الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كونوا احرارا في دنياكم ( عمود)

علي السماوي

2018 / 2 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


يوميات صحفي قديم
علي السماوي
على مسافة ليست ببعيدة رحلتها العمر الذي استسلم للذات ، بعد أن احتكرته الرؤى
وطالت به الأعاصير لتلف به بين الشرق والغرب ، لتفصح عن شكاوى خلدت في
الذات واحتضنت السكوت الممل واقتربت الى مسافات المستحيل أجدني اسمع أصواتا
اعتراها الخجل واكتفت بأن تجعل نظرية السكوت وتستأنس به أحيانا ولكنها تقسو
على الضمير وتتوقف للحظات فتنطلق منها صيحات تفترش خضرة البلد التي انتابها
الجدب ، ونخيله الذي حشرجت الآهات في صدره ، فاستنجد بنهره الذي لا ينضب
واحتوته صفحات الموت من كل جانب واكتنفه شعور بابل وسومر، واعتلته نوارسه
التي غابت منذ داست عليه اقدام الكواسر الضارية ، وبدت شكواه صارخة لحاكميه
اين ابنائي الذين كتبوا بدمائهم انشودة البقاء؟ لقد قدمت الحسين قربانا ولازال الطغاة،
وتلوته بأحفادي وأولادي وبقايا ذاكرتي غير مرتاب، ولكن سؤالي من تربع على
عرشك ومن احتواك أيها النهر الجريح بمخالب من حديد؟ فأجابني اتعلم أني كم كنت
أنادي ، ان من يحكمني تجار فقلت من هؤلاء ؟ قال لي بحسرة تعلوها ارتعاشات
النحيل ، انا شامخ بذاتي ضامن لأحفادي ، متكئ على لغة العشق رغم ان مسامير
الأحزاب تحاول قتلي وسياسيوها ينهشون بي مصطفين بمخالبهم التي لابد ان اقطعها
بأيديها ، قلت أي أحزاب تتحدث عنها ، قال احزابكم الإسلامية والعلمانية كلها دون
استثناء هي التي افتت بأن لا يبقى عراق ، قلت افصح قال ان أول حزب في الجنوب
حاكت أفكاره التطرف من أول يوم وهذا نهل من تطرف الاخوان ولم يكن يوما عراقي
الذات بل استوردته التجار ليكون اليوم حامي الديار فلم تبق الا الاثار ، قال أقول
باختصار لا اسرار لم يبق فيه احرار كان من مبادئه تحريم حلق اللحى اقتداء بالبنا ،
واليوم يحف الحواجب اقتداء بترامب، ولم يكتف قادته الصغار والكبار وحواريه
التجار بكل ما صار ودار ففتحوا باب كنزه سارقين لقمة الفقراء لتكون لبنة ذهب في
اقاصي الأقطار ، قال لي النهر هذا ما تعرفونه قلت مالا تعرفه لابد لي ان افصح عنه
لو شك احدهم ، قلت يا نهر اليس هذا سقوط الى هاوية الرذائل فهم كالمومس ، قال
لا المومس اطهر منهم بكثير ربما تاجرت بعرضها وشرفها لحاجة ولها توبة وفي
ذاتها تحتقر ما فعلته، ولكن أولئك لا شرف لهم لأنهم تاجروا بشرف العراق كله ،
قلت يكفيك القول ما تقول في العلمانية قلت هذه لم تذق الطعم بعد ولكن تغني على
اطلال ليلى فقد كانت تدعو الى دكتاتورية الخارج التي انتهت فلم تبق الا اثار قيثارتها
القديمة على النهر السكران ، بعد اسقطهم قائدهم العزيز في حفرة المستحيل زرع في
نفوسهم الثورة وهرب بلا عودة وانطوت صفحة الكفاح بعد ذلك الافتضاح فعاد يغني
مرة أخرى فلم يسعفه غناؤه لان اللحن لا يناسب المقام ، لكن أيها الابرار احذروا
التجار وكونوا أحرارا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات الطلبة في فرنسا ضد حرب غزة: هل تتسع رقعتها؟| المسائ


.. الرصيف البحري الأميركي المؤقت في غزة.. هل يغير من الواقع الإ




.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحكم في مستقبل الفورمولا؟ | #سك


.. خلافات صينية أميركية في ملفات عديدة وشائكة.. واتفاق على استم




.. جهود مكثفة لتجنب معركة رفح والتوصل لاتفاق هدنة وتبادل.. فهل