الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجزء الخامس عشر (مآثر من نضال الحزب الشيوعي العراقي) التهيئة الشعبية والجماهيرية لثورة 14 تموز/ 1958 المجيدة

فلاح أمين الرهيمي

2018 / 2 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


إن الموضوع الذي نستعرضه عن دور ونضال الحزب الشيوعي في ثورة 14 تموز المجيدة. لابد من مدخل الى هذه الموضوع الذي كان الأمل والرجاء للشعب العراقي لم يقتصر على طموح ونضال الحزب الشيوعي فقط وانما قوى وطنية اخرى لأن المجتمع العراقي يتكون من طبقات اجتماعية مختلفة والاحزاب دائماً تكون هي انعكاس لطبيعة ومصلحة الطبقة الاجتماعية وهذه الظاهرة لا يمكن أن توجد في أية مرحلة من مراحل التاريخ وإنما يجب توفر ظروف موضوعية تفرضها حتمية التاريخ في مرحلة من الزمن وفي ولادة ونشوء الطبقة الاجتماعية. فبعد انحلال المشاعية البدائية تكونت المجتمعات الطبقية في البداية كان نظام الرق والعبودية والاقطاع ثم النظام البرجوازي الرأسمالي ثم النظام الاشتراكي والشيوعية. هذا هو التسلسل التاريخي للمجتمعات الطبقية خلال تطور البشرية حسب تفسيرات وتحليلات وبحوث أهل العلم والمعرفة. لأن طبيعة نمط الانتاج هو الذي يحدد البنية الطبقية في المجتمع ومن خلال النظام الاقتصادي السائد في الانتاج والتبادل والتنظيم الاجتماعي المنبثق عنه تنشأ وتتكون الطبيعة السياسية والفكرية لكل بلد من البلدان في العالم. كما إن الاحداث التاريخية وتطور المجتمعات لا تخضع الى حتميات ميكانيكية في سيرورتها ومصائرها بل إنها تنتج نهجاً عاماً مرتبطاً بالتقدم الاقتصادي والانتاجي. وبما إن الاحزاب هي انعكاس مصالح طبقية ولذلك فأن الحزب الشيوعي العراقي الذي هو انعكاس مصالح الطبقة العاملة والفلاحين والكادحين والمظلومين والمحرومين وبشكل خاص من الناحية الطبقية فأن النظام الاشتراكي والشيوعي هو انعكاس الى خصوصية الطبقة العاملة حسب تحليلات وتفسيرات المفكر الكبير (كارل ماركس ورفيقه انجلز). وبما إن أي حزب يناضل من أجل مصالح طبقية فأن الاشتراكية والشيوعية تعكس مصالح الطبقة العاملة. وبما إن هذه المصالح لا يمكن تحقيقها الا بعد أن تستولي تلك الطبقة على سلطة الحكم في الدولة في تنفيذ برنامجها السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي يمثل مصالحها. فأن العبقري الفذ (فلاديمير لينين) الذي ادرك بعبقريته الفذة إن الطبقة العاملة ليس وحدها المظلومة والمستغلة وإنما توجد هنالك في المجتمع فئات لا تقل فقراً ومظلومية واستغلال وتعيش بجهدها وعرق جبينها مثلاً الفلاحون والكادحون وفئات اخرى حتى من طبقات اخرى ادركت الواقع المؤلم والحقيقة المرة التي تعيشها هذه الفئات فتعاطفت معها وانخرطت في غمرة النضال من أجل تغيير ذلك الواقع. فكان العبقري الفذ (لينين) قد نزل من سماء الفلسفة الصورية والعلوم المجردة الى أرض الواقع وحولها من كلام مسطر في الكتب الى ثورة عارمة. حينما أصبح نضالاً طبقياً في المجتمع الروسي. حسب ظروف وطبيعة روسيا واشعل ثورة جباره هزت أركان المعمورة وبعثت الامل والرجاء في قلوب المظلومين والمحرومين والمستغلين في جميع أنحاء الدنيا قاطبة في (ثورة اكتوبر العظمى/ 1917) وقد تجمعت ثمانية عشر دولة (رأسمالية) بكامل عدتها وعتادها الحديث وتمرد الحرس الخاص للقيصر (الحرس الابيض). وكان (الامعة العجوز تشر شل) ينادي بأعلى صوته (اقضوا على خطر الشيوعية مازالت في البيضة ولم تفقس بعد). وكان الثوار الابطال حفاة وعراة في الثلوج والبرد القارص ولا يملكون الا الاسلحة القديمة والعصي وغيرها من الآلات ما عدا ايمانهم وثقتهم وعزيمتهم بقيادة العبقري الفذ (لينين). وكما يقول الشاعر الشيوعي التركي ناظم حكمت : (لو تجمع ظلام الدنيا كله لما استطاع أن يطفئ نور شمعه واحدة) وانتصر الشعب الروسي البطل وتحققت احلامه وامانيه في الحرية والسعادة والاستقرار النفسي والاطمئنان وفي العدالة الاجتماعية للثورة العظيمة. إن الاحزاب الشيوعية في العالم عند تأسيسها اعتنقت الفكر الماركسي- اللينيني وأصبحت تستر شد بالنظرية الماركسية- اللينينية التي كانت ذات طبيعة اقتصادية وسياسية واجتماعية عامة وشاملة التي تخص حياة الانسان وسعادته واستقراره بالحياة وهذا يعني انها وجدت للإنسان ولأجل الأنسان وعلى ضوء ذلك وضعت الاحزاب الشيوعية برامج ومناهج خاصة بها تشرح فيها أهدافها ونضالها من أجل تحقيق تلك البرامج والمناهج السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تخلق السعادة والرفاه والاستقرار والاطمئنان للإنسان في حياة رغيدة وبعيدة عن الظلم والفقر والجهل والامية والاستغلال لجميع افراد المجتمع. وهذا يعني إن الاحزاب الشيوعية تخوض نضال عنيد وشاق في مجتمع طبقي من أجل تحقيق أهدافها التي وضعتها في برامجها ومنهاجها وهذا يعني إن الاحزاب الشيوعية يجب أن تمتلك قوة جماهيرية مؤثرة وفاعلة في نضالها وصراعها مع الطبقة الاجتماعية التي تمتلك السلطة والسلاح والقوة ووسائل الاعلام ومواجهتها والانتصار عليها من أجل تحقيق وتطبيق برامجها ومناهجها على ابناء الشعب كافة وبالرغم من الاحزاب الشيوعية كانت تمارس للضغط على السلطة الحاكمة اساليب نضالية سلمية ومتعددة كالإضرابات والمظاهرات وغيرها من الوسائل التي تدعوا الى تحقيق مطاليبها ولم تكن النضالات مقتصرة ضد السلطة الحاكمة وإنما كانت ايضاً كوسائل ضغط ضد ارباب العمل وفي المصانع والمعامل الاهلية والحكومية من أجل تحسين ظروف العمل وزيادة اجور العمال والشغيلة وتخفيض ساعات العمل وغيرها. فكانت تواجه تلك المطاليب بالرفض والعنف من قبل السلطة الحاكمة وفي العراق الذي كان خاضعاً لسلطة الاستعمار البريطاني تأسس الحزب الشيوعي العراقي عام/ 1934 وكان مؤسسة الرفيق الخالد فهد. وكان الحزب الشيوعي العراقي يمارس اساليبه النضالية في الاضرابات والمظاهرات من أجل تحقيق مطاليب العمال والفلاحين والكادحين فكانت تقابل بالعنف والاعتقالات والسجون. وقد ادرك الرفيق الخالد فهد إن العنف يجب أن يواجه بالعنف ايضاً وبالقوة لأن جماهير الحزب الشيوعي العراقي لا تملك القوة التي تستطيع بها مواجهة قوة الاستعمار والحكومة العميلة واصحاب المصانع والمعامل الذي كان بعضها يعود الى السلطة والشركات الاجنبية الاستعمارية. فلجأ الحزب الشيوعي العراقي الى طليعة الشعب المسلحة (الجيش العراقي الباسل) في بناء تنظيمات تابعة للحزب الشيوعي العراقي بين ضباط ومراتب الجيش وقد استطاعت السلطة الحاكمة العميلة بواسطة المخابرات والجواسيس من اكتشاف تلك التنظيمات في الاربعينات من القرن الماضي وبعدها اعدم الرفيق فهد وسجن اكثرية اعضاء الحزب الشيوعي وباءت محاولة التنظيم في الجيش العراقي الى الفشل وبالرغم من بناء الحزب وتنظيماته من جديد الا انها لم تبادر في بناء تنظيم في الجيش العراقي بالرغم من وجود ضباط ومراتب شيوعين فصلوا وطردوا من الجيش العراقي آنذاك ولم يعود نشاط الحزب الشيوعي العراقي في الجيش العراقي الا بعد تولي الرفيق المناضل الشهيد (سلام عادل) الحزب الشيوعي العراقي وأصبح سكرتيره العام في شهر حزيران عام/ 1955 وبمبادرة من اسطورة النضال والصمود الشهيد البطل (سلام عادل) تشكلت (اللجنة الوطنية لاتحاد الضباط والجنود) التي كانت البداية الاساسية لحركة الضباط الاحرار التي فجرت ثورة 14 تموز/ 1958. ولا بد من مداخلة فيها نداء حي واستدعاء صارخ للماضي والحاضر وللأجيال المقبلة وللتاريخ الذي سجل ذلك الحدث العظيم الذي هدم أركان حلف بغداد الاستعماري وحول العراق من دولة شبه استعمارية وشبه اقطاعية الى دولة مستقلة وديمقراطية متحررة اضافة الى انتصارات والمكاسب الاخرى التي حققتها الثورة العظيمة التي لا مجال لشرحها جميعاً الآن وكان الفضل الاكبر للضباط والمراتب الشيوعية في انتصار الثورة وكان الموقف البطولي الذي كان له دور حاسم في انتصار الثورة الى الضابط الشيوعي البطل الشهيد (ابراهيم كاظم الموسوي) الذي قاد المدرعة وهجم بها على قصر الرحاب واطلق قذائفه على القصر الذي كان فيه (العائلة المالكة) والحرس الملكي المدجج بالسلاح فكان ذلك الموقف البطولي قد حسم الثورة باستسلام (العائلة المالكة) والحرس الملكي. وهنا لابد من كلمة تثير الشجون والالام حينما الف الزعيم الأوحد عبد الكريم قاسم الوزارة بعد الثورة شملت القوميين والبعثين والوطني الديمقراطي الذين شاركوا ايضاً في الثورة ماعدا الحزب الشيوعي الذي لم يتأثر ولم يتأثر بالرغم من إن للحزب الشيوعي كان له دور حاسم في انتصار الثورة المجيدة لأن الحزب الشيوعي كان لا ينظر ويفكر بمصالح انانية ضيقة وانما كانت نظرته واسعه نحو الوطن وحريته واستقلاله وسيادته وسعادة الشعب ورفاهيته.... أليس من حق الحزب الشيوعي المشاركة في الحكم حينما هتف بعض الشيوعيين وطالبوا بمشاركة الحزب في الحكم؟ الهتاف الذي أثار حفيظة البعض من ضعاف النفوس واستفز الزعيم الاوحد عبد الكريم قاسم وأخذ يردده بسخريه واستهزاء أمام الشيوعيين وغيرهم..!!
ولم يشرك الزعيم عبد الكريم قاسم الشيوعيين في السلطة (بالرغم من انهم لم يطالبوا بذلك) الا بعد أن تدهورت علاقته مع الشيوعيين وارسل بطلب أمر الانضباط العسكري (عبد الكريم الجده) وطلب منه أن يهيئ قوة لاعتقال (اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي) وحينما علم الشهيد البطل سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي (سلام عادل) الذي كان الزعيم عبد الكريم قاسم بتذمر منه ولا يرتاح له بسبب مواقفه الجريئة والشجاعة مع الزعيم عبد الكريم قاسم حينما ارتد عن بعض الانجازات التي حققتها الثورة المجيدة كالإصلاح الزراعي وغيرها من المكاسب. فكان من المناضل الشهيد البطل (سلام عادل) حينما علم بموقف الزعيم من الحزب الشيوعي انذر جميع اعضاء الحزب الشيوعي بما فيهم الضباط والمراتب بالتصدي والوقوف بحزم ضد تصرف الزعيم في اعتقال (اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي). وحينما علم الزعيم عبد الكريم قاسم بذلك الانذار والموقف الحازم من الحزب الشيوعي العراقي تراجع عن موقفه وعين (نزيهة الدليمي) وزيرة بلديات وهي شيوعية والدكتور فيصل السامر المقرب من (الحزب الشيوعي) وزيراً للإعلام. انتهى التعليق والعودة الى الموضوع مع الاعتذار.
أصدرت ( لجنة الضباط والجنود الشيوعيين) جريدتها (حرية الوطن) التي كانت تنور الجنود والضباط بكل المعلومات التي تمس مصالحهم ومصالح الوطن والشعب وجاء في عددها الصادر في شهر كانون الاول عام/ 1955 النداء التالي : (أيها الاخوان الجنود والضباط. إننا نخبة من الجنود والضباط وجدنا لزاماً علينا أن نساهم بكل ما في طاقاتنا من أجل تبديل الاوضاع القائمة في مرتبات جيشنا المختلفة .. لقد قيل لنا بأننا نعمل في جيش وطني يعمل لحماية الوطن. ولكن الواقع هو إن الجيش العراقي تسيره زمره من الامريكان والانكليز وبعض النفعين الذين لا يهمهم مصير الوطن وحالة الجندي بقدر ما تهمهم الرتب والنياشين فمنذ تأسيس الجيش العراقي لم يشيد جنودنا وضباطنا تربية ديمقراطية .. فبدلاً من أن يكون الضابط والجندي موضع احترام الشعب أصبح الجيش كله مكروهاً عند الشعب لأن جماهير شعبنا رأت أكثر من مره حرية الجندي العراقي مصوبه الينا لغرض الاثارات الاقطاعية أو لقمع مظاهرات الشعب ضد الاستعمار. وقالت (إن الجندي العراقي لا يحترم ولا يعنى به ابداً فيعامل كالقن ويساق الى القتال دون أن يعرف لماذا ذلك ودون أن يكون له رأي ويسخر كخادم في بيوت الضباط .. إن الخبراء والجواسيس الاجانب يعملون على تحطيم معنوية الجندي العراقي واظهاره بمظهر الجبن والغباء.. وتكون محاضراتهم ذات طبيعة تدفع الجندي الى التعالي والغطرسة تجاه أبناء الشعب. وليست هنالك ضمانات اجتماعيه لكثير من الجنود ويتعرضون للأوامر والمحاكم الفاشستيه فيستنزف راتب الجندي جراء الاستقطاعات ويشجع على التفسخ بقصد تحطيم معنويته وشخصيته وإبائه وتحت شعار تسليح الجيش العراقي بالأسلحة الامريكية وتسعى الزمرة الاستعمارية من خلال عملية غسل الأدمغة فيتم تحويل الجيش العراقي تابع للجيش الامريكي ودفعه الى محاربة ومقاتلة الشعوب الاخرى .. وضد أبناء شعبنا .. فلا تبقى لديه شعور من الغيرة ولا من الوطنية أن تقبل السياسة الاستعمارية) ثم تقول الجريدة (يجب أن يكون لنا وحدة هدف ووحدة تنظيم .. ففيما يخص التنظيم يجب أن يكون لنا تنظيم دقيق ومتين ينبع من الحب والاخلاص للوطن والشعب .. كما يجب أن نكون حذرين من الجواسيس والخونة وفيما يخص الاهداف فأن من واجبنا المباشر هو العمل من أجل بث الوعي الوطني وتقوية روح حب الوطن وكره الاستعمار .. حب الشعب وكره أعدائه .. يجب أن نناضل ضد الاهانات ونعمل على تحريم أشكال المعاملات اللا إنسانية .. وفي سبيل تحسين حالة الجندي المعاشية والثقافية ويجب أن نعمل لتوفير المدارس ورفع المستوى التكنيكي الفني ودراسة جميع فنون المعارك التي خاضها شعبنا ضد الاستعمار وخصوصاً معارك ثورة العشرين وفي سبيل أن تكون هناك علاقات احترام ومحبة بين الجندي والضابط ... ويجب الغاء الحقوق الغير محدودة للضابط وأن يكون الضابط ملزماً باحترام الجندي ..) ونقلت جريدة (حرية الوطن) في عددها الثاني مقالاً بعنوان (الانسان العراقي ببزة الجندية) بقلم يوسف سلمان يوسف (فهد) جاء فيه (إن الجندي العراقي في جيشنا (الوطني) القائد لحكومتنا الدستورية !! الديمقراطية !! يرزح تحت نير العبودية والارهاق ويعاني أكثر مما عاناه ابوه واعمامه واخواله في الجيش العثماني ... إن المواطن العراقي حينما يخلع عنه اللباس المدني ليلبسوه الخاكي يخلعون عنه حقوقه المدنية وحقوقه كإنسان حر) وبعد أن أورد المقال عدة أمثله على احتقار الجندي من قبل الخبراء الانكليز والاستهانة بحياته بمسخ ادميته.. والاساليب الخبيثة للمستعمرين شراء ذمم كبار الضباط العراقيين وافسادهم يقول : (إن للاستعمار خطط واساليب في تفسيخ جيشنا وفي تفسيخ الضباط والجنود ليستطيع توجيه هذا الجيش لحماية مصالحه ... حراسة أنابيب النفط ... لحماية شركاته وبنوكه ... ومن توجيهات ضد سكان الشمال وضد سكان الجنوب ومن توجيه الجنود العرب ضد الجنود الاكراد واثارة الفتنه والحقد والكره بينهم ومن توجيه الجنود العرب ضد الشعب الكردي وتوجيه الجنود الاكراد ضد العشائر العربية ... وتوجيه الجنود العرب ضرب العشائر العربية .. وتوجيه الجنود الاكراد لضرب أبناء جلدهم من الاكراد ومن ثم يوجهون في المستقبل جميع الجنود لضرب عمال العراق عندما تعجز الشرطة العراقية من جماح حركة العمال.).
كما وجهت اللجنة الوطنية لاتحاد الضباط والجنود في نفس العدد من الجريدة نداء الى كافة الشرفاء في الجيش العراقي الى الوقوف صفاً واحداً مع الشعب العراقي ضد الاستعمار واعوانه الخونة جاء فيه : (إن الاستعماريين الامريكان والانكليز أصبحوا أسياد البلاد وهم الذين يسوقون الجيش العراقي بالقرباج لحملة على الوقوف ضد شعبنا ضد أبناء بغداد المتنورين وضد وطنية جماهير الموصل وضد نبل البصريين وضد كرم وحياة فلاحينا في العمارة والناصرية والسليمانية) ... ( كفانا أيها الاخوان بناء الثكنات لحماية المطارات الاجنبية ... وحماية شركات النفط التي تستنزف خيرات الوطن ... كفانا مذله ومهانه على يد الضباط الكبار الخونة ... كفانا اضطهاداً وظلماً ... إننا الجنود بشر كسائر الناس العراقيون من أبناء هذا الوطن ولنا حقوق ولنا رأي ... إننا لسنا قناناً ونرفض الخضوع للاستعمار ... ونرفض القتال لغير صالح الشعب والوطن وضد الاحتلال الاجنبي ومن أجل السلم والحرية والسعادة .... إن اللجنة الوطنية لأتحاد الضباط والجنود الى النزول مع الشعب في مظاهراته بملابسكم العسكرية لكي يعرف الاعداء إن الشعب موحد بعماله وجنوده).
(أيها الشجعان لا تسمحوا لأمرائكم أن يحجزونكم في الثكنات ... إن أمهاتكم يصرخن بوجه الظلم والطغيان فيجب عليكم أيها الجنود الشجعان أن لا تقفوا موقف المتفرج ... بل عليكم أن تنهضوا وتنتفضوا وتطردوا فلول الجيش الاستعماري الذي يسعى الى موتكم في الحروب العدوانية) وكانت جريدة (حرية الوطن) تنشر اخبار الجنود والضباط في الوحدات وتفضح الانتهاكات ضدهم وتحدد وترسم لهم الاهداف الانيه في العمل والنضال).
وتمخض نشاط ونضال الضباط والجنود الشيوعيين الى توحيد الصفوف بين الضباط والجنود الوطنيين والقوميين وتكوين (لجنة الضباط الاحرار) التي فجرت ثورة 14 تموز الخالدة عام/ 1958 وكان دور كبير للضباط والمراتب الشيوعيين في جميع الوحدات في انحاء العراق في كبح جماح الضباط الكبار قواد الفرق وامراء الحامية التابعين والمتعاطفين مع النظام العميل من التحرك والتصدي للثورة الجبارة الوليدة في صباح يوم 14 تموز التي زعزعت أركان الرجعية والحكام في المنطقة وهرعت قوات بريطانيا لحماية العرش الملكي في الاردن الذي كان مرتبط مع العراق في (الاتحاد العربي ... وقد تحركت تركيا وايران اللتان تربطهما مع العراق (حلف بغداد). الا إن الاتحاد السوفيتي حشد قواته العسكرية وعمل مناورات عسكرية على حدودهما ... وقد انذر رئيس وزراء الاتحاد السوفيتي آنذاك (نيكينا خروشجيف) الدول الاستعمارية والرجعية من التدخل ضد ثورة العراق بعد أن سافر في يوم الثورة الرئيس جمال عبد الناصر الى موسكو وشرح لهم طبيعة ثورة 14 تموز الخالدة. واستقرت امور الثورة في الايام الاولى لانفجارها بعد أن امتلأت شوارع المدن العراقية من الجنوب الى الشمال ومن الشرق الى الغرب بجماهير الشعب وهي تعلن فرحتها بالثورة المجيدة وتعلن عن صمودها وتضحياتها في الدفاع عنها والتصدي لأعدائها .. وقد سنت واصدرت الثورة القرارات والمراسيم التقدمية في صالح الشعب العراقي ... الا إن القيادة البرجوازية للثورة وبعض أقطاب الاحزاب القومية والبرجوازية المترددة والمتخوفة من المد الثوري التقدمي والقرارات التقدمية التي صدرت فأرعبت الاستعمار وعملائه في المنطقة ... وكما هو معروف من طبيعة البرجوازية وصفتها المتذبذبة والمترددة التي أثارت خوفها ورعبها القرارات التقدمية والمد الجماهيري الثوري من هذه الموجه الجماهيرية من أن تؤدي الى استفزاز الاستعمار والرجعين والعملاء من حكام الدول المجاورة وبعد فشل عدة مؤامرات للنيل من العراق وثورته وخطواته التقدمية في صالح الشعب العراقي ... بدأت الرده والتراجع من قبل الحكام وما كانوا يعلمون إن ذلك التصرف والسلوك الذي هو اظهار وتبيان سلوكهم وتصرفاتهم المرتدة والمتراجعة من أجل منح بيان شهادة (حسن السلوك) لاطمئنان وترضية تلك القوى المعادية الذين لا يرضيهم الا القضاء على الثورة ومكاسبها الجبارة مما جعل جسم الثورة يلتف بالغبار والإهمال فكانت الردة السوداء في (8 شباط الاسود) وامتدت مآسيها ومصائبها الى يومنا هذا.

المصادر : تجربة ومعلومات شخصيه وصحف ومجلات وكتب عراقية وعربية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تعلن طرح وحدات سكنية في -رفح الجديدة-| #مراسلو_سكاي


.. طلاب جامعة نورث إيسترن الأمريكية يبدأون اعتصاما مفتوحا تضامن




.. وقفة لتأبين الصحفيين الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل


.. رجل في إسبانيا تنمو رموشه بطريقة غريبة




.. البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمقا