الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما اسوء من سعود الا مبارك

لؤي الشقاقي
كاتب _ صحفي _ مهندس

(Dr Senan Luay)

2018 / 2 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


كل دول العالم لها سياسة واستراتيجية وخطط معدة سلفاً , الا في العراق فلا استراتيجية ولا تخطيط ولا هناك تصور لاي شي ولاي طارئ او مستجد .
وفي كل عام تقوم اغلب دول العالم بافتتاح مشاريع او وضع حجر اساس لمشاريع او تخطط وتعلن عن ماسيحمل العام القادم لتلك الدول وشعوبها , لكن في العراق الامر مختلف فليس هناك مايحتفل به الا النصر على داعش اما خدمات ومشاريع فلا , ولا نلقي هنا باللائمة على الحكومة الحالية بل هي تركة كل حكومات بعد 2003 , وحتى فيما قبل 2003.
لا يغيب عن احد ان انظمة الحكم السابقة في العراق لم تكن ترتقي لمستوى الطموح او لم تجد الوقت ولا الامكانيات اللازمة لذلك ولكن من اتى بعدها كان اكثر منها سوء بل تفوق عليه بمراحل وهذا دفع الناس للترحم على ايام مضت , وكان اكثرها سوء نظام صدام ولكن مع سوئه كان نظام دولة ومؤسسات وكيان له قوة ومركزية وهيبة وهذه صفات كانت تناسب المنطقة العربية وبعض دول اسيا وافريقيا التي لما تزل لم تغادر القبلية والبداوة القديمة وفكرة الزعيم الاوحد والقائد المتفرد والرمز , ومع سوء نظام صدام ذو المركزية المفرطة والقبلية ونظرية الزعيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فلم يكن احد ينتقد النظام بالمجمل ولم يكن سيء بشكل كامل لكونه سيء في جانب وجيد في جانب اخر ولسنا هنا بصدد ذكر محاسن انظمة بل لتوضيح مدى سوء ورذيلة ومنقصة من يحكم العراق اليوم مقارنة بمن كان يحكمه من قبل , حيث كان في العراق خدمات يلمسها المواطن وأمن وأمان لم يشعر بقيمته الا بعد فقده عام 2003 وبطاقة تموينية في اعوام التسعينيات باتت اليوم اثراً بعد عين و مؤسسات تسير حياة المواطنين وعيش برفاهية ولم يكن احد من العراقيين بعد عام 1948 يعاني من فقر مدقع او جوع الا في بعض المناطق وفي ارياف وقرى العراق وحرية سياسية قبل عام 1977 ولم يشهد العراق منذ استقلاله وبدء العهد الملكي فيه حكومة اسوء من حكومات بعد عام 2003 ولا نقول بان الحكومات منذ اول حكومة مؤقتة برئاسة عبد الرحمن النقيب في 23 اب 1921 ولغاية اخر حكومة قبل الاحتلال بأنها بما قدمت من خدمات واعمال كانت متفضلة بل هذا واجبها بل واحيانناً كانت مقصرة فيها ولكن بعد 2003 لم نرى حكومة ولا خدمات ولا مؤسسات بل نرى احزاب تتصارع على المكاسب , وها نحن في عام جديد وليس هناك خطة لمشروع جديد وعام ينقضي ولم ينجر فيه مشروع يذكر او خدمة يشار لها .
هناك فرق جوهري مهم بين كل حكام ومسؤولي العراق في العهد الحديث وبين حكام ومسؤولي ما بعد 2003 الا وهو ان السابقين كانوا يؤسسون لبناء دولة وبناء انسان نوعا ما وبناء حياة ودولة ونظام بطريقة تراكمية (اي اني اتيت لأكمل ما بدأه غيري) حتى لو لم يكن بناء الدولة والمواطن لهم أولوية لكنها كانت عندهم مهمة , عكس مسؤولي اليوم فكلهم قد اتوا بدون فكرة مسبقة او خطة لأدارة العراق وليس لهم قاعدة شعبية فتعكزوا على عصى الطائفية التي وجدوا انها تخفي عجزهم ولأنهم يعرفون منذ اول يوم بأن ايامهم معدودة كان كل همهم تحصيل اكبر قدر ممكن من المكسب ومن الربح حتى لو كان سحت او حرام او ربى او باي طريقة حتى لو كانت غير شرعية قبل ان تنقضي ايامهم فدمروا كل وجود او كيان للدولة فلم تبقى مؤسسة نجت من ايديهم ولم ينخرها فسادهم حتى باتت كأجداث الموتى ولولا رحمة الله ووجود الشيوخ الركع والاطفال الرضع والبهائم الرتع لما نزل بعراقنا الغيث او الخير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات الطلاب الأمريكيين ضد الحرب في غزة تلهم الطلاب في فرن


.. -البطل الخارق- غريندايزر في باريس! • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بلينكن في الصين.. مهمة صعبة وشائكة • فرانس 24 / FRANCE 24


.. بلينكن يصل إسرائيل الثلاثاء المقبل في زيارة هي السابعة له من




.. مسؤولون مصريون: وفد مصري رفيع المستوى توجه لإسرائيل مع رؤية