشترك الإنساني كانت هي السائدة.
V
حين دعاني معالي الدكتور خالد شوكات للكتابة لمجلة المصير في عددها الجديد، اخترتُ النجف، واستذكرت دعوة لإلقاء محاضرة كانت قد وصلتني من الاستاذ صلاح الدين الجورشي رئيس منتدى الجاحظ حينها وذلك بعد احتلال العراق، فوقع اختياري على عنوان "الشيعة في المشهد السياسي العراقي الراهن" وهو موضوع سبق أن دعاني للحديث عنه الاستاذ حلمي شعراوي في القاهرة في إطار "مركز البحوث العربية والإفريقية ".
ووجدت القاعة مزدحمة في تونس لدرجة أنها غصّت بالعديد من الصحفيين والمثقفين ونشطاء المجتمع المدني حينها، وكان الجورشي قد ناقش مع "الهيئة المديرة" للمنتدى عنوان المحاضرة، وأبدى بعضهم ممّن لا يعرفني، حتى وإن كان قد سمع باسمي، بعض التحفّظات من احتمال نشر الفكرة الطائفية أو الترويج لها أو إثارة بعض النعرات، لكن الجورشي طمأن الجميع، بأنني لست فقط ضد الطائفية، بل إنني كنت أدعو لمشروع قانون لتحريمها وهو ما أقدمتُ عليه وأصبح محطّ نقاش في إطارات فكرية وحقوقية وقانونية وثقافية رسمية ومدنية في العراق وفي عدد من البلدان العربية.
لكن ذلك لم يبدّد قلق الجورشي نفسه أو حتى مخاوفه، لاسيّما وأن العنوان إشكالي وعلى أقل تقدير فإنه قد يثير ردود فعل قد لا يمكن التكهن بها، وهو ما أخبرني به بعد أن انتهت المحاضرة والمناقشات بسلام وسلاسة وتفهّم. وكان هدف الجورشي كما هو هدفي ينصبّ على" إعطاء صورة واقعية أو أقرب إلى الحقيقة" في مسألة شائكة ومحط جدل تاريخي.
وكانت الأجواء التفاعلية والإيجابية قد عكست ارتياحاً من خلال المداخلات والاستفسارات والأسئلة، وأستطيع أن أتفهّم ، بل واستوعب اليوم أكثر من أي وقت مضى الواقع المشتبك والمعقّد والتداخلات الإقليمية والدولية والعلاقة بين الديني والسياسي وبين الأخير والتمذهب في ظلّ حروب ناعمة وخبيثة وبعضها أكثر تأثيراً من الحروب الخشنة أو المسلّحة، لاسيّما تلك التي تنشر من خلال الإعلام والإعلام المضاد " الفتن الطائفية والمذهبية" وتغذي عوامل الإنقسام وتشجع على تعظيم الفوارق بدلاً من تقليصها وإضعاف الجوامع عوضاً عن تعزيزها.
وإذا كان البعض يحبس أنفاسه قبل المحاضرة، خشية أن تنفلت الأمور وتذهب باتجاهات قد لا تحمد عقباها في ظرف سياسي كانت تعيشه تونس أيام النظام السابق لدرجة لا تُحسد عليها فيه، إلّا أنه بعدها كان ليس كما قبلها وهكذا مرّت الأمور وهو ما أبلغني به الجورشي وعدد من الأصدقاء لاحقاً وذلك حين قال: إن تلك المحاضرة كانت الأولى في تونس التي قدّمت الشيعة والفكر الشيعي المعاصر، من وجهة نظر علمانية، على نحو موضوعي وفي إطار نقد متميّز بمنهجه العلمي الصارم، وفي الوقت نفسه المُلم بسسيولوجيا الدين والتديّن.
وكنتُ قبل ذلك قد ألقيت شهادة في النجف في "اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين" عن العلاقة مع الآخر، لاسيّما العلاقة بين النجف والأكراد، وكانت بعنوان " حكاية الحوار العربي- الكردي" التي جئتُ في مقدمتها على ذكر علاقة النجف العربية بالكرد وكردستان من خلال تجربة معيشة، وتلك مسألة أخرى وعْدتُ طلبة الدراسات العليا في الجامعة اليسوعية بتقديمها في الموسم الدراسي الثاني.
أقول ذلك جزء من التاريخ، حتى وإن كان الحاضر ملتبساً والأجواء غائمة أو مضببة، لاسيّما حين دخلت السياسة على الدين، في مسعى للتمذهب أو أُدخل الدين على الدولة بطريقة التسييس أو للحصول على مكاسب سياسية ومالية وإدارية، لكن ذلك لا يجمعه جامع مع قيم التسامح التي دأبت عليها المدينة بوجهيها الديني والعلماني، وهما وجهان لا ينفصلان وليس بإمكان أحدهما تمثيل المدينة دون الآخر، لأن ارتباطهما تاريخياً كان عضوياً وجدلياً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما


.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة




.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير