الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في العاشر من شباط ....لماذا تخافون عودة الكوادر الحزبيه

محمود الشيخ

2018 / 2 / 4
القضية الفلسطينية


عندماا نكتب عن حزب عشنا فيه عقود من الزمن ليس حبا في النقد بل مساهمة في التصحيح،خاصه واننا نرى ان حزبا كان له دور بارز في حياة شعبنا ونضاله مهما تنكر الأخرين له وحاولوا تهميشه اوتقزيمه،الا ان واقع الحياة السياسيه تثبت صحة ما ندعيه من دور مهم وبارز وواعي،سواء في الموقف من قرار التقسيم او في الموقف من الدولة الفلسطينيه في العام 1948 وكذلك في الموقف من حل المسأله الفلسطينيه بعد العام 1973 عندما حدد بوضوح تام حلها عن طريق الأمم المتحده ومن خلال مجلس الأمن،تطبيقا لقرارات الشرعية الدوليه،وفي حينها اتهم الحزب بتقديم التنازلات الكبيره،واجه الحزب حينها هذه الإتهامات بترسيخ قناعة اعضائه ومناصريه ومؤديه بصحة وجهة نظره،وتمكن خلال فترة قياسيه ان يكون الفصيل الأكثر جاذبية وحضورا على الساحة الفلسطينية في الداخل،حتى شعر الأخرين بخطر اتساع دور الحزب واتساع قاعدته الشعبيه بين الجماهير واصبح قبلة انظار الجماهير وقائدا لها يؤخذ برأيه في القضايا المصيريه،ولذلك دون انتقاص من دوره اصبح فصيلا معترفا به وعضوا في ( م.ت.ف) في دورة اعادة اللحمة لصفوف منظمة التحرير في العام 1988 التى لعب فيها الحزب دورا مركزيا فكان عامل وحده ورص الصفوف.
الا ان دخوله صفوف منظمة التحرير لعب دورا عكسيا فبدل ان يساهم ذلك في تطوير دوره ويساعد على تصحيح مسار المنظمه،لعب ذلك دورا في انحسار دوره اولا على نطاق قيادته لمؤسسات الطبقة العامله عندما تنازل عنها لصالح حركة فتح بحجة تعزيز الوحدة الوطنيه،ساهم ذلك في ضرب وحدة الطبقة العامله وانتكاس دورها من قائده في نضالات شعبنا الى مؤسسات تابعه لهذا التنظيم او ذلك،تتقاسم مقاعدها التنظيمات على قاعدة المحاصصه،دون اعطاء العمال حقهم في انتخاب ممثليهم في الهيئات الإداريه للنقابات،وباتت ديكورات على الساحة ليس لها الدور الذى احتلته نقابات واتحاد نقابات ما قبل التنازل عن قيادتها وغدت حقوق العمال عرضة للضياع بعد ان فقد العمال هيئاتهم التى كان همها تحقيق مطالب العمال وتحسين اوضاهم وتطبيق القانون،واما بعد نظام المحاصصه لا وجود لتطبيق القوانين وحقوق العمال سواء مثلا في اجازاتهم السنويه او الإسبوعيه اصبحت في خبر كان دون ان تفسر الإتحادات السبعه لماذا هي ديكورات ولمذا هي مقصره،وما هو سبب وجودها،المهم هذه اول ساحة من ساحات الحزب فقدها ولم يعد له دور فيها مع ان مبرر وجوده هو الدفاع عن الطبقة التى يحمل فكرها ويدعي انه ممثلها.
ثم بعد ان سحر العديد من قيادات الحزب في طرح ( غورباتشوف ) في الكلاسينوست والبروسترويكا،بدأت تلوح في افق الحزب القيام بتغيرات جديه انسجاما مع سياسة غورباتشوف مما ساهم في تنازل الحزب عن هويته الطبقيه عندما تخلى عن ايديولوجيته الفكريه،وهذا بدوره ساهم في خلق حالة ارتباك شديده في صفوف الحزب دون ان يكون لقيادة الحزب اي تأثير في لملمة صفوف الحزب لذا غادر صفوف الحزب مئات الكوادر المؤمنين في ايديولوجية الحزب التى تمثل مصالح الطبقه العامله وتشكل هويتها الطبقيه،ويسترشد ويستلهم رأيه منها،ان تخلي الحزب عن عقيدته الفكريه ادى الى تخليه عن هويته الطبقيه وبالتالي عن تمثيله للطبقة العامله.
ثم قادت سلسلة المتغيرات هذه الى تخلي الحزب عن برنامجه السياسي الذى يستند في حل القضية الفلسطينيه على مؤتمر دولي بحضور الدول الخمس الكبرى،بتطبيق قرارات الشرعية الدوليه،وبسرعة البرق ادار الحزب ظهره لبرنامجه وتبنى برنامج اوسلو الذى ادى الى تقليص مساحة نفوذ الحزب وضاقت قاعدته الجماهيريه وبات لا فرق بينه وبين اصحاب اوسلو،وربط اعتماده في نفقاته على مخصصات الصندوق القومي الفلسطيني التى تصرف له ولباقي التنظيمات مما ساهم في محاصرته بدائرة ما يسمى بالإعتدال السياسي ثم دخل في تحالفات مع تيار اوسلو من خلال مشاركته بالسلطة الفلسطينيه ولم يكن له ولا لغيره دور في سياسة السلطه سواء الاقتصاديه او الاجتماعيه ودورها السياسي كذلك،خاصه وانها احتلت دور منظمة التحرير بل وشلت دورها دون اعتراض احد من المشاركين في االسلطة واعضاء في منظمة التحرير،وبات كغيره من التنظيمات مشلول الحركه في الشارع الفلسطيني بعد استناد كافة القوى وركونها على اتفاق اوسلو في الحل،فابتعد عن كافة النشاطات الجماهيريه ومنها لجان العمل التطوعي التى كانت ذراعه الثاني بعد نقابات العمال،وادى تنازله عنها الى فكفكتها وانتهاء دورها وفتح المجال امام اخرين للقيام بهذه المهمه،مما يعني تخلي الحزب عن استقطاب الشباب من كلا الجنسين.
بدون ادنى شك ادت كل هذه العوامل الى انحسار دور الحزب وتعطيله،ثم ان غياب الكادر الحزبي الذى بني الحزب على اكتافه وتوسعت جماهيريته من خلال تضحيات وسهر ودور هؤلاء الذين غادروا صفوفه، لكل هذه الاسباب،في حين لم تتاثر قيادة الحزب وكأنها انتظرت خروج هؤلاء الرفاق وابتعادهم عن الحزب،بعد ان اصبح حزبا صغيره دوره صغيرا وحركته هامشيه،في الشارع وفي السلطه،وتسللت افكار غريبة عن الحزب وعن فكره الذى تخلى عنه،فلم يعد ممثلا للطبقة العامله ولا للفئات الشعبيه،فمن يتخلى عن هويته الطبيقيه يتخلى عن تمثيله للطبقة العامله ومن يتخلى عن برنامجه السياسي يصبح عائما لا رأي له،وتابع لغيره او على اقله رأيه غير مسموع ان كان لديه رأي.
نضيف الى ذلك ان حزبا ثوريا بلا نظرية ثوريه لا يمكن ان يكون ثوريا،مما اثر على تركيبة الحزب التنظيميه وهيلكلته الحزبيه،فلا انضباط تنظيمي فيه،ثم غدى تنظيم هلامي لا عدد ولا عديد لا عمل ولا تنظيم،وخلت ساحات عمله من العمل ومن النشاط فلا برامج ولا نشاطات امام عناصره وعضويته اصبحت كعضوية مؤازره ليس اكثر،مما يعني ان الحزب اختلف في كل مكوناته عن الحزب الذى كان قبل التغيرات التى ادت الى تدهور وضعه التنظيمي من خلال مجموع الانتكاسات التى مر بها والقياده تعتقد ان الإقتراب من االمفاهيم الليبراليه ستساهم في شد الوضع الحزبي والإقتراب من الفئات الشعبيه التى على ضوئها ستتوسع قاعدته الجماهيريه ثم الابتعاد عن هويته الطبقيه ستزيل المعيقات امام قدرته على اختراق مختلف الفئات الإجتماعيه،لكن هذه المعتقدات ادت الى خسارة الحزب في كافة المجالات وحولته الى حزب صغير بلا قاعده لا حزبيه ولا شعبيه.
مما يستدعي من رفاق الحزب وهم على ابواب مؤتمرهم الذى اجل عدة مرات دون مبرر،ان يقوموا بمراجعة شامله لسياسات الحزب ودور قيادة الحزب منذ حدوث التغيرات في كل ما جرى وادى الى وصول االحزب من حزب كبير الى حزب صغير لا تأثير له على الساحه،وستجدون في المراجعه اهمية كبيره لعودة الحزب الى تاريخه ودوره بعودته الى حزب الطبقة العامله بعد تبني فكرها ونقد موقفه من اتفاق اوسلو وسياسة السلطه ودوره الهامشي في حياة شعبنا وفي السلطه كذلك.
واخيرا قد يقول احدهم لماذا الكتابة على صفحات الفيس بوك نقول له كافة القوى والأحزاب مكشوفه تنظيميا وسياسيا وفكريا لم يعد هناك عمل سري بعد نشوء السلطه وشعبنا صغيرا وكبيرا على اطلاع بمشاكل وازمات كافة التنظيمات مما لعب دورا في تشكيل ازمة ثقه بكافة القوى السيااسيه ولأن الامور مكشوفه فالقول ان االكتابة في الفيس تعتبر نقدا في غير محله هو راي في غير محله،لهذا النقد ضروري ومهم ممارسته في كافة الاماكن والمجالات،ايضا وانتم تقومون بالتحضير لعقد مؤتمركم من الأهمية بمكان ان يدعى من غادروا صفوف الحزب احتجاجا على سلسلة المتغيرات ولم يقدم احد فيهم استقالته ولم ينضموا الى صفوف قوى اخرى،وثبتوا على قناعاتهم،واجب عليكم دعوتهم لحضور المؤتمر كمشاركين فيه واعضاء دون نسيان انهم هم من بنى الحزب وعلى اكتفاهم اقيمت منظماته في كافة المواقع،دون خوف من عودتهم لأنها ستساهم في تطوير العمل الحزبي بكافة مجالاته،وستعود الوجوه المعروفه لجماهير شعبنا بانها حزبيه منذ نصف قرن واكتر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخاوف من استخدامه كـ-سلاح حرب-.. أول كلب آلي في العالم ينفث


.. تراجع شعبية حماس لدى سكان غزة والضفة الغربية.. صحيفة فايننشا




.. نشاط دبلوماسي مصري مكثف في ظل تراجع الدور القطري في الوساطة


.. كيف يمكن توصيف واقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة؟




.. زيلنسكي يشكر أمير دولة قطر على الوساطة الناجحة بين روسيا وأو