الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثقافة لا تشيخ

محمود فنون

2018 / 2 / 5
القضية الفلسطينية


عدد المثقفين الذين يمكنهم امتهان الثقافة محدود ،وكما هو الحال فأغلبهم مثقفوا السلطان او اقل قليلا ،وهناك مثقفين لا ينتمون الى السلطان ولديهم درجة عالية من الاستقلالية ، ولكن ليسوا جميعا على درجة كافية من الجرأة لقول الحقيقة واتباع المنطق العلمي في البحث، والقلة الباقية تقول وتكتب ولكن لا يوسع لها لأن المرحلة هي لطمسها وليس لنشرها وتوزيع فكرها وثقافتها .
ولكن يتوجب القول ان التيار الثقافي العام حاليا في فلسطين يرفض ما آلت اليه احوالنا، كل لأسبابه ويرفض الاتفاقات ، وبعد ذلك يأخذ الكثيرين في المراوحة في المكان ولا يدلّون على طريق الخروج من عنق الزجاجة ، ومن يقول وبحاول ان يدل ، وهم القلة يجابههم رسوخ الحالة السائدة والدفاع عن عظمة الرموز التارييخن الذين قادوا هذا الفشل وعظمة الصنمية للافراد والاحزاب والرموز، والدرجة العالية في التمسك بالرواية التاريخية للمرحلة التي شاخت وولى زمانها والتي لا زال ارثها جاثم على صدورنا ويكبلنا .
انه يتوجب ترك عبادة الاصنا م مجددا ويتوجب نقد ارسطو بالفم المليان وان نقول للعروس (انت ضرطي) ويا فصائل وطنية واسلامية انت شخت وتفككت الى احزاب انتخابية تتنارع على كراسي الحكم الذاتي ولم تعودي منظمات كفاحية ، ولم تنجزي اي من اهداف الثورة. هذه منطلقات ضرورية للثقافة في الخطاب السياسي والادبي والشعر والنثر والمناظرات وكل وسائل التعبير الثقافي.
يجب ان نسأل عن فتح تحرير كل فلسطين أين ذهبت ولماذلا قبلت ان تحل محلها فتح الدولة الفلسطينية المستقلة التي بدورها سبمت الراية لفتح اوسلو . إن فتح اوسلو تقول وبالفم المليان ان أوسلو هو مشروع فتح .
وما دام الأمر كذلك فإنه لا يحق لفتح أوسلو ان تتقمص فتح تحرير فلسطين ففتح أوسلو هي فتح جديدة بالمطلق استيزار وفساد وتنسيق امني وكل ما يتعارض مع فتح المنطلقات ونفيا لكل مضمونها مع الإحتفاظ باسم فتح المنطلقات .
ويجب ان نسأل أين حماس تحرير فلسطين وكيف تم التحول إلى حماس الإستيزار . وما دام الأمر كذلك فإنه لا يحق لحماس الإستيزار أن تتقمص حماس الإسلام لتحرير فلسطين . ويجب مسائلة حماس عما قبل تشكيلها وما كان دور المجمع الإسلامي . وكيف دغدغت حماس بتشكلها مشاعر ومعتقدات العامة التي تبني تصورها (أوهامها ) بأن الإسلام فقط هو الذي يحرر فلسطين وكيف تحولت حماس التحرير الكامل إلى مشروع فاشل في غزة يقوم على المناصب والمكاسب والمغانم والفساد والتفرقة وكل السلبيات.
وما بقي من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والتي لا زالت تتكيء على تاريخ الجبهة الوطني والكفاحي .
يجب ان نقول بأن الفصائل الفلسطينية قد شاخت ولكن هذا ليس كل شيء بل انها أيضا قد تحولت عن التحرير إلى ما يناسب قادتها وكوادرها من مناصب ومغانم وظلت تحتل موقع ومنزلة تلك الفصائل وهب كفاحية لتحرير فلسطين .
إن هذا يوجب على المثقفين إعمال مبضع النقد وبقصرية تتجاوز عاطفة المحبة والإخلاص .
أنا شخصيا مخلص ومحب لتاريخ الحركة الفلسطينية وابطالها وللفصائل التي اتسمت بالكفاحية . ووفي لكل من ناضل من أجل تحرير فلسطين ووفي بالخصوص للتضحيات والأدوار التي قام بها الأفراد في فترات التاريخ الكفاحي من قاتل ومن استشهد ومن اعتقل ومن ضحى مهما كانت تضحيته متواضعة .. إنني وفيّ للنضال والتضحيات وتضحيات الأفراد حينما كانوا كفاحيين وانقدهم جميعا انقد كل من تحول عن وجهة تحرير فلسطين .
ولكن التحرير أولا وليس الإستيزار والإستدوال الكاذب ( فلا الغراب تعلم مشية الحجل ولا هو ظل يمشي مشية الغراب) فضاع وضيع من حوله .
إذا كانت الفصائل شاخت فالثقافة لا تشبخ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. !ماسك يحذر من حرب أهلية


.. هل تمنح المحكمة العليا الأمريكية الحصانة القضائية لترامب؟




.. رصيف غزة العائم.. المواصفات والمهام | #الظهيرة


.. القوات الأميركية تبدأ تشييد رصيف بحري عائم قبالة ساحل غزة |




.. أمريكا.. ربط طلاب جامعة نورث وسترن أذرعهم لحماية خيامهم من ا