الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موقف حزب مباي من المواطنين العرب (2)

تميم منصور

2018 / 2 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


موقف حزب مباي من المواطنين العرب (2)

حزب العمل الحالي ، وريث حزب مباي ، يفتخر دائماً بأنه المسؤول عن نكبة الشعب الفلسطيني ، ولم يعد يخجل من الكشف عن الكثير من ارشيفاته الملطخة بدماء الفلسطينيين ، مع ذلك فإن قادة هذا الحزب الحاليين لا زالوا مستمرون في اصدار فتاوى الكذب والخداع ، يوجهونها الى المواطنين العرب ، فتاوى مزيفة خاصة بكل مشاريع المساواة ، مع أن هذا الحزب ادار شؤون البلاد عشرات السنين ، لم يفكر في يوم من الأيام بتوفير المساواة تجاه المواطنين العرب ، العكس هو الصحيح ، فهو الأب الروحي للعنصرية الصهيونية ، في عهده اشتعلت الحروب ، وبادر في الاعتداءات على الدولة العربية ، وفي عهده تم احتلال ما تبقى من فلسطين عام 1967 .
لقد خدع حزب العمل مباي سابقاً الفلسطينيين خاصة ، من خلال اتفاق اوسلو ، بأن هذا الاتفاق هو مفتاح السلام ، وان الدولة الفلسطينية أصبحت على مرمى حجر ، لكن هذا الاتفاق زاد من تعقد الصراع لأن حزب العمل نفسه ، لم يطبق ما جاء في الاتفاق الذي وافق عليه في أوسلو ، لم يكن جاداً في يوم من الأيام بأن وجهته السلام العادل مع الفلسطينيين .
المؤسف والمحزن انه لا تزال شريحة من المواطنين العرب تابعون لهذا الحزب ، وهم بهذا كالذي يُقبل أيادي جلاده ، لم يتعلموا من أجيال المرتزقة الذين سبقوهم ، لقد اعتبرهم حزب مباي سابقاً والعمل حالياً " قطاريز" لخدمته دون ان يقدم لهم وللمواطنين العرب شيئاً ، المرتزقة العرب التابعون لهذا الحزب خاصة من الاجيال الحالية ، لا يقرأون التاريخ ، ولو قرأوا في ارشيفات هذا الحزب عن دوره في فرض سياسة القهر والتنكيل بحق المواطنين العرب ، ربما استيقظت ضمائرهم .
السياسة التي نقلها رجل المخابرات " هليل كوهين " في كتابه " العرب الصالحون " الخاصة بالمواطنين العرب ـ وضعها حزب مباي – العمل اليوم ، المصطلح الذي استعمله قادة هذا الحزب في تعريف العرب الفلسطينيين الذين لم يقتلعوا من الوطن " مسألة عرب اسرائيل " أو مشكلة عرب اسرائيل ، اعتبرنا هذا الحزب مشكلة وحجر عثرة في طريقه وطريق اسرائيل يجب حلها ، وقد وردت على السنة قادة حزب مباي في بداية الخمسينات اقتراحات وحلول كثيرة ، منها المتطرف ومنها الأقل تطرفاً .
ورد في ارشيف حزب مباي المتواجد في بيت بيرل ان عدد الفلسطينيين الذين بقوا في وطنهم 156 الف مواطن ، هذا العدد يضم سكان المثلث الذي سلمه الملك عبد الله مجاناً الى اسرائيل ، وقيل أن ثمن المثلث الذي قبضه بالإضافة الى الهدايا والمبالغ المالية ،شق طريق معبدة تربط بين طولكرم – قلقيلية عبر المنطقة الغربية من جبال السامرة ، وطريق آخر في منطقة الخليل ، ومما هو جدير بالذكر أنه قبل التسليم الذي تم في شهر أيام 1949، ارسل جلالته مندوبون عنه لاقناع سكان قرى المثلث من ام الفحم شمالاً الى كفرقاسم جنوباً ، لاقناعهم بالرحيل ، وترك اراضيهم واملاكهم وقراهم غنيمة لاسرائيل ، لأن القادة الصهاينة طلبوا منه ان يستلموا مناطق خالية من السكان ، لكن سكان القرى رفضوا الانصياع لطلبه .
ربما يكشف لأول مرة بأنه عند التوقيع على اتفاقية الهدنة بين اسرائيل والاردن عام 1949 ، شمل هذا التوقيع تواطؤ عبد الله بتسليم المثلث ، لم يقبل الملك عبد الله احتجاج اعضاء الوفد الاردني على هذا السخاء الهاشمي المجاني على حساب الشعب الفلسطيني ، لقد رفض الضابطان الاردنيان اعضاء الوفد وهما اللواء " علي أبو نوار " و اللواء " عبد الله التل " التوقيع على الهدنة ، الا بعد ان اشترط بأن لا تدخل قرى واراضي منطقة المثلث قوات عسكرية اسرائيلية ، بل يكون السكان خاضعين لسلطة مدنية تقودها الشرطة ، تحت اشراف دولي ، واشترط بأن يكون غالبية رجال الشرطة من السكان المحليين ، واشهد الله والتاريخ بأنني استمعت الى ذلك من قبل أحد المحاضرين الضيوف في جامعة تل أبيب ، وقد كان ضابط مخابرات سابق .
طبعاً السلطات الاسرائيلية لم تلتزم بكل شروط اتفاقية الهدنة مع الاردن ، فأدخلت جيشها الى المثلث ـ كجيش احتلال بدون اطلاق نار ، وقد وجدت اسرائيل نفسها امام مشكلة كما ارادت تسميتها ، مشكلة اسمها عرب فلسطينيون بطولهم وعرضهم ولونهم وهويتهم وانتمائهم ، فادعى قادتها في ذلك الحين انهم يواجهون مشكلة هامة ، اسمها عرب اسرائيل من وجهة نظرهم .
ما ورد في ارشيفات حزب مباي الذي كان يسيطر على نظام الحكم في الدولة الجديدة ، ان قادة هذا الحزب اختاروا في طريقة تعاملهم مع ممن بقوا في وطنهم ، ان وجودهم لهو برهان قاطع بأن فلسطين لم تكن ارضاً بلا شعب ، كما تدعى الحركة الصهيونية ، في نفس الوقت بأن غالبية قادة حزب مباي كما ورد في ارشيفه اعتبروا هؤلاء المواطنين اعداء ، يجب التخلص منهم ، من أجل ذلك ولايجاد حلول ترضى وتشبع العنصرية الصهيونية عقد قادة الحزب اجتماعا يوم 18/6/1950 لمناقشة وضع ومصير المواطنين العرب ، خلال النقاش الذي كان ساخناً ، انقسم المجتمعون الى فريقين ، فريق برأسه رئيس الوزراء دافيد بن غوريون .
من بين الشخصيات البارزة التي دعمت موقفه ، صديق العرب خاصة الحركة الإسلامية الشق الجنوبي شمعون بيرس ، وموشه ديان ، كان موقف بن غوريون وجماعته اتجاه المواطنين العرب متشدداً للغاية ، طالب بأن يتم محاصرة المواطنين العرب استعداداً لطردهم وقذفهم وراء الحدود ، تمشياً مع الأسلوب والطريقة التي اتبعت بحق حوالي مليون فلسطيني ، لقد اعتبر بن غوريون المواطنون العرب متسللين ، ولا وجود ولا اقامة لهم في البلاد .
عارض الفريق الثاني الذي ترأسه موشه شاريت ، يؤيده اسحاق لافون ، وزلمان شازار ودافيد كوهين ، طالب هؤلاء بايجاد حل اكثرانسانية للمواطنين العرب ، وقد رفضوا شعار بن غوريون ونائبه بيرس بأن العرب لا يفهمون سوى لغة القوة ، ويجب معاملتهم كالكلاب ، وفي اجتماع آخر لقادة هذا الحزب عقد يوم 9/7/1950 تساءل اسحاق بن تسفي ، وكان موقفه محايداً ، هل سنطرد العرب ، أم نعمل على بقائهم ؟ وقال اعلنا أمام العالم بأننا سنقيم دولة توفر المساواة هل هذه المساواة لليهود فقط ؟
ازدادت حدة الخلافات بين الفريقين ، فقد أصر بن غوريون ومن معه انه لا بد من طرد المواطنين العرب ، بكافة الطرق والوسائل ،لكنه غير موفقة عندما قال نسمح فقط ل 37 الف البقاء ، أما موشه شاريت ، فقال اذا كان لا بد من الترحيل ، يجب أن يكون هذا الترانسفير بطرق سلمية .
وضمن مفاوضات مع الطرف الآخر ، خاصة ملك الاردن لأن جلالته ابلغنا بأنه يرحب بالمزيد من اللاجئين ، أضاف شاريت اذا لم تتم سياسة الترانفسير بطرق سلمية ، يجب التعامل مع هذه الاقلية بروح غير عدائية ، يجب اعطاءهم الحد الادنى من الحقوق على الأقل ، وفي مقدمة هذه الحقوق السماح لأولادهم التعلم في المدارس ، كما يجب ان نسمح لهم الانضمام الى عضوية الهستدروت والمشاركة في انتخابات الكنيست حتى نكسب أصواتهم

.
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات إسرائيلية ومؤشرات على تصعيد محتمل مع حزب الله | #غ


.. سائق بن غفير يتجاوز إشارة حمراء ما تسبب بحادث أدى إلى إصابة




.. قراءة عسكرية.. المنطقة الوسطى من قطاع غزة تتعرض لأحزمة نارية


.. السيارات الكهربائية تفجر حربا جديدة بين الصين والغرب




.. طلاب أميركيون للعربية: نحن هنا لدعم فلسطين وغزة