الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحق عند حنة أرندت

عماد الحسناوي

2018 / 2 / 10
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


إن الفلسفة الحديثة بشكل عام، والفلسفة الحدبثة بشكل خاص تتأس على مفهوم أساسي وهو المساواة. كما أن قوة العصر الحديث تتجل في نقد التصور الارسطي التراتبي للحق. إذن ماهو موقف أرندت من الحق الحديث خاصة مفهوم المساواة؟
نقد أرندت للحق الحديث مرتبط أساسا بنقد مفهوم المساواة.كون هءا المفهوم مبني على الخلط و اللبس، أي أنه يخلط بين المفهوم القانوني للمجتمع من جهة، و المفهوم الاجتماعي من جهة أخرى. ولهذا تكون المساواة عند أرندت شكلية، كما أن حقوق الانسان هي حقوق مجردة.
خصوصية نقد أرندت هو أنها تنتقد فكرة المساواة من داخل الحداثة وليس من خارج الحداثة، أي انه ليس الهدف من هءا النقد هو القضاء على النظام السياسي، وإنما تريد من هذا النقد تقوية الديمقراطية، وذلك بنقد المساواة دون العودة للحق الكلاسيكي (الارسطي). ترى أرندت أن الخطر الاساسي الذي يهدد الكائن هو عدم الاعتراف بالاختلاف. هذا ما جعلها ترفع الشعار التالي وهو الدعوة الى المساواة في الاختلاف، لانه باسم المساواة تم خلق داخل المجتمع نزعة إنسجامية كلانية تخترق كل حق إجتماعي.
- نقد السياسة التوتاليتاريا
أزعم أن أهم نقد في تاريخ الفلسفة للأنظمة الكلانية هو نقد أرندت. وتحدد النظام التوتاليتاري على أنه النظام الذي يتأسس على القضاء الحدود الفاصلة بين الافراداي انه نظام يسعى الى تكسير الروابط التي ترسخ إنتماءات الأفراد إلى هوية خاصة. وظيفة النظام التوتاليتاري هو تفكيك عرى الناس، أي ما يجمع الناس و يوحدهم والتجزيئ الذري للحقل الاجتماعي من حيث أن هءه الروابط تشكل عائق أمام بسط الانظمة التوتاليتاريا.
ولتحقيق هذا المشروع تتبنى النظام الديمقراطي القائم على مساواة قانونية فقط، وذلك في إطار محوها للاختلافات و تجريدها من خصوصيتها بهدف خلق "جمهور ذري لا شكل له". بمعنى خلق إنسان مجرد ذو حقوق مجردة، وبصغة ماركيوز "خلق إنسان ذو بعد وحيد".
إذن حسب أرندت ليس هناك تناقض بين حقوق الانسان والانظمة التوتالياترية، لأن حقوق الانسان تتحدث عن كائن إنساني مجرد من خصوصيته الوطنية و القومية، ومن الامتيازات التي منحها له التاريخ.حيث يتم إستبدال حيث إستبدال الحقوق التاريخية و العرقية بحقوق طبيعية، بمعنى أخر يتم إحلال الطبيعة الانسانية محل التاريخ. وهنا تقول ارندت إن حقوق الانسان لم تمنع من الحروب، او حرق اليهود، او تشريد... الفلسطنيين والسبب يتمثل في كون أن خطاب حقوق الانسان تحقق على المستوى الايديولوجي ما تحققه الانظمة التوتاليتارية على المستوى الواقعي.
وبهذا تكون أرندت قد وصعت معيار جديد للحق دون العودة الى الحق الكلاسيكي.كما أن الذي جعل أرندت لم تسقط في الموقف المضاد للحداثة هو صعوبة التي تعترض الموقف الهيدغري، لان معارضة هيدغر للحداثة مرتبط بنزع الطابع الذاتي عن التفكير، وفصل الانسان عن إرادته وجعله مجرد وظيفة في الكينونة، أي ان تحرر الكينونة عند هيدغر هو الذي يؤدي الى تحرر الانسان. في حين أرندت ترى أن إلغاء الارادة الانسانية مهدد في الوقوع في خطرين:
1- الهروب من تحمل المسؤولية التي تقتضيها الحرية ، وتخلي عنها لصالح الكينونة، مما سيؤدي الى الإنتهازية و القدرية.
2- الارادة الهيدغرية في نظر أرندت فكرة متناقضة، كونها تقول أن الانسان محكوم عليه بالحرية منذ ولادته، وبدل الهروب من المسؤولية التي تقتضيها هءا الحرية، يجب بناء إنسان متحرر من فلسفات الارادة.
بالتالي حنة أرندت تدعو الى بناء الحق الذي ينمي الكرامة الإنسانية، دون السقوط في أفخاخ النزعة الانسانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق


.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟




.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل