الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطبخ على نار هادئة

لؤي الشقاقي
كاتب _ صحفي _ مهندس

(Dr Senan Luay)

2018 / 2 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


الحكومة ممثلة برئيس الوزراء العبادي انتهجت سياسة التهدئة وحل المشاكل بعيداً عن التصعيد والتحشيد وتعبئة الناس وتهييج الشارع وتصنيف الناس في اتجاهين “ان لم تكن معي فأنت ضدي” كما كانت سياسة الحكومات السابقة من 2005 الى 2014 وهذا ماجعلها تكسب احترام الناس في الداخل والخارج خصوصاً كون العبادي يملك شهادة الدكتوراه في اهم اختصاص في العالم وهو الهندسة “من يحصل على شهادة عليا في الهندسة يكون في اعلى درجات السمو والرقي الانساني والعقلي لانه قد درس علم يرى كل رأي محل تقدير ويضعه في الحسبان ويحسب لكل شيء ولا يلغي رأي الاخر او يصادره حتى لو كان مخالفاً له لان الهندسة علماً نقاشي ويعتمد على الاختلاف والتجربة” وهذا ماجعل الناس تستبشر خيراً خاصة بعد تأكيدات العبادي في اكثر من مرة على احترام الناس ورأيهم وانه لن يسجن صاحب رأي او موقف .

لكن موقف الحكومة في الفترة الاخيرة من الصحافة والاعلام في قضايا الكاتب سمير عبيد والناشط باسم خشان يدل على انها تتجه للسير على نفس نهج الحكومات السابقة في تكميم الافواه التي لا تلهج بالحاكم وكسر الاقلام التي لاتكتب بمدح الحاكم ذاكرة مناقبه واخراس كل صوت لايسبح الحاكم وبحمده .

سمير عبيد قد اعتقل قبل مدة على خلفية اتصالات مشبوه مع دول واجهزة مخابرات اجنبية “هل من العدالة ان نعاقب متهم على جريمة يرتكبها المسؤولون جميعاً” كما قال حسن سبانخ في فيلم الافوكاتو!! وبعد ان بدأ اعيد اعتقاله قبل ايام ولانعرف هذه المره ماهي التهمة .

باسم خشان حبس وحكم عليه بالسجن الشديد 6 سنوات على خلفية كتابة جملة في منشور قائلاً فيها “النزاهة تِطبخ على نار هادئة” فسرتها المحكمة بناء على رأي من خبير لغوي واستاذ جامعي !! على انها اهانة ويستحق بسببها العقوبة ، فهل الطبخ على نار هادئة اهانة او اساءة وهل هذه نزاهة ياهيئة النزاهة ؟؟ وهل هذه عدالة ياحماة العدالة ، أيعقل ان الامور وصلت الى هذا الحد ، هل عدنا الى زمن الدكتاتورية والقمع والخوف من النقد والتعبير ، للامانة يسجل لرئيس الهيئة انه دعا فرع الهيئة في السماوة الى سحب الدعوى المقامة ضد خشان مع انه يملك ان يأمرهم بذلك .

بينما نرى على الجانب الاخر نشطاء واعلاميين تتبناهم الحكومة وترعاهم بل وترسلهم الى مؤتمرات واجتماعات دولية مثل لندن والكويت وغيرها ، ولا نعلم ماهي صفة هؤلاء كي ترسلهم الحكومة مع وفد حكومي الى تلك الدول وماهي الخدمة التي سيقدمونها ومن المستفيد منها حتى تصرف عليهم تذاكر وبدل سفر ومصروف جيب وفنادق وطعام والخ في وقت انها تتستجدي كي تدفع رواتب الموظفين وتصرف امور الدولة بحسب قول ممثليها واعضائها هناك الحملة تلو الاخرى للتقشف مستقطعة بموجبها من رواتب الموظفين والمتقاعدين ورافعة من اقيام الضرائب والجبايات ، فهل تستقطع وتتقشف كي تصرف هنا وهناك وتمنح من تحب وتحرم من تكره ، اصبح المسؤول يطبخنا على نار هادئة لكي نؤكل حينما يشتهينا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهداء وجرحى إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في مخيم النصيرا


.. الشرطة الأمريكية تعتقل طلبة معتصمين في جامعة ولاية أريزونا ت




.. جيك سوليفان: هناك جهودا جديدة للمضي قدما في محادثات وقف إطلا


.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي




.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة