الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العجز عن الكلام

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2018 / 2 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


بعضي يموت، وبعضهم يحييهم موتي
توقّفت عن الكتابة منذ فترة عن الأمور السّياسية، وبخاصة تلك التي لها علاقة في الشّأن السّوري. تسألون لماذا؟ عليّ أن أصدقكم القول أحبتي. أخافكم جميعاً. أخاف إن لم تستطيعوا قتلي أن ترقصوا على جثّتي.
لا أحد يرغب بتغيير الأسد إلاّي!
أيضاً تسألون لماذا؟ لأنني لست الوحيدة، ولكنني الأفضل كمنتج يراد تسويقه فيما لو استعملتم روحي كصيغة لشركة تجاريّة.
لماذا لا أحد يرغب بالتّغيير؟
الأسباب كثيرة، ومنها:
أصبح الجميع يتظاهر في أوروبا ، وفي التّظاهر متعة لم يمارسوها من قبل.
أصبح الكثير ممن كان لهم شأن مع النّظام من إعلاميين وممثلين وأصحاب شهادات إعدادية يشيرون إلى رحلاتهم بالطّائرة لحضور اجتماع لحقوق الإنسان، أو للمساهمة في إثراء القانون الدولي. ومن كان يحاول أن يكون ممثلاً ويصبح نجماً عالمية تحت قيادة ربما سلاف فواخرجي ، وهو ليس أفضل من سلاف طبعاً. أصبح يمثّل مجموعة ، ويتصرف كرؤساء أحزاب الجبهة الوطنية.
أصبح الكاتب الذي كان يحتمي بالأسد يحتمي بالنفط، ويحصد الجوائز.
أصبح لحزب أوجلان دولة في الشمال ربما أقوى من دولة الأسد.
أصبح للإخوان شأن حيث يملكون المال ، ويستطيعون شراء حتى بعض المعارضين من الطوائف الأخرى.
أصبح النرجسيون يتحدثون عن مجدهم وعلاقتهم مع الوزراء، وسهراتهم وسياراتهم. وأنهم أصبحوا مع الثورة من باب الصدقة وكرم الأخلاق.
أصبحت الأقليات تشتم المسلمين السّنة وتدعوا لإبادتهم، والشيخ الذي يحقد على الشيوعية أصبح مستشاراً علمانياً في تنظيم لحزب أوجلان .
وأصبح ثمن المقال لكاتب لا يجيد الألف باء مئة دولار، وثمن المقابلة ألف دولار.
أصبح الفقراء أكثر فقراً، وأكثر موتاً. كل هذه الأمور هي مكاسب للنظام وللمعارضات معاً، حيث لا معارضة واحدة. هناك معارضة قناة العربية، الجزيرة، معارضة أبو لمعة، وأبو لمعة يظهر لايف. يتحدّث بالوضع السياسي، وفي اللايف الآخر يرينا عظمته وهو يتناول العشاء في مطعم فاخر، أو يقود سيارته، و الجو لديه رومانسي، بينما أم لمعة تحضّر فيديو تعالجك فيه من الاكتئاب، وتتوجه إلى النّاس في الغوطة كي لا يصابون بالاكتئاب.
يشتمون ترامب وماكيرون وأولبرايت لأنهم تآمروا على بلادهم، أين المؤامرة؟ أليس أطماعكم هي السبب؟ لا يفكّرون أنهم هم من تآمر على ترامب وجعلوه يسحب المال من السعودية كرد فعل على لجوئهم إلى بلاده وعن تقبيلهم للأيادي كي لا يرحلهم ذلك الترامب الغالي على قلوبهم. .
في سورية الأسد إن متّ في السجن يقولون أنك انتحرت، وإن أصبحت معارضاً فذّا من فئة المستذنب فستكون حققت النجاح لأنّك تستحق.
وحدي أموت فكل يوم، أحاول أن أوصل رسالة مفادها أن الإرهاب وتوابعه يقيمون في غرفة الرئاسة حيث المهدي المنتظر على أهبة الاستعداد لتدمير العالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات الطلبة في فرنسا ضد حرب غزة: هل تتسع رقعتها؟| المسائ


.. الرصيف البحري الأميركي المؤقت في غزة.. هل يغير من الواقع الإ




.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحكم في مستقبل الفورمولا؟ | #سك


.. خلافات صينية أميركية في ملفات عديدة وشائكة.. واتفاق على استم




.. جهود مكثفة لتجنب معركة رفح والتوصل لاتفاق هدنة وتبادل.. فهل