الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن النخب العربية والأطماع التركية

دلشاد مراد
كاتب وصحفي

2018 / 3 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


من المعلوم أن العالم الإسلامي قد دخل مرحلة جديدة في أعقاب وفاة النبي محمد (ص) وعدد من خلفائه، فتحولت الأسر التي أصبحت أو كانت على نفوذ في تلك الفترة إلى التآمر للاستيلاء على السلطة وقيادة دفة العالم الإسلامي، ولعل البداية كانت من أسرة معاوية بن أبي سفيان التي أسست الدولة الأموية.. ومن ثم جرى صراع دموي مع آل عباس الذين تمكنوا من إسقاط الأمويين، وهكذا حولوا الدين الإسلامي إلى مطية لذوي النفوذ من العائلات العربية ومن بعدها الفارسية والتركية...إلخ.
استخدام الدين كان الوسيلة الأكثر نجاحاً لدى النخبة الحاكمة من الفرس والترك لشرعنة وجودهم ومد نفوذهم في المنطقة، فعمل الفرس على تبني المذهب الشيعي واستطاعوا من خلاله إنشاء جماعات أو تنظيمات موالية لهم في العالم العربي كما الحال في دعمها المنقطع النظير في الوقت الراهن لحزب الله في لبنان والعراق وتنظيم الحوثي في اليمن.
أما الترك فكانوا أساساً من سكان آسيا الوسطى أتوا غزاة إلى المنطقة، ولم يتمكنوا من تثبيت أقدامهم في آسيا الصغرى إلا من خلال الادعاء بالأسلمة، ومن ثم وجدوا أنَّ استخدام الدين هو أسهل طريقة لتوسيع نفوذهم في المنطقة. وبالنتيجة حكم الترك العثمانيون الشرق الأوسط والعالم العربي والبلقان في أوروبا، ليعيثوا فيها فساداً ، وفرضت التتريك وحالة من الجهل المطبق وهمشت الثقافات الأخرى كالعربية والكردية والسريانية....إلخ.
الغريب في الأمر أن الترك يحاولون التمدد مرة أخرى في المنطقة واحتلال الأراضي التي يسكنها الكرد والعرب والسريان في سوريا والعراق، دون أن يكون هناك أي رد فعل من جانب النخب الحاكمة والنخب الفكرية والمجتمعية في العالم العربي- هنا يوجد استثناءات قليلة فالنخب المصرية ترفض بشدة الأطماع التركية في المنطقة- والأنكى من ذلك اعتقاد بعض الأوساط العربية وبخاصة الدينية - وهي الأوساط المرتبطة والمتأثرة بحركة الأخوان المسلمين- منها أن الطاغية التركي رجب طيب أردوغان هو خير من يمثل تطلعاتهم وأنه بفضله ستتحقق الخلافة الإسلامية كما يتصورن ذلك.
إن هذا الاعتقاد لا تتوفر فيه أي درجة من الصواب، لأن الترك لاهم لهم لا الإسلام ولا القضايا الإسلامية، فأردوغان الذي يتباكى على القضية الفلسطينية هو أكثر من يتعامل مع دولة إسرائيل بل ويرسل لها المياه عبر أنابيب تحت البحر المتوسط. ونحن نعلم أن تركيا أول دولة اعترفت بإسرائيل، حتى أن الدولة العميقة التي تتحكم بتركيا منذ الخمسينيات هي إسرائيلية التمويل، واليوم لاريب أن أردوغان بتحالفه مع الحركة القومية التركية المتطرفة قد أصبح جزءاً من ذلك الكيان المشبوه والذي ينفذ سياسات الصهيونية (الماسونية) بدقة في المنطقة، ولعل أحد أبرز تلك السياسات تطبيق سياسة الإبادة بحق الشعوب الأصيلة في المنطقة نيابة عن القوى المهمينة عالمياً.
إن النخب العربية وبخاصة القومية والدينية منها مدعوة اليوم لإعادة النظر في رؤاها تجاه سياسات المشبوه أردوغان الذي ينفذ أجندات القوى الاستعمارية العالمية في المنطقة والوقوف بوجه تلك السياسات التي تهدد الاستقرار وأمن الشعوب في المنطقة ككل.

*زاوية "في العمق" - صحيفة روناهي - سوريا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دعوات دولية لحماس لإطلاق سراح الرهائن والحركة تشترط وقف الحر


.. بيان مشترك يدعو إلى الإفراج الفوري عن المحتجزين في قطاع غزة.




.. غزيون يبحثون عن الأمان والراحة على شاطئ دير البلح وسط الحرب


.. صحيفة إسرائيلية: اقتراح وقف إطلاق النار يستجيب لمطالب حماس ب




.. البنتاغون: بدأنا بناء رصيف بحري في غزة لتوفير المساعدات