الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ولايتي : دفاع، ام تهديد ام ماذا ؟

مهند البراك

2018 / 2 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في غمرة العديد من الملفات المصيرية، من ايجاد حلول لمصير ملايين النازحين اثر الانتصار العسكري على دولة داعش و انهائها، و من جهود اعادة العلاقات الطبيعية مع الفدرالية الكردستانية، الى مؤتمر المانحين في الكويت لأعادة اعمار المدن التي دمّرتها داعش، و الى اعمال حثيثة للتهيئة للانتخابات التشريعية و غيرها، التي ينتظر ملايين العراقيين بكل مكوناتهم نتائجها بترقب و قلق . .
من اجل البدء الفعلي بتجاوز نتائج حكم الاسلام السياسي الحاكم في البلاد و اصلاح مايمكن اصلاحه، في جهود مضنية لإعادة بغداد كما كانت، مدينة حديثة نظيفة كطهران، في بلاد لديها كل الامكانيات لذلك . . بعد ان سرق حاكميها و من غُضّوا النظر عن افعالهم، البلاد وعلى طبق من ذهب، بسبب نتائج رعونة دكتاتورية صدام من جهة، و رعونة قرارات الادارة الاميركية و التدخلات اللامشروعة لجهات ايرانية، عدا جهاتها التي دعمت البلاد فعلاً في مواجهة دولة الارهاب، التي يتأمّل كثيرون انها لاتطمع بالمقابل بمحاولة فرض حقوق لها في البلاد و في حكمها.
الاوضاع التي بسببها، انطلقت الاحتجاجات في البلاد و توسعت و هي تهتف " بإسم الدين باكونا الحرامية " و وصلت الى انتفاضة جماهيرية اجتاحت المنطقة الخضراء بجموع هاتفة " ايران برّه برّه . . بغداد تبقى حرة " ، و اهتزّ البرلمان و تداخلت منابره بإسم الإصلاح . . و وصل الأمر الى لجوء الأحزاب الإسلامية الحاكمة ذاتها الى المطالبة بـ " الدولة المدنية على اساس المواطنة " و على اساس دستور مدني . .
وسط كل مايجري . . تفاجأت اوسع الاوساط بكلمة السيد ولايتي مستشار الولي الفقيه الإيراني السيد خامنئي، في مؤتمر الصحوة الاسلامية المنعقد في بغداد ـ الخضراء . . تفاجأت و هي على ابواب الانتخابات بقوله : الليبراليون و الشيوعيون و العلمانيون شقوّا صفوف دولنا ؟؟! و اننا لن نسمح لهم بالعودة الى الحكم !! على حد قوله وفق مايُتناقل، و كأن المقصودين بكلامه، هم الذين كانوا يحكمون، و ان مايجري في البلاد هو نتيجة حكمهم ؟؟ و ان السيد ولايتي لن يسمح لهم بأي نجاح في الانتخابات ؟؟؟
و يتساءل كثيرون، ان كانت هذه هي افكار قادة الجمهورية الاسلامية في ايران او هكذا صارت، لماذا يدعو اقرانهم في البلاد الى إنتخابات و يوعدون بايماناتهم بانها ستكون ديمقراطية عادلة و نزيهة بلا تزوير ؟؟ و ماهي العدالة و الديمقراطية و النزاهة بمنظورهم ؟؟ بعد ان فشل حكمهم في بلادنا للاسف و بالوقائع المعاشة و المنشورة علناً، و الذي لم ينجب الاّ اعداداً هائلة من السراق و الحرامية في ابرز مفاصل الدولة و مؤسساتها، حتى صاروا عاراً على الصحوة الإسلامية المنتظرة.
ام هل ان الانتخابات التي تدعو اليها الحكومة العراقية و البرلمان من اجل الشرعية وسط انتظار الملايين للتغيير، و مطالبات احزابها الاسلامية الحاكمة هي، بالدولة العلمانية و مكافحة الفساد، هل هي لعبة و ضحك على ذقون المجتمع الدولي و القوى و التحالف الدولي الداعم لإصلاح الأوضاع في البلاد ؟؟ ام ان ماقاله السيد ولايتي الدبلوماسي الايراني المخضرم و وزير خارجية ايران لأكثر من دورة مضت، ليس اكثر من زلّة لسان او سوء فهم للكلمة ؟؟ ام هو تهديد ؟؟
و ينتظرون تعليقاً من ممثلي الأحزاب العراقية الحاكمة المنظمة للمؤتمر، و يتساءلون كيف يسمحون لهذا التدخل الفظ بالشأن العراقي الداخلي، و لمحاولة جرّ البلاد لتكون ساحة صدام و حرب بين ايران و الولايات المتحدة . . في وقت لم تقدّم فيه الحكومة الإيرانية اية منحة او مساعدة للعراق في مؤتمر المانحين آنف الذكر، و تتسائل وفود دولية و اقليمية عن سبب حضور ممثلي ايران للمؤتمر، في وقت تستمر فيه حكومتها بجباية الاموال الفلكية من البلاد كـ (تعويضات للحرب التي اشعلتها دكتاتورية صدام) ضدّها، بلا مراعاة لاوضاع البلاد و حروبها المتنوعة ضد الإرهاب التي ادّت و تؤدي الى انواع الحرمانات لأوسع الجماهير الشعبية.
و يتساءلون ام هو دفاع عن النفس امام موجة الاستنكارات الجماهيرية التي عمّت الجارة ايران و اشتبكت مع رجال الشرطة و الأمن هناك، مطالبة بالخبز و الحرية و الدولة المدنية و تسببت بسقوط قتلى و جرحى فيها، و التي توسعت بسرعة هناك بسبب الفقر و خسائر الدولة بالاموال و الارواح بفعل حروبها الخارجية و سعيها للتفوق العسكري، و بسبب الغضب الهائل لإعدام عشرات آلاف السجناء السياسيين الايرانيين بمكوناتهم، و غيرها من الأمور اللانسانية التي تناقلتها و تتناقلها مختلف وسائل الاعلام و المنظمات الانسانية الدولية و غيرها من وسائل غير منحازة . .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تعلن طرح وحدات سكنية في -رفح الجديدة-| #مراسلو_سكاي


.. طلاب جامعة نورث إيسترن الأمريكية يبدأون اعتصاما مفتوحا تضامن




.. وقفة لتأبين الصحفيين الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل


.. رجل في إسبانيا تنمو رموشه بطريقة غريبة




.. البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمقا