الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسؤولية من حماية الشباب من الإنحراف في بلادنا

محمود الشيخ

2018 / 2 / 28
حقوق الانسان




في اشد الظروف السياسيه قتامة وأكثرها قساوة يؤكد الواقع الذى يعيشه الشباب وهم اكثر الفئات الإجتماعيه استهدافا،ان حياتنا بات الخوف فيها على الشباب من الإنحراف الناتج عن انتشار ظواهر كتيره في مجتمعنا الفلسطيني يقع على رأسها ظاهرة المخدرات من جهه،وانتشار التقنيات المليئه بكل أسباب الإنحراف من جهة ثانيه،كل ذلك يأتي في ظل انسداد افق أي حل سياسي يؤدي الى انعتاق الشعب الفلسطيني من نير الاحتلال بل تزداد القضية الفلسطينيه تعقيدا ويزداد عدد المتأمرين عليها ويقع على رأسهم بعض الحكام العرب الساعين الى التحالف مع إسرائيل،بأي ثمن كان،وعلى رأسها تصفية القضية الفلسطينيه.
ففي هكذا ظروف يعيش الشباب الفلسطيني وبشكل خاص صغار الشباب الذين يدخلون اخطر مرحلة في حياتهم من سن ( 13 _ 18 ) هذه السنوات هي الأخطر في حياة هذه الفئه من صغار الشباب،مما يستدعي ونحن نعيش في اخطر مراحل حياة قضيتنا الفلسطينيه من جهه،وفي ظل انتشار ظواهر فساد وانحراف مختلفه،تودي اما بحياتهم او تؤدي بهم الى ضياع سنوات من عمرهم اذا لم يكن كل عمرهم قد ضاع ان لم ينتبه الأهل أولا والمجتمع ثانيا بكل مؤسساته المجتمعيه من بلديات ومجالس قرويه ونوادي وجمعيات خيريه،وقبل كل هؤلاء القوى السياسيه التي تنحت عن دورها بين اوساط الشباب الذين كانوا يوما المستهدفون لدى القوى السياسيه،واما اليوم يبدو لا احد مستهدف عند تلك القوى السياسيه لذا بقيت صغيره محجمه لا حول لها ولا قوة.
جميعنا يعرف ان قرانا أصبحت هدفا لتجار المخدرات ولتجار السيارات المسروقه والمشطوبه،ولتجار المسروقات من أدوات كهربائيه وغيرها وبطبيعة الحال المستهدف في موضوع المخدرات او السيارات والتقنيات وخاصه ( البلفونات) التي تحتوي على كل أسباب الإنحراف هم الشباب الصغار والكبار في أي شيء يريدونه،وبما ان المجتمع أي مجتمع يقوم أساسا على فئة الشباب ويشكل هؤلاء نسبة عاليه في المجتمع قد تفوق النصف من جهه،وان مستقبل البلاد يقع على عواتقهم،يصبح من الأهمية بمكان ان نفيق من غفوتنا وتفيق القوى السياسيه على اختلافها وتعرف مهمتها التي تقع على عاتقها في حماية الشباب حتى يكون هؤلاء هدف من اهداف القوى السياسيه يشكلون سياجا لها مثلما سيشكل هؤلاء الشباب سياجا للقوى السياسيه،وحتى لا يقع هؤلاء فريسة لتجار المخدرات وحتى لا يتورطوا في اعمال من شأنها ان تقذفهم الى طريق الإنحراف.
ان المدارس من اهم المؤسسات التي يقع على عاتقها مواجهة افة المخدرات وأسباب الإنحراف،من خلال التعبئه الثقافيه والتوعويه لصغار الشباب المستهدفين بشكل خاص،ويدرك المعلمون من خلال العمليه التعليميه من هم الشباب الذين لديهم قابليه للإنحراف من خلال اهمالهم الواضح في النتائج المدرسيه،وقد لا تشكل النتيجه المدرسيه مدخلا لكنها احدى المؤسرات،فمن باب الحرص على الشباب الصغار يفترض الواجب الوطني والتعليمي ان يحدد الشباب الصغار الذين قد يجرفهم تيار الإنحراف،وذلك بوضع برامج تعليميه وتثقيفيه عن المضار الجسيمه التي قد يتعرض لها المتعاطي سواء نفسيه او جسديه،وعن ضياع مستقبل الشاب المتعاطي،وصولا الى اقناعهم بالأضرار الجسيمه التى تلحق بهم.
وبلا ادتى شك تلعب البطاله سببا رئيسيا من أسباب دفع الشباب اما الى تعاطي المخدرات او الى الإنحراف باشكال مختلفه او الى الإنتحار كما حصل ويحصل في انحاء البلاد بفعل وصول الشباب الى انسداد افق الحياة امامهم،فيلجأ الى الإنتحار،او الى الإنحراف ومنها طرق تعاطي المخدرات او السرقه او استعمال الفيس بوك كاسلوب من أساليب الإبتزاز بفعل الإحباط الذى وصل اليه الشباب نتيجة البطاله المكشوفه في مجتمعنا الفلسطيني، (400) الف عاطل عن العمل معظمهم من خريجي الجامعات والمعاهد،فالبطاله تقذفهم الى أحضان الجماعات المنحرفه اما المخدرات او الى أحضان اللصوص او الى الإنتحار لأنهم يعيشون حالة فراغ قاتل تجعلهم عرضه لكافة اشكال الإنحراف.
وقوانا السياسيه يقع على عاتقها دور كبير في محاربة ظواهر الإنحراف من خلال عودتها لإستقطاب الشباب وتوعيتهم وخلق أدوار وطنيه لهم تشغلهم عن الحاله المزريه التي يعيشونها،فقد تنحت قوانا عن لعب هذا الدور بعد توقيع اتفاقية الذل ( اتفاقية أوسلو ) المجرمه التى أوصلت قضيتنا وشعبنا الى طريق مسدود،يصبح من واجبها اليوم وقبل فوات الأوان القيام بواجباتها تجاه هؤلاء الشباب وتستعيد ثقتهم بها واصلا تلك القوى لا يمكنها العيش والإستمرار دون فئة الشباب المليئه بالطاقات الهائله،وهؤلاء بمقدورهم قلب الدنيا باسرها ان جندتهم قوانا السياسيه لخدمة القضايا الوطنيه،يشهد على ذلك الإنتفاضة الأولى،بعد ان تحدى هؤلاء الة البطش الإسرائيليه بسواعدهم المفتوله وصدورهم العاريه وتمكنوا من تحدييد الأله العسكريه الإسرائيليه،وحققوا انتصارات كبيره أهمها انهم وضعوا القضية الفلسطينيه على طاولة العالم باعتبارها اسخن قضيه يجب حلها لكن قيادتنا لم تستغل تلك الإنتصارات بحنكة ودرايه سياسيه،فجائت بنتائج صادمه من خلال اتفاق أوسلو المذل والذى توجته إسرائيل باعتبار البلاد أراضي مختلف عليها بين شعبين وقيادتنا لم تعرف مدى خطورة ذلك على قضيتنا وشعبنا ولم تفرق قيادتنا بين الانسحاب وإعادة الإنتشار،فسرتها كما تريد هي وليس كما ارادت إسرائيل،فكنا مضحكه للعالم وليس لإسرائيل وحدها.
موضوعنا هو صغار الشباب المستهدفين لكل اشكال الإنحراف،كيف نحصنهم من الإنخراط في جماعات الإدمان او السرقات او حتى الوقوع في فخ الإبتزاز بكل اشكاله،خاصه وان هؤلاء الشباب وفي مثل هذا السن الخطير بين (13_18) سنه يتعرضون الى سلسلة من المتغيرات الجسديه والنفسيه،علينا ان نتتعامل معهم برحابة صدر،والسماع لهم ولشكاواهم،ونحذرهم من الوقوع في شرك المنحرفين،وننهاهم عن تعاطي الإرجيليه الإلكترونيه،وكذلك مراقبة صفحات الفيس بوك الخاصه بهم،وكذلك اجهزتهم ( الأيفون )ونراقب صداقاتهم ومعارفهم اين يذهبون ومع من يسهرون واين يقضون أوقات فراغهم ومع من،حتى لا يقعوا في شرك
متعاطي المخدرات،وعلينا تشجيعهم على قراءة القصص وما اكترها في السوق والقيام برحلات تعريفيه للبلاد،واشراكهم في أنشطة النوادي والجمعيات وخلق فرص عمل تطوعيه لهم تخدم الصالح العام،وتنظيم نشاطات توعويه لهم.
من المهم لفت الإنتباه الى غياب دور الأب في مجتمعنا لدى غالبية الأسر فالأب يعتبر ان دوره هو توفير لقمة العيش لأولاده وان التربيه شأن من شؤون المرأه لذا لا يقوم معظم الأباء باي دور تربوي في بيته،ويتقن البعض منهم دور الأمر الناهي او دور ( الزكار) متجاهلا ان دوره يجب ان يكمل دور الأم في البيت من خلال خلق بيئه ومناخ تسود فيها حرية التفكير والراي ليتمكن من سماع راي أولاده وسماع المشالكل التي يتعرضون لها ويشاركهم في مواجهتها،لتشكل مثل هكذا بيئه علاقة صداقه بينه وبين أولاده،يزيل من خلالها أجواء الخوف التى تخلقه سلطة الأب في البيت.
ان بلادنا مفتوحه من كافة الإتجاهات لكل اشكال الإنحراف وإسرائيل معنية بنشر الفساد كل أنواع الفساد والإنحراف في مجتمعنا وخاصه بين أوساط الشباب،لينشغلوا في قضايا بعيدة عن قضايا الوطن،وعلى حركتنا الوطنيه التي يجب ان تشكل أداة توعيه وثتقيف ونهوض في مجتمعنا عليها القيام بواجبها وهي مقصره فيه تقصيرا كبيرا،فمن يعلق الجرس ويدعو الى عقد مؤتمر تحت عنوان ( من اجل حماية الشباب من الإنحراف) مؤتمر تحصين الشباب وتقويمهم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر


.. مقررة الأمم المتحدة تحذر من تهديد السياسات الإسرائيلية لوجود




.. تعرف إلى أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023


.. طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة




.. تفاعلكم الحلقة كاملة | عنف واعتقالات في مظاهرات طلابية في أم