الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجنس الثالث

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2018 / 3 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


في سورية عدّة أجناس للسوريين الجنس الأوّل، وهم أبطال النظام، والثاني أبطال المعارضة، والثالث أبطال العلمنة.، ولا أقصد بالجنس الهوية الجنسية. بل طبيعتهم الإنسانيّة.
تصرف فئة من السّوريين في الدّاخل والخارج جلّ وقتها بالتّرف، وقد سمعت من مصادر متنوعة أنّ الفقر يشابه الموت، والغنى يشابه الخيال، ويأتي السّوريين الذين يتحدثون عن الداخل بأمثلة عن تحول مهن بعض الناس إلى المستوى الذي لا يمكن أن تقدر فيه ما يملك. أما عن التّرف فهو التّفرغ للبث الحي، وبث الصّور، والسهرات، والمجون.
أحد الأصدقاء الافتراضيين عاد من سورية، وكتب على صفحته. لا تصدقوا أحداً فجيش النظام، والمليشيات يتاجرون بكلّ شيء، والنهب ثقافة ربما تسود بكثرة في الوسط السوري، فقد كان المساعد في الجيش ينهب التموين والضابط ينهب المساعد ، وسيادته ينهب الجميع. لكن الجنود، والمتطوعين، والمجبرين على الخدمة يموتون، وحتى لو نهبوا فقد يحظون بحصيرة، أو ديك دجاج، لكن من هم في القمّة يعرفون الخيرات في المناطق، فيرسلون جنودهم مع سيارات لأشخاص يضمنون ولاءهم، يدفعون لهم من مخصّصات " الدولة لو وجدت" ليجلبوا معملاً كاملاً، وقد نهب الجيش السوري، وقوات سورية الديموقراطية، وبعض فصائل الجيش الحر البيوت، والمعامل، وحرقوا البشر والشجر. قرأت ما كتبه هذا الشّخص قبل أن يحظرني، وكان صديقي تحت اسم " الملتزم" وليس هذا موضوعنا على أيّة حال.
في برامج أوبرا المزيّف، والذي جعلها من أغنى الشّخصيات العالميّة. كنا نتسمّر أمام التلفاز كي نعرف نهاية المأساة، أو الملهاة، على الشّاشة ونخرج بخفي حنين، ودائماً ننتظر أن تقدم الحلّ السّحري فإذ بأوبرا اليوم قد تكون متّهمة بأشياء كبيرة مثل الاتجار بالبشر على سبيل المثال غطّت عليه في برنامجها، ويبدو أن لكلّ مجتمع جنس " ثالث" ليس وفق هويته الجنسية. بل وفق طموحاته. هناك " جنس ثالث" في سورية . جنس متمدن يؤمن بالعمل التطوعي، ويكره التخلّف، وبخاصة الإسلامي منه، وهمه ليل نهار أن يبث صوره على الفيس، أو غيره من وسائل التواصل ليظهر لنا سخافة الدين الإسلامي، والمذهب السّني تحديداً. قد يسأل أحدكم وهل أنت لست علمانية؟ دائماً أقول بأنّني لا دينية، ولا قوميّة ، ولا أحب المصطلحات العميقة.
هؤلاء الذين حملوا همّ الوطن، والمواطن، ويقدمون خبراتهم مجاناً تصل رسائلهم مليئة بالسموم، ويشعر المتابع لهم بالحسد على الرّفاه الذين هم فيه، فمن أين لهم هذا؟
يمكننا أن نقول لهم: إن كنتم تبحثون طوال اليوم عن فيديو لداعية إسلامي، أو عن صور لجهاد النكاح لتظهروا لنا قباحة المشهد. لا تهتمّوا لأمرنا. لن نقتنع بكم إلا إذا رفعتم قناع العلمانية، وإن كنتم تكتبون لبعضكم، لا تتعبوا أنفسكم. يمكنكم وضع ملّف عن كلّ شخصية من الشّخصيات الإسلامية مدروس بشكل عميق، لكبار المؤرخين في. العالم. وفروا جهدكم، وربما جهدكم مشكور من قبل السّلطة الباغية، فاستمروا.
الجنس الثالث الذي يضخّم أناه متواجد دائماً بين أعيننا، يظهر أحدهم لايف ليشرح الوضع في الغوطة أو عفرين، وأمامه مرآة ترصد حركاته كي يبدو عظيماً، وبعدها مباشرة يظهر إما في حفلة داخل سورية إن كان يعيش في الداخل، أو في الشانزيلزية إن كان في فرنسا.
هل تعلون أن السّوري الذي لازال على جنسه ليس معه حق الطعام لو كان في سورية، ولا ثمن المواصلات إن كان مهاجراً؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بوتين يتعهد بمواصلة العمل على عالم متعدد الأقطاب.. فما واقعي


.. ترامب قد يواجه عقوبة السجن بسبب انتهاكات قضائية | #أميركا_ال




.. استطلاع للرأي يكشف أن معظم الطلاب لا يكترثون للاحتجاجات على 


.. قبول حماس بصفقة التبادل يحرج نتنياهو أمام الإسرائيليين والمج




.. البيت الأبيض يبدي تفاؤلا بشأن إمكانية تضييق الفجوات بين حماس