الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تركيا بين حجة مواجهة الميليشيات الكردية في عفرين و رغبة السيطرة على إدلب

مهدي قناوة

2018 / 2 / 1
السياسة والعلاقات الدولية


أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ظهر يوم 13 جانفي 2018 بدأ عملية "غصن الزيتون" داخل الأراضي السورية ضد الميليشيات الكردية (وحدات حماية الشعب) الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي المدعومة أمريكيا، تزامن إعلان أردوغان مع بدأ قصف مدفعي من داخل الأراضي التركية على عفرين، لينتقل في مرحلة لاحقة إلى توغل بري.
يتذرع الرئيس التركي أردوغان بأن هذه الميليشيات تشكل تهديدا للأمن القومي، و بدأت تنتشر على طول الحدود السورية التركية بعد اتفاق مع أمريكا التي دربتها و مولتها بأسلحة متطورة في إطار (برنامج تدريب لحماية الحدود).
في يوم السبت 27 جانفي 2018 أعلن الرئيس التركي أردوغان عن إمكانية تقدم القوات التركية البرية إلى إدلب (أي الاتجاه إلى جنوب عفرين). باعتبار إدلب تنتشر فيها الميليشيات الكردية.
في الحقيقة إعلان إمكانية التقدم نحو إدلب فيه مغالطات عديدة، حيث أن تركيا في الواقع تمتلك ثلاث قواعد عسكرية داخل إدلب تطل على مدينة عفرين و ذلك منذ أكتوبر 2017 في إطار اتفاق "مناطق خفض التصعيد" في سوريا الذي تقرر خلال محادثات أستانة التي تجري برعاية روسيا وإيران وتركيا.
و المعروف أن إدلب معظمها تخضع لسيطرة "قوات المعارضة السورية" و هي محاصرة من جهة الشرق مدينة حلب الخاضعة للنظام السوري و من جهة الجنوب حماة الخاضع أغلبها لسيطرة قوات النظام، و من الشمال تسيطر المليشيات الكردية على مدينة عفرين مسرح الأحداث و من الجنوب الغربي مدينة اللاذقية و هي مركز النظام السوري و من الشمال الغربي الحدود التركية.
لكن إدلب يتصارع عليها خصمان كبيران من جانب "المعارضة المسلحة" هما "هيئة تحرير الشام" المعارضة للوجود التركي في إدلب و الرافضة لقرارات أستانة و التي تعتبر أكبر هيئة معارضة مسلحة مخترقة من قبل المخابرات الأمريكية و الروسية و الفرنسية و البريطانية و الإسرائيلية و التركية و الإيرانية (فوضى مخابرات داخل هيئة تحرير الشام) و المعروف أن "هيئة تحرير الشام" ما هو إلا إسم مغاير للنصرة التي قامت في 28 جانفي 2017 بإعلان الاندماج بين عدة حركات أهمها "النصرة" و "جبهة فتح الشام" و "حركة نور الدين زنكي" و"جبهة أنصار الدين" و "جيش السنة" و "لواء الحق" و تم تعيين "هاشم الشيخ" زعيما لها الذي ألقى في 09 فيفري 2017 بيانا عن الكيان الجديد عبر تطبيق تلغرام.
في مقابل "هيئة تحرير الشام" يوجد الطرف الثاني من المعادلة في إدلب "حركة أحرار الشام" الواهنة الضعيفة نتيجة ربما قرار دولي خفي عمل على إضعافها على حساب تقوية هيئة تحرير الشام و قد أدى الاغتيال الجماعي لقادتها الأوائل سنة 2013 إلى تدهور دورها الريادي في تلك الفترة إذ كانت تشهد تعاطفا شعبيا معتبرا، و هي مؤخرا ترى في تركيا قشة النجاة من التلاشي و بالتالي فهي تعتبر موالية (بشكل أو بآخر) لتركيا.
و يسعى الرئيس أردوغان من خلال هذه العملية إلى تحقيق مكاسب قومية تضمن وجود تركيا في المعادلة الجيوبوليتيكية الجديدة في الشمال السوري، و تكمن هذه الأهداف في:
01 – قطع الطريق أمام الميليشيات الكردية في السيطرة على الحزام الحدودي بين سوريا و تركيا مما يهدد الأمن القومي التركي بقيام كيان كردي ليس على الطريقة الفرنسية في كردستان العراق (دولة كردية معترف بها) بل كيان كردي على الطريقة الأمريكية (كيان غير معترف به دوليا يؤدي أجندات معينة و يوظف حسب الحاجة).
02 – حماية الحدود التركية الجنوبية من داخل الأراضي السورية بالسيطرة على الشريط الحدودي أفقيا والتوسع عموديا إلى داخل إدلب، و بالتالي يكون له موضع قدم داخل سوريا.
03 – السيطرة على مدينة إدلب يوفر لتركيا مكانة تفاوضية و يجعل منها طرفا رئيسيا في أي معادلة أو اتفاق قد يصاغ بشأن مستقبل سوريا.
04 – التحضير لانتخابات 2019 و تقوية الجبهة الداخلية من خلال خطاب الأمننة الذي يتقنه أردوغان. حيث صرح أردوغان خلال اجتماع حزب العدالة و التنمية أن الانتخابات المحلية والعامة والرئاسية سنة 2019 ستحدد مستقبل البلاد لنصف قرن مقبل حسب جريدة ترك برس المنشور بتاريخ 30 أكتوبر 2017.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف قطاع الطائرات المسيرة


.. ماكرون يدعو لبناء قدرات دفاعية أوروبية في المجالين العسكري و




.. البيت الأبيض: نرعب في رؤية تحقيق بشأن المقابر الجماعية في قط


.. متظاهرون يقتحمون معهد التكنلوجيا في نيويورك تضامنا مع جامعة




.. إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة ا