الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تقاطعات بين الأديان 11 المرأة في روايات الخلق

عبد المجيد حمدان

2018 / 2 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تقاطعات بين الأديان


11

المرأة في روايات الخلق



والآن تعالوا نعاود قراءة روايات خلق الإنسان وقراءة أساطير الطوفان ولكن بالتركيز على زاوية مغايرة ، هي زاوية خلق أنثى الإنسان فتحديد دورها ، بوصفها امرأة ، في مسار التطور البشري . واسمحوا لنا أن نبدأ مع روايات الخلق ، لنعقبها بأساطير الطوفان .
1
تقول رواية ديانة المايا – أمريكا الجنوبية – أن الآلهة ، في تجربتها الثانية والفاشلة للخلق ، خلقت ذكرا وأنثى من الطين ، أي في وقت واحد ، دون مميزات لهذا على تلك . وتضيف أن الآلهة ، في التجربة الرابعة الناجحة ، خلقت في البدء أربعة رجال ، ثم وهم نيام خلقت لهم أربع نساء ، من نفس المادة – حبوب الذرة - ، دون أية فروق بين هؤلاء وأؤلئك ، عدا جهازي الذكورة والأنوثة . وبما أن عدد الرجال كان مساويا لعدد النساء ، فكان بديهيا أن يقتصر عدد الزوجات على واحدة لكل رجل .

وتقول رواية ديانة الأنكا – أمريكا الجنوبية والوسطى – أن الإله فيراكوتشا خلق البشر من الطين ، دون إشارة لاختلاف بين الجنسين أو سبق احدهما على الآخر ، ولنفهم أن الإله فيراكوتشا خلق الرجل والمرأة بعدد متساوي وفي نفس الوقت ومن نفس المادة ، دون فروق غير تلك الخاصة بالذكورة والأنوثة ، وزوجة واحدة لكل رجل .
2
وتقول ديانة قبائل هندية ، أمريكية شمالية ، أن الإله خالق الأرض ، قام بتشكيل تماثيل من الطين لرجال ونساء بعدد متساوي ، وبعد أن جففها في الشمس نفخ فيها الحياة . ونفهم منها أن إله القبائل الهندية خلق الرجال والنساء من نفس المادة ، وفي وقت واحد ، معا ، دون أية فروق تتجاوز صفات الذكورة والأنوثة ، وزوجة واحدة للرجل الواحد .
وتقول رواية الخلق الاسكندينافية – شمال أوروبا – أن الآلهة خلقت الرجل والمرأة من قطعتي خشب ، أخذتهما من الشجرة العملاقة ، فكانا أول البشر ومن تزواجهما – لاحظوا زوجة واحدة للرجل الواحد - نشأت البشرية . ولأنهما – الرجل والمرأة - خلقا من قطعتي خشب متساويتين ومتماثلتين في كل شيء ، كانا متساويين في كل شيء ، وبلا أية فروق عدا تلك الخاصة بالذكورة والأنوثة .
3
وتقول روايات الخلق الإفريقية – مالي مثالا – أن الإله صنع زوجا يشبهه من الطين ، جعل منهما رجلا وامرأة ، أي رجل واحد وزوجة واحدة . ولد لهما ، بعد تزاوجهما ، أطفال يحملون صفتي الذكورة والأنوثة . قام الإله بعد ذلك بفصل الصفتين ، محولا هؤلاء الأطفال إلى ذكور وإناث ، ومرة أخرى زوجة واحدة للرجل الواحد . ونفهم من الرواية أن خلق الجنسين حدث من نفس المادة وفي نفس الوقت ، وبلا أية فروق عدا تلك المتعلقة بالذكورة والأنوثة .
4
ونصل إلى الديانات الآسيوية بادئين بالهند . تقول روايات الخلق الهندية أن الآلهة خلقت الإنسان بذات الطريقة ، ومن نفس المادة التي خلقت منها الأرض ، النباتات والحيوانات . ونفهم من عدم الوقوف على تفاصيل خلق كل من الرجل والمرأة تساويهما في كل شيء ، كما هو حال الحيوان والنبات ، وحيث تقف الفوارق عند صفات الذكورة والأنوثة فقط .
وتقول رواية الخلق الصينية أن الإلهة نيوى وا ، وفي غمرة لهوها ، صنعت الكثير من الدمى من الطين ، ثم نفخت فيها فدبت فيها الحياة ، ثم بعد ذلك قسمتها إلى ذكور وإناث . ومرة أخرى نفهم من الرواية تساوي عدد الرجال والنساء ، وزوجة واحدة للرجل الواحد ، ثم مساواة تامة بين الرجل والمرأة في كل شيء ، بدءا بالخلق معا ، ومن نفس المادة ، عدا فروق الذكورة والأنوثة .
وتقول رواية الخلق في الديانة الزرادشتية – إيران وما حولها – إن إله الخير أهورا مازدا خلق ماشيا – الرجل – وماشيانة – الأنثى – معاً ، أي في نفس الوقت ومن نفس مادة الخلق ، ودون أية فروق تتجاوز صفتي الذكورة والأنوثة . ولأنه خلق رجلا واحدا وامرأة واحدة بدأ الزواج في الديانة الزرادشتية أحاديا .
وأخيرا تقول رواية الخلق لديانة لاوس – شرق آسيا – أن الآلهة خلقت البشر ، الذكور والإناث - من الطين ، أي من ذات المادة ، في نفس الوقت ، وبنفس العدد لكل نوع ، ودون أية فروق بين الجنسين تتجاوز صفتي الذكورة والأنوثة ، وكانت زوجة واحدة للرجل الواحد .
5
ونصل إلى منطقتنا بادئين بالديانات المصرية .
في مصر وقبل توحيدها في قطر واحد ودولة واحدة ، تعددت دياناتها تبعا لتعدد المقاطعات ، كما تعددت روايات الخلق كنتيجة لتعدد الديانات . لكننا ، وبالرغم من هذا التعدد ، نقرأ وبسهولة ، أن خلق الإنسان ، ذكرا وأنثى ، حدث في وقت واحد ومن مادة واحدة . وكمثال عليها دولاب أو عجلة الإله خنوم للخلق . على هذه العجلة صنع تماثيل من الطين للإنسان ، وجعل منها ذكورا وإناثا ، ومن تزاوجهم جاءت البشرية . ونفهم من الرواية أن عدد الذكور كان مساويا لعدد الإناث ، فزوجة واحدة للذكر الواحد ، وبأن الخلق تم من مادة واحدة وفي وقت واحد ، أي بدون أية فروق ، عدا فروق الذكورة والأنوثة .
ونَحَتْ ديانات ما بين الرافدين ذات المنحى . ففضلا عن اتفاقها بأن خلق الرجل والمرأة جاء من مادة واحدة هي الطين ، وأن خلق الجنسين تم معا ، أي في نفس الوقت ، فقد كان عدد الرجال في بدء الخلق مساويا لعدد النساء ، وعند التزاوج تم تخصيص امرأة واحدة للرجل الواحد . وتعالوا نأخذ أسطورة الفائق الحكمة كمثال . تقول الأسطورة أن الإلهة الأم جبلت أربع عشرة قرصة من الطين المقدس . وضعت سبعا منها على اليمين وسبعا على الشمال ، وفصلت بينهما بحاجز من الآجر ، ثم جعلت من السبعة على اليمين ذكورا والسبعة على الشمال إناثا . زاوجتهم ومن نسلهم جاءت البشرية .
ونختم ديانات المحيط بالرواية الكنعانية . وفيها أن الإله إيل ، كبير الآلهة ، أرسل الإله آدم للأرض كي يضع حدا لشرور حورون إله الشر . لكن حورون ، وقد عرف بسر مهمة الإله آدم ، تنكر في صورة ثعبان سام ، لدغ الإله آدم فأفقده صفة الخلود ، أي حوله لبشر . وتعويضا له خلق له الإله إيل امرأة طيبة القلب ، من تزاوجهما كان خلود البشرية . ولا يفوت قارئ هذه الرواية ،أو الأسطورة ، ملاحظة أن خلق آدم فيها سبق خلق امرأته بكثير ، وأن طبيعتهما مختلفة ، حيث كان الأول إلها قبل تحوله لبشر ، لكن زوجته لم تعرف صفة الألوهة . كما لا يفوته ملاحظة أن الإله إيل خلق لآدم زوجة واحدة .
6
ونصل أخيرا للديانات التوحيدية . وفيها نلاحظ اتفاق الرواية التوراتية مع الرواية القرآنية ، في قولهما أن الله خلق آدم أولا ، وبعد وقت طويل فكر في أن يخلق له مؤنسا ، فكان أن عمد ، وآدم نائما ، لخلق حواء من ضلعه الأيمن القصير . وبالرغم من أن الروايتين تقولان بوضوح أن الله مع بدء الخلق خلق لآدم زوجة واحدة ، كانت قادرة على إشباع غريزته وكفاية متطلباته الجنسية ، ومن تزاوجهما نشأت البشرية ، إلا أن الروايتين تتفقان في الإشارة لاختلاف مادتي الخلق وزمنه وتبعا لذلك اختلاف قدراتهما ، خصوصا وأن حواء جاءت جزءا من آدم ومن ضلعه القصير والأعوج .
7 .
وبعد كل هذا تعالوا نُعَرِّج على أساطير الطوفان ، مع التركيز على من حمل منقذو البشرية من الطوفان معهم من البشر . ولأن الأساطير الرافدينية هي الأصل سنكتفي بالمرور السريع على بعضها . نقرأ عن رواية الطوفان في ملحمة جلجامش أن منقذ البشرية أوتا – نافيشتي ، ومعنى الاسم وجدت حياتي لكسبه وزوجته الخلود - حمل معه أهل بيته ؛ زوجته ، أبناءه وزوجاتهم ، وبعض أقاربه ، ودون أن تفوتنا ملاحظة الإشارة للزواج الأحادي آنذاك ، أي زوجة واحدة للرجل الواحد .
وفي الأسطورة السومرية ، واسم المنقذ زيو – سودرا ، ومعناها ذو الحياة المديدة ، أو الحياة الخالدة ، نطالع أنه حمل على الفلك أهل بيته ، أي زوجته ، زوجة واحدة ، وأبناءه وزوجاتهم ، زوجة واحدة لكل واحد من الأبناء .
وفي الأسطورة البابلية ، وحيث تغير اسم المنقذ إلى أتر – حسيس ، نطالع أن الآلهة أنعمت عليه وعلى زوجته بالخلود ، أي كان لأتر – حسيس زوجة واحدة .
وفي الأسطورة اليونانية التي جاءت كترجمة للأسطورة السومرية ، حصل بطلها كسيسوتروس وقرينته على الخلود مكافأة على إنقاذه للبشرية . مرة أخرى زوجة واحدة .
أخيرا وفي الروايتين التوراتية والقرآنية ، حمل نوح زوجته على الفلك ، حسب الرواية التوراتية ، وتركها لتغرق في الطوفان حسب القرآن . و في الروايتين حمل أبناءه وزوجاتهم – الرواية القرآنية تقول بترك واحد منهم للغرق – أي زوجة واحدة لكل منهم ، وليكون نوح الأب الثاني – آدم الأب الأول – للبشرية التي عادت من نسل أبنائه .
8
كما وتبين مطالعة روايات الخلق السابقة انفراد ما تعرف بالديانات السماوية ؛ الزرادشتية ، اليهودية ، المسيحية والإسلام ، إلى جانب ديانتين أو أكثر من الديانات الوثنية ، القول بأن البشرية انحدرت من أب واحد وأم واحدة . وتوضح الأدبيات الإسلامية حدوث ذلك على النحوالتالي :
تقول الأدبيات أن أمنا حواء كانت تحمل في البطن الواحد توأما ؛ ولد وبنت . وكان الولد من البطن الأول يتزوج أخته من البطن الثاني ، والولد من البطن الثاني يتزوج أخته من البطن الأول ، وهكذا دواليك . وتزعم الأدبيات أن هذا الترتيب لزواج الأخ من أخته كان من بين الأسباب التي دفعت قابيل لقتل أخاه هابيل . تقول الأدبيات أن أخت قابيل التوأم كانت أجمل من أخت هابيل التوأم ، وأن قابيل رأى أن يحتفظ بأخته الجميلة لنفسه ، ولم يكن ذلك ممكنا إلا بقتل هابيل .
والملفت للانتباه أن الله وبعد نمو البشرية من زواج الأخوة الأشقاء هذا ، لم يكتف بتحريمه ، ومن اعتباره معصية ، وإنما صنفه كواحدة من أعظم الكبائر . هنا يندفع لذهن القارئ سؤال : لماذا اختار الله هذا الشكل من الزواج طريقا وحيدا لنشأة وتكاثر البشرية ؟ ولماذا خالف آلهة الأديان الموصوفة بالوثنية والتي من البدء صنعت عددا من الرجال وعددا مماثلا من النساء ومن نسلهم تكاثرت البشرية ؟ وإذا ما توقفنا عند آيات تحريم زواج الأخوة ، ألا يجب أن يخطر ببالنا أننا جميعا انحدرنا من النجس ؟ كما وأن نسأل : هل سبل إزالة النجس المنصوص عليها في الأدبيات الإسلامية ، قادرة على إزالة النجس الأصل في تكويننا ؟
ثم ، ولما كان عمر البشرية ، مستندا لنزول آدم على الأرض ، يقدر بقرابة الستة آلاف سنة ، وهي لحظة قصيرة جدا من عمر الأرض ، قبل عمر الكون ، فكيف سمح الله لإبراهيم بالزواج من أخته سارة، ولجمع يعقوب بين الأختين ، ثم عاد وحرم ذلك تحريما قاطعا بعد أقل من ألف سنة ؟
وغير هذا يلفت الانتباه أيضا أن البشرية تنبهت مبكرا جدا للأمراض التي تفتك بالإنسان . واكتشف الطب مبكرا أن التناسل بالشكل الذي ارتآه الله ؛ الأم الواحدة والأب الواحد ، يورث أمراضا تقضي على النسل بعد بضع مئات قليلة من السنين . فكيف للمرء أن يفسر انتباه الأديان الوثنية لهذه المسألة وغفلة الله القدير عنها ؟
9
وأخيرا ومن إعادة مطالعة روايات الخلق نلاحظ اتفاق كل الأديان على أن الخلق ابتدأ بعدد متساوٍ من الرجال والنساء . أكثر من أربعة في غالبية الأديان ، ورجل واحد وامرأة واحدة في البعض وفي الزرادشتية ، الكنعانية ، والديانات التوحيدية الثلاث . كما ونلاحظ أن الروايات اتفقت على أن الزواج الأحادي – امرأة واحدة للرجل الواحد - كان هو الزواج الذي ارتأت الآلهة صوابه لبدء نشوء البشرية .
هنا يبرز السؤال : لماذا عادت الديانات وأقرت الزواج المتعدد ؟ لكن قبل الإجابة ، تعالوا نحاول التعرف على متى حدث ذلك ؟ وللتسهيل دعونا نقصر البحث على الديانات السماوية ؛ اليهودية ، المسيحية والإسلام .
تتفق أدبيات الديانات الثلاث على كل الرسل والأنبياء ، قبل إبراهيم ، وفي طليعتهم آدم وأولاده ومن بعدهم نوح وأبناؤه ، تزوجوا زواجا أحاديا . وفي هذه الديانات نقرأ أن إبراهيم هو أول من بدأ الزواج المتعدد . في البدء كان متزوجا من أخته غير الشقيقة سارة . ولأنها عاقر أقنعته بالزواج من أخرى ، فجمع إليها هاجر ، خادمتها المصرية التي أنجبت له ابنه الأول إسماعيل .
بعده أقصر ابنه إسحاق زواجه على واحدة ، لكن يعقوب جمع بين أربع ؛ أختان شقيقتان وخادمتاهما . ومن بعده فرطت المسبحة كما يقال في مثلنا الشعبي . وبلغ تعدد الزوجات واقتناء الجواري أوجه مع داود وسليمان ، حيث جمع الأخير سبعمائة كما تقول التوراة ذاتها .
صحيح أن المسيحية حاولت العودة إلى الزواج الأحادي ، لكن الإسلام أعقبها بإقرار الزواج المتعدد ، بحد أعلى اربع زوجات معا وما شاءت قدرة الرجل المالية من الإماء والجواري .

خاتمة
ويقف المرء ، بعد مطالعة مدققة لما سبق ، إما حائرا ، وربما مندهشا ، فمستنكرا أو رافضا لسيل التبريرات القائلة بصحة موقف الدين من الزواج المتعدد . مندهشا من سرد الأئمة ، الوعاظ وغيرهم من رجال الدين ، البراهين على قوة غريزة الرجل والحاجة لإشباع رغباته الجنسية التي تُقَصِّر قدرة الزوجة الواحدة عن تلبيتها ، وبدعاوى الحفاظ على الفضيلة وعدم الانزلاق إلى الرذيلة . أدلة وبراهين مستمدة ومستندة لمنطوق القرآن الذي نصت آياته على الزواج بمثنى وثلاث ورباع ، واقتناء ما وسعت قدرته المالية من الإماء ملك اليمين . أصحاب البراهين هذه لا يتوقفون أمام حقيقة أن الله خلق حواء واحدة لآدم . لم يخلق له لا اثنتين ولا ثلاثا ولا أربعا ..الخ . كما لم يخلق له ولنسله من بعده ، وعلى مدارعشرات وربما مئات الأجيال ، إماء وملك يمين . وأصحاب البراهين لا يمر على خاطرهم سؤال : ألم يُقَدِّر الله ، حين خلق حواء واحدة لآدم ، أن قدراتهما الجنسية ، واحتياجاتهما الغرائزية والعاطفية غير متوازنة وغير متساوية ، وأن الواحد منهما غير قادر على إشباع رعبات الآخر تماما ؟ هل غفل عن خلق هذا التساوي ، ثم فطن فأدرك بعد آلاف السنين أنه أخطأ في خلقه وتقديره ، فعاد ليصحح خطأه هذا بتشريع الزواج المتعدد ؟
هذه الأسئلة أعزائي القراء ، وحاولات الإجابة عليها ، تعيد طرح السؤال : من يشرع للآخر ؟ من يحدث التغيير للواقع ، ويستحث له ما يناسب من التشريعات ، الإنسان أم الله ؟ الاجابات أتركها لحسن تقديركم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اسئلة اطاحت بالسرد
شجاع وبيخاف ( 2018 / 2 / 15 - 00:45 )
لن ادخل معك في اشتباك فكري لان الموضوع الذي تسائلت عنه بسيط وليس له علاقة بسردك الجميل للتاريخ الانساني
وانت تعلم ان المجتمع الانساني ليس وحيد الخلية وانما يمشي بتراكيب اعقد فاعقد نتيجة للسلوك البشري
فلا يمكن ان تكون حرب كالعالمية الثانية مثلا وتصبح نسبة النساء للرجال 8 الى واحد في كثير من الجغرافيا الاوروبية ولا تجد حلا من الخالق لتسوية الاخطاء البشرية وهو ربهم مربيهم فبالرغم من الاباحية في المجتمعات الالحادية الا ان الحل كان بتعدد المضاجعة مع مجموعة من النساء الخليلات فلو لم يكن ذلك متاحا لانهار النظام الاشتراكي بفترة ابكر ولكان مطلوبا من اللجنة المركزية للشيوعي السوفييتي ايجاد حلول لحاجات النساء؟؟
ان الحل المبكر كان الاجدر به بان من خلق الانسان من الطين لم ينسى تعليمه شؤون منهج ادارة سلوكه وحياته
وانت تتحدث عن الامراض يا حبذا لو تنبهت بان التعدد الحل الوحيد لتجاوز عدم انهيار بيت العشرة والمحبة الزوجية بتواجد امراة اخرى لاستمرار التكاثر والحقاظ على النوع البشري
فتجد هنا تشريعا يدلل على اسلوب البقاء
واتمنى ان لا تسالني عن العكس لحماستك الظهور نصيرا للمراة ففي فرنسا محلولة زوج وعشيق


2 - نقد واحترام
شجاع وبيخاف ( 2018 / 2 / 15 - 01:03 )
اما عن سارة فهي ليست اختا لابراهيم عليه السلام وان كنت تقصد دعواه للنمرود سيسي زمانه والذي للاسف لقي تشجيعا من اليسار العربي الانتهازي وهو انقلابي ودكتاتور لانه كان يميز نفسه بان يسلب زوجات الاخرين فادعى بانها اخته ليتجاوز سيسي عصره الذي فرضت نسخته الجديدة على ثوار مصر من البنات اجراء فحص العذرية قبل النزول لميدان التحرير؟
ومثل ما فعلته قوات رامسفيلد المجرمة بنساء من العراق
فيا استاذ عند الحديث عن التاريخ ناخذه بشمولية والا اصبح الحديث عن رواية خاصة بالمؤلف مثل خان الخليلي وليالي الحلمية يحط المؤلف خلخال ذهب لمن يريد من بطلات روايته
بصراحة استاذ تسببت بالضرر لمقالتك بتداخك الشخصي في القصة التاريخية خلال محاولتك كتابة السيناريو واختيار الشخصية التي اردت ان تضع لها خلخال؟
اعذرني لنقدي مع كثير احترامي لكم


3 - رد من الكاتب
عبد المجيد حمدان ( 2018 / 2 / 15 - 09:05 )
تحياتي يا أخ شجاع وبيخاف . للأسف لم ترد ، كعادة جماعتك ، على شيء مما ورد في مقالتي . دعني أسألك : هل تعتقد أن الله حين خلق آدم وخلق له امرأة واحدة تكفيه لم يكن يعرف أن البشرية ستدخل في صراعات وحروب إبادة تنتج زيادة في أعداد النساء على أعداد الرجال ؟ ألم ير في حروب أمبراطوريات السومريين فالبابليين ، الحثيين ، الفرس ، الأشوريين ، الفراعنة ، ، اليونانيين ، الرومان ...الخ ، هذا غير حروب الإمبراطوريات الصينية والهندية واليابانية قبلها وفي زمانها ، ما نتج عنها من إبادات للرجال وزيادات هائلة لأعداد النساء ؟ أنت سيادتك في قراءتك للتاريخ تنسى أن هذه الزيادة تحدث إن حدثت في جيل واحد ، ثم تعود الأمور للتوازن من جديد . فهل لم يقدر الله علام الغيوب وقوع ذلك ، وهو من ذكرته الملائكة بأنه بخلق آدم ونسله وخلافتهم للأرض سيفسدون فيها ؟ أما عن إبراهيم فاقرأ التوراة
التي تقول بالفم المليان أن سارة أخته وأنه باعها لفرعون انتظارا لخير يصيبه بسبب ذلك . ستقول أن التوراة محرفة وغير صحيحة بالرغم من أن القرآن لا يقول ذلك ، وأسألك لماذا لم يحفظ الله توراته كما حفظ قرآنه ، أم أنه لم يفطن لضرورة حفظها فتركها لعبث


4 - اسفار ورسائل
شجاع وبيخاف ( 2018 / 2 / 15 - 10:44 )
اخي العزيز عبد المجيد انا افكر بمنطق وليس لي تبعية او اراء مسبقة في سياق مقالتك الجميلة التي كما اوضحت لك بانك لو لم تتداخل باسئلة واضح انك ذو كفاءة عالية لتعرف اجابتها
ساتيك بالنص لتقدم البشرية بالمتجهة الجبرية للمستقبل بقوله تعالى
كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا
مجتمع بسيط ومع دالة الزمن اصبح اكثر تراكبية وتعقيدا فلم يبخل الخالق والمربي السيكولوجي لما خلق من تعزيزه بقوانين السلوك التي منذ العصور الوسطى وقبل التقدم التقني وعلماء الاجتماع يناضلون من اجل وضع تشريعات تضمن العدالة للجميع او انتاج سلطة عادلة؟؟
فاختصر علينا لينين مجملا بانه لا يمكن ان تجد سلطة عادلة في المسيرة البشرية لان كل سيميل لجماعته وطبقته ويقونن لصالحها
فيا سيد عبد الحميد فان الخالق لم يخلق شعبا ليلقي عليه كتاب الوداع بل ان المسيرة ميدانية تحكمها البراكتيكا في كل مراحلها
اما التوراة فهي الوصايا العشرة واما الاسفار فهي مخطوطات سرد تاريخهم كتبوها لذاتيتهم واتبعها بولص برسائله


5 - المهنية والاستنتاج
معجب بكتاباتك ( 2018 / 2 / 16 - 22:16 )
سعدت جدا وانا اتنقل بين القصص المختلفة للخلق وطريقة عرضها والاستنتاجات التي توصلت اليها وطريقة التوثيق التي دائما تحرص عليها -من زيته قلي له- وانزعجت كثيرا من المعلقين الذين لا يعلقوا على الموضوع اطلاقا ولا يتطرقوا له ، بل يكتفون بايراد مواضيع لطالما اجتروها ولا دخل لها بالموضوع اطلاقا


6 - رد من الكاتب
عبد المجيد حمدان ( 2018 / 2 / 17 - 11:10 )
تحياتي للصديق الذي لم يعرفني على نفسه . شكرا على مرورك واهتمامك بكتاباتي ، وشكرا على ملاحظتك على التعقيبات . هي هكذا منذ وقت طويل . لا يناقش المعقب ما يرد في الحلقات . يلتقط جملة يظن أنها تخالف نصا ورد في كتابه فيتصدى للدفاع عنها ، وليته يقول شيئا بل يكرر المكرر مليار مرة . المشكلة كما أراها ان مجتمعاتنا ، حتى المثقفين منها ، لا تعرف ثقافة الحوار ، وإن عرفتها لا تتعامل بها ، وإن تعاملت أعادتها للدوائر المغلقة إياها . أنا أطرح ، في الحلقات ، سؤالا مهما : ما فضل الديانات التوحيدية ، السماوية ، الإبراهيمية ، سمها ما شئت ، في القضايا المطروحة ، على ما سبقها من الديانات ؟ الديانات التي هي محض انتاج بشري ؟ في تلك الديانات ظل البشر يشرعون لمجتمعاتهم . في الديانات السماوية بقي البشر هم من يشرعون لمجتمعاتهم ، لكن مع إضافة مهمة ؛ جعلوا الله يتبنى تشريعاتهم ، يصدرها باسمه ، ثم يوظفون الزعم بكونها شرائع الله ، ويستغلون ما أضافوه من قدسية عليها أبشع استغلال . المعقبون ، وهم يدركون هذا ، لا يريدون الإقرار بهذه الحقيقة المرة كون أدمغتهم ، بما قولبت عليه ، لا تستطيع قبولها ، وحناجرهم لا تستطيع بلعها


7 - رجاء
عبد المجيد حمدان ( 2018 / 2 / 17 - 11:16 )
تحياتي يا أخ شجاع وبيخاف . وصلني على الإيميل تعقيب جديد منك ، انتظرت نشره هنا ، ولكن للأسف لم ينشر . يبدو أن خطأ ما وقع من المصدر . من فضلك أعد إرسال تعقيبك لما أرى من أهمية ما ورد فيه ، فضلا عن أنه يتيح حوارا مثمرا معك . مع تحياتي مجددا .


8 - رد من الكاتب
عبد المجيد حمدان ( 2018 / 2 / 18 - 23:46 )
تحياتي يا أخ شجاع .بدءا أشير أنك أنت من أشار لتبعيته حين جمعت بين فرعون والسيسي ، أو النمرود سيسي زمانه حسب تعبيرك .فيما يتعلق بي فأنا أعتمد أسلوب طرح الأسئلة لأنني أريد من القارئ أن يصل لاستنتاجها بنفسه ، بمعنى آخر أحفز القارئ على اعمال عقله عوضا عن انتظار التلقي مني أو من غيري . أما عن الآية ومسألة تطور البشرية فدعني أذكرك بقول علي بن أبي طالب لأبي موسى الأشعري في مسألة الاحتكام للقرآن. قال له ويحك القرآن حمال أوجه ، وأنت تعرف أن هذه الآيةيمكن تأويلها بعدد غير محدود من التأويلات . والمسألة الأساس في صياغة التشريعات اللازمة لحكم البشر وإرساء العدالة هي إحكام صياغتها ، وإغلاق الثغرات التي من المحتمل أن ينفذ منها المتحايلون على القانون . لهذا ولغيره يجري المشرعون التعديلات اللازمة بين فترة وأخرى . والآن دعك من لينين وعلماء الاجتماع والقانون وغيرهم ودعني أسألك : هل حققت تشريعات الخالق العدالة في المجتمعات الإسلامية ؟ السؤال فرضه واقع إشارتك بأن تشريعات الخالق أكثر إحكاما بما لايقاس من تشريعات البشر ، وأنا أفترض معك أنها كذلك. لكن قراءة عابرة لأي فترة من فترات التاريخ الإسلامي ترينا بوضوح


9 - مواصلة الرد
عبد المجيد حمدان ( 2018 / 2 / 19 - 00:12 )
ترينا بوضوح أن الظلم هو الذي ساد في كل عصور الدول الإسلامية . الأهم معاودتك الإشارة للعصور الوسطى والحرب العالمية الثانية للتدليل على صحة إقرار الزواج المتعدد ، وأنا أقول:1- أنالزواج المتعدد سبق نزول الأديان السماوية ، وفي جزيرة العرب سبق نزول القرآن وآياته بكثير . وحصْرُ الزواج في جمع أربعة معا جاء لتخفيف غلواء الجمع قبل ذلك ، مع أن هذا النخفيف لم يطل الإماء اللواتي كانت قدرة الشخص المالية هي من يحددها ، والروايات الإسلامية تقول أن بعض الصحابة حازوا على أكثر من ألف للواحد منهن . 2- أن البلدان التي ابتليت بالحرب العالمية الأولى والثانية لا تأخذ بالتشريع الإسلامي بالتالي لم يحل لها مشكلة الزيادة الكبيرة في عدد النساء، وأنت لا شك تعرف أن أتباع الديانة اليهودية أسقطوا هذا التشريع واعتمدوا الزواج الأحادي . 3- ان المستفيدين من هذا التشريع هم قلة محدودة ، القادرون ماليا . ولوطالعت أي إحصائية في أي بلد عربي أو إسلامي تجدهم لا يتجاوزون نسبة 3% فكيف ستحل هذه النسبة المشكلة ؟ 4- المسلمون يشكلون 20 إلى 25 % من سكان العالم إذن النسبة الكبرى لا تأخذ بهذا التشريع فهل حالهم أسوأ من حالنا؟


10 - مواصلة الرد
عبد المجيد حمدان ( 2018 / 2 / 19 - 09:55 )
وأنت بالتأكيد تعرف الآية 25 / النساء : ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات الآية . هذه الآية تقول بوضوح عن وجود فقراء من الرجال لا يقدرون على الزواج من نساء حرات ، وأن عدد هؤلاء يفوق بكثير عدد الأغنياء الذين تمكنهم ثرواتهم من جمع الزوجات والإماء ملك اليمين . وكما ترى من نص الآية لم يقدم التشريع حلا لهم وحتى طالبهم بالاستعفاف ، ما يجعل القارئ غير المسلم يتعجب وهو يتساءل : لماذا عجز النص عن حل مشكلة الفقراء في وقت أظهر فيه كل هذا الانحياز لشهوات الأغنياء الذين أثبتت التجربة انعدام إمكانية إشباع شهواتهم . وأخيرا ملاحظتك عن التوراة مذكرا إياك بالآية 285 / البقرة : آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين آحد من رسله . وأسألك أليس حديثك وحديث غيرك عن التوراة رفض لهذه الآية ؟ هل تستطيع أن تدلني على آية واحدة في القرآن ، بنص صريح واضح ودقيق ،غير قابلة للتأويل تقول بتحريف التوراة وعدم صحتها ؟ ثم ألا ترى أنك وغير تفتحون الأبواب واسعة للطعن في القرآن والأقوال حول جمعه وتحريفه كثيرة ومن أئمة مسلمين ؟لا علاقة للنصوص بحل مشاكل النساء


11 - الاستاذ عبد المجيد حمدان
سعيد من الجزائر ( 2018 / 2 / 20 - 10:46 )
عذرا للتعليق في الفيس كونه ايسر لي وشكرا

اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س