الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السيستاني يبايع الدعوي الفاسد حيدر العبادي

زكي رضا

2018 / 2 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


كان الشيعة ولليوم وسيظلّون يعتبرون بنو أمية من أسوأ من تولّى قيادة المسلمين على مرّ التأريخ ويناصبونهم العداء، على الرغم من أنّهم "الأمويون" بنوا دولة عربية - إسلامية ورفعوا راية "لااله الا الله محمد رسول الله" لترفرف فوق دولتهم هذه التي إمتدّت من حدود الصين شرقا الى تخوم فرنسا غربا، هذه السيطرة التي يسمونها اليوم فتح هي بالأساس إحتلال ساهم بنشر الدين الإسلامي بين الامم المغلوبة بحد السيف، حتّى أنّ الإمام الرابع عند الشيعة "علي بن الحسين الملقّب بالسجّاد" له دعاء معروف بدعاء الثغور يدعو فيه للمقاتلين المرابطين على الحدود "الثغور" دفاعا عن الدولة الإسلامية من هجمات الغزاة.

إذن فعداء الشيعة للأمويين لا يأتي من إحتلالهم للبلدان الاخرى والّا لما وقف إمامهم الرابع موقفه هذا، لكنّه يأتي من كون الأمويين وفي عهد يزيد بن معاوية إرتكبوا مجزرة بحق آل بيت محمّد في كربلاء، ذهب ضحيّتها الأمام الحسين بن علي وأولاده وآل بيته وجمهرة من شيعته. وقبل تلك المجزرة وقف الحسين قائلا وهو يرفض مبايعة "يزيد بن معاوية" قائلا: مثلي لا يبايع مثله. كون يزيد كان بنظر الحسين والكثير من وجهاء المسلمين فاسقا يرتكب المعاصي، علاوة على إسلوب التوريث التي لم يعرفه الإسلام قبل معاوية. والفسق باللغة هو تجاوز حدود الشرع.

لقد قتل الأمويون حسينا واحدا وسبوا زينب واحدة الا انهم وكما اسلفنا ساهموا في تأسيس دولة "إسلامية" مترامية الاطراف ليدخل الناس بسببهم كرها أو طواعية الإسلام أفواجا. فكم حسين قتل سراة الأحزاب الشيعية وميليشياتها في العراق اليوم، وكم زينب سبيت في عراق اليوم، وهل أبقى هؤلاء الطائفيون على الوطن وهم يصمتون صمت المقابر لتصريحات عرّابيهم في طهران وهم يهينون العراق حيث كربلاء الشهادة والحسين؟

لقد صرّح السيستاني عن طريق وكلاءه من أنّه لن يستقبل أي مسؤول عراقي لفسادهم، على الرغم من أنه ساهم بفتاواه و توجيهاته بوصول هؤلاء الفاسدين الى السلطة ليس لأمر الّا كونهم شيعة. لكنّ هؤلاء المسؤولين الشيعة فاسقون، فالفساد هو تجاوز لحدود الشرع، وسرقة المال العام تجاوز لحدود الشرع، وتفشّي الرشوة في عهدهم هو تجاوز لحدود الشرع، وإفقار الناس وتجويعهم في بلد كما العراق وخيراته هو تجاوز لحدود الشرع، وعيشهم والعمائم ومنهم أبناء المراجع في بلهنيّة من العيش مع إنتشار العشوائيات وبيوت الصفيح هو تجاوز على حدود الشرع. وإن لم تكن كل هذه الجرائم بحق شعبنا ووطننا جرائم بنظر السيستاني، فليعرّفنا على تفسير آخر لمعنى الفسق باللغة العربية؟ أمّا إن كان كل ما جئنا به أعلاه جرائم، فلم يستقبل وكيل السيستاني فاشلا وفاسدا على عكس ما يدّعي كما "العبادي"؟ أنّ السيستاني وهو يستقبل العبادي عن طريق وكيله "عبد المهدي الكربلائي" يريد إيصال رسالة للناخبين الشيعة من مقلديه من أنّ العبادي "رجل المرحلة" والا لما كان في ضيافة المرجعية وهي تفتح له الأبواب، متراجعة عن قرارها السابق. وهذا الإستقبال يعني مبايعة السيستاني والمرجعية الشيعية للعبادي الفاسد كرئيس وزراء لدورة ثانية.

يقول الإمام علي بن أبي طالب وهو يوصي مالكا الأشتر بإختيار من يجب أن تُسند له الوظيفة قائلا: "ثمّ لا يكن إختيارك إيّاهم - يقصد طالبي الوظائف - على فراستك وإستنامتك وحُسن الظنّ منك، فإنّ الرجال يتعرّفون لفراسات الولاة بتصّنعهم، وليس وراء ذلك من التضحية والأماني شيء. ولكن إختبرهم بما ولّو للصالحين قبلك: فأعمد لأحسنهم كان في العامّة أثرا وأعرفِهِم بالأمانة وجها". والآن وأنت كما تدّعي حفيد ذلك الأمام العادل، هل العبادي وقبله المالكي والجعفري والحكيم والصغير والعلاق والمئات من سراة الشيعة الذين أذّلوا شيعة علي قبل غيرهم من العراقيين ونهبوا مال الله والعباد، أحسن الناس للحكم؟ وهل عرفت الأمانة اليهم طريقا من وجهة نظركم؟ أنّ من أستقبلته ومعه كل البيت الشيعي الحاكم هم من مَن إستأثروا فأساءوا الأثرة، ويخضمون مال الله كما تخضم الإبل نبتة الربيع كما قال إمام الأرامل واليتامى.

"إنّما يُستدلّ على الصالحين - في نهج عليّ - بما يُجري الله لهم على ألسن عباده" "وقلوب الرعيّة خزّان راعيها" . وهنا وأنا أحد رعايا هذا الوطن المنهوب المنكوب من حكم العمائم أقول .. اللهم العن الظالمين وأعوان الظالمين أيّا كانوا.. اللهم إلعن الظالمين وأعوان الظالمين أيّا كانوا.

لن تقوم للعراق قائمة والعمامة تتدخل بالشأن السياسي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الماضي و الحركات الثورية و الانتهازي السياسية
سعد ماضي الحاضر ( 2018 / 2 / 23 - 13:48 )
لا اعرف كيف يتم التحليل و خاصة على يد من يدعون اليسارية و الشيوعية. التاريخ عند الماركسي هو عملية فهم الماضي وتحليله و الخروج بدروس ثورية تتجاوز الواقع من اجل بناء الجديد.
اما الرجوع للدولة الاموية و يزيد و العباس و غيرهم هو من عقل الماضي الذي يتعامل معه
رجال الدين و الاحزاب القومجية.

ثم ان العراق ليس من بنى الدولة الاموية!

اما الولوج بامر الشيعة و السنة فهو من اولويات العصر الحالي في تغييب الشعوب, بعد ان سيطرت امريكا و الغرب على زمام الامور. فمن جهاز القاعدة و عناصر بن لادن تم انشاء جيش رجعي مهمته ضرب الدول و الاحزاب اليسارية و الشيوعية, فكان سقوط اول لافغانستان. بعد هزيمة الشيوعية في موسكو, تم غزو الشعوب باسم التحرير, فصفق اليسار الانتها زي و حتى بعض الشيوعيين المداهنين طبلوا للديمقراطية الغربية.

السلطة الحالية في العراق هي سلطة كمبرادور رجعية لا علاقة لها لا بالشيعة و لا بالسنة
التاريخية, الا من طرف الاحزاب السياسية الرجعية. ف مجمل العملية السياسية العراقية, قومجية عربوكرد, فهم لا يختلفون بالنهب رغم بعدهم عن يزيد و الحسين ابن علي. يكفينا عزف المنافقين في الدين من سنة وشيعة.


2 - ماضي حاضر
زكي رضا ( 2018 / 2 / 23 - 21:27 )
إنني في مقالتي أحاجج الإسلاميين ، لذا فمن الضروري محاججتهم بتأريخهم وليس بالتأريخ الماركسي. ثم هل تستطيع أن تشير الى فقرة في المقالة تقول : انّ العراقيين بنو الدولة الأمويّة مثلما ذكرتم في ردكم!!؟؟ شخصيا لاأ
ستطيع أن اخاطب الناس بمصطلحات - الكومبرادورية والميتافزيقية وعبودية الأجر وفائض القيمة والسوفخوزات والكولخوزات- في هذه الوقت تحديدا حيث الأمية تشكل النسبة الأكبر بين جماهير شعبنا ... علي ان اجد مصلحات قريبة من وعي الناس كي تكون قادرة على فهمه .. اما المصطلحات الاخرى فأتركها لغيري .....


3 - لا وجود لمفرده - اميه اموي بني اميه امويون -
ال طلال صمد ( 2018 / 2 / 24 - 12:59 )
الاخ العزيز - تحيه عراقيه عطره
ان المسلمين واليهود الوم يربطهما قاسم مشترك وهو انهما لا تاريخ هندهما
ويحكمهما الروايه - اليهوديه والاسلام -
ان علماء الاثار الاسراءيليين وعلى راءسهما البوفسور اسراءيل فنكل شتاين والبروفسور شلومو ساند اثبتا حقيقه ان اليهود لا تاريخ لهما وماضيهم مزور وكتبهم المقدسه كتب صفراء تحوي الاساطير والخرافات
والشيء نفسه يسري على المسلمين
وهذا يعني لا وجود للشيعه والسنه ولا علي ولا عمر ولايزيد ولا حسين كلهم شخصيات خرافيه لا وجود لها في ثحاري الربع الخالي وفي القرن السابع الميلادي- نقطه راس سطر
اما سيسيتاني ان صدام ادخله الى العراق قادما من السعوديه وام -ديك شيني -الامريكي على معرفه به-وعلى سيسيتاني ان يسند ويعيد انتخاب عبادي - خاءن وطنه وشعبه واخويه لكي تبقى امريكا محتله للعراق ونهب خيراته- اسلم لاخيك - صمد ال طلال

اخر الافلام

.. مصطفى البرغوثي: الهجوم البري الإسرائيلي -المرتقب- على رفح -ق


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. تطورات في ملفي الحرب والرهائن في غزة




.. العراق.. تحرش تحت قبة البرلمان؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إصابة 11 عسكريا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية




.. ا?لهان عمر تزور مخيم الاحتجاج الداعم لغزة في كولومبيا