الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزواج كما أفهمه

فاروق عطية

2018 / 3 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



في 23 أبريل 2017 كتبت مقالا نشر علي النت بعنوان (الشيخ الطيب الغير طيب والكذب علي العالم) كان ملخصه كالتالي:
في إحدي مناقشاته في ألمانيا قال الشيخ الطيب: أن الزواج في الإسلام ليس مشروعا مدنيا وإنما هو عقد ديني من المقام الأول وأن القرآن الكريم استخدم في وصفه أنه الميثاق الغليظ، ميثاقا غليظا أخذته النساء من الرجال. يحِلّ للمسلم أن يتزوج مسيحية لأنه يعترف بدينها فلو لم يؤمن بدينها يكفر بالقرآن، وإن لم يؤمن بعيسي عليه السلام يكفر بالقرآن، وإن لم يؤمن بإنجيلها يكفر بالقرآن، نفس الكلام بالنسبة لليهودية، فإن لم يؤمن بموسي يكفر بالقرآن، وإن لم يؤمن بالتوراة يكفر بالقرآن.
تعجبت من قوله هذا لأنني اعلم أن مناهج الأزهر التي يعتمدها شيخنا الموقر تشير لعكس ما يقول، فتعريف الزواج في مناهج ألأزهر: هو أمساك بمعروف وتفريق بإحسان، ويطلق عليه نكاحا، والنكاح يشمل واحدة أو إثنتين حتي أربعة إضافة لما ملكت أيمانكم، جاء بكتاب شرح أبو الحسن علي الرسالة في الفقه المالكي المقرر علي الصف الثاني الإعدادي( ص 16 باب النكاح): النكاح في اللغة هو مطلق العقد، واصطلاحا هو عقد يبيح التمتع بأنثي غير محرّمة علي الرجل، حكمه هو الندب لراغب فيه قادر علي المهر والنفقة. وجاء في كتاب تيسير الروض المُربِع لشرح راحة المُستقنِع في الفقه الحنبلي (للصف الثانوي ص 227 كتاب النكاح) النكاح هو سُنّة وفعله مع الشهوة أفضل من نوافل العبادات ويجب علي من يخاف زنا بتركه. تعريفه هو لغة الوطء بالجمع بين الشيئين، وشرعا هو عقد يعتبر فيه لفظ النكاح أو تزويج في الجملة والمعقود عليه منفعة الاستمتاع. والسؤال الذي لم أجد له إجابة من شيخنا الموقّر: لماذا خجل أن يذكر للألمان أن الزواج عقد استمتاع المعقودعليه المنفعة، والشهوة فيه أفضل من نوافل العبادات كما نصت عليه كتب أزهره، وذكر كذبا وتدليسا أنه ميثاق غليظ، رغم عدم ذكر ذلك في كتبه التعليمبة ؟!!
يقول أيضا لا فُض فوه: المسلم يتزوج المسيحية لأن المسلم يعترف بدينها وعنده شيئ من تقديس دينها، تقديس نبيها فشيئ طبيعي أن يحافظ عليها. ولكن لو عكسنا الأمر وأصبح الزوج مسيحيا والزوجة مسلمة، معلوم أن الزوج المسيحي لا يعترف بمحمد، فإذا اعترف بمحمد صار مسلما أهلا وسهلا به، أما إذا لم يعترف هل يمكن في الزواج الديني أن أضع زوجة في دين مع زوجا لا يعترف بهذا الدين، أعتقد أن هذا تعريض للزوجة ولدينها أووو(تلجلج) لا توجد مساواة. ولدي سؤال بريئ لشيخنا الطيب: هل فضيلتك تؤمن بالكتاب المقدس الذي بين أيديها أم تؤمن بأنه كتاب محرّف كما تدرّسون لطلبتكم دون أن تقدموا دليلا واحدا علي تحريفه ؟ وهل تؤمن بيسوع الذي صلب من أجل خلاص البشرية أم أنت تؤمن بعيسي المختلف تماما عن يسوع والذي تقولون عنه أنه ما قتلوه وما صلبوه ولكن شُبه لهم، رغم ورود آية أخري في القرآن الكريم تقول: سلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أُبعث حيا، لماذا خجلت أن تقول للألمان أننا نؤمن بالكتاب المقدس الحقيقي الغير محرف ونؤمن بعيسي الذي لم يصلب ولم يمت ولم يبعث حيا. فإذا كنت لا تؤمن بالكتاب المقدس الذي بين يديها ولا تؤمن بصلب وموت وقبر وقيامة المسيح وهي صُلب العقيدة المسيحية فهي في نظرك كافرة ولا يجوز احترامها أو محبتها أو الحفاظ عليها. الحقيقة التي خجلت فضيلنك من ذكرها هي أن زواج المسلم بالسيحية هو موضوع ذكوري بحت لا علاقة له بزواج ديني ولا بتقديس دينها أو نبيها. والسقطة التي جعلتك تتلجلج في كلامك حين ذكرت أن الزواج الديني بين زوجة علي دين وزوجها علي دين آخر فيه تعريض للزوجة ولدينها. ألا ينطبق ما قلت تماما علي زوجة من دين مسيحي والزوج من دين آخر أليس في ذلك تعريض لها ولدينها، مما جعلك تتردد وتتلعثم وتتلجلج خجلا، أم أنك تكيل بمكيالين يا رجل يا غير طيب.. !
ثم يقول بغير خجل: أما في الحالة الأولي عندما يتزوج المسلم بمسيحية، جاء الشرع وجاء الإسلام وأمر الزوج المسلم بأن يذهب بزوجته إلي الكنيسة وينتظرها حتي تصلّي، لأنه يؤمن بالمسيحية ويؤمن بالمسيح ويؤمن بالكنيسة، والكنيسة دخلت في القرآن الكريم كبيت من بيوت العبادة، وأيضا كُلّف المسلمين بأن يحرسونها مثل ما يحرسون المساجد. الإسلام يحترم لأنه جاء مؤخرا، يعني الأخ الصغير هو معترف بالأخ الأوسط والأخ الأكبر، لكن إذا عكسنا الآية هنا مغامرة لأن نضع دين مسلمة في مهب الريح، في بيت ربما يعرض عقائدها إلي مهب الريح. عندما سمعت هذا المقطع ضحكت حتي استلقيت علي قفاي. يا شيخنا الطيب هل أنت جاد فيما قلت ؟ هل هناك في بلادنا مسلم متزوج من مسيحية يذهب بها إلي الكنيسة وينتظرها حتي تنتهي من صلاتها ؟ قطعا أنك تمزح ولن أقول أنك تكذب وربما كنت تتجمل ! وهل أنت تقول صدقا أن أخوتنا المسلمون يحرسون الكنائس كما يحرسون المساجد ؟ يا شيخنا الطيب كنا نتمني أن يوافقوا فقط علي بقائها وبلاها حراسة، وأنت تعلم حقيقة ما يحدث للكنائس في مصر من حرق وتهديم وتفجير يتم بناء علي ما جاء في كتب مناهجكم من تحريم لوجود الكنائس في ديار الإسلام، فقط أذكركم بإجابة مفتي الديار المصرية وعضو هيئة علماء الأزهر فى هذه الفترة، الدكتور عطية صقر على سؤال طُرح عليه عام 1997 حول حكم الدين فى بناء بيوت العبادة لغير المسلمين فى بلاد الإسلام قائلا: روى ابن عدى عن عمر بن الخطاب عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا تبنى كنيسة فى ديار الإسلام ولا يجدد ما خرب منها"، وروى البيهقى عن ابن عباس قال: كل مصر مصَّره المسلمون لاتبنى فيه بيعة ولا كنيسة ولا يضرب فيه ناقوس ولا يباع فيه لحم خنزير. كما صرح الدكتور شوقي علام في 31 مارس 2017 إن دار الإفتاء اكتشفت وجود 3 آلاف فتوى تحرّض على هدم الكنائس وترفض التعايش المشترك. يا شيخنا أحباؤنا المسلمون يهدمون الكنائس ويحرقونها ويفجرونها ليس في مصر فقط بل في سوريا والعراق وليبيا وكل بلاد الإسلام. ولا يتم بناء أو إصلاح للكنائس إلا يشق الأنفس وأنت تعلم أن ذلك نتيجة ما تعلمونه للشباب في مدارسكم الأزهرية. أذكركم أيضا بجواب اللجنة الدائمة للإفتاء بجزء من فتوي مطولة ردا علي سؤال عن حكم بناء الكنائس والمعابد في بلاد الإسلام (الإسلام سؤال وجواب): قال شيخ الإسلام أن من يعتقد أن أن الكنائس بيوت الله وأن الله يُعبد فيها أو أن ما يفعله اليهود والنصاري عبادة لله وطاعة لرسوله، أو أن ذلك يحبه ويرضاه، ومن أعانهم علي فتحها وإقامة دينهم أو أن ذلك قربه أوطاعة فإنه كافر، ومن اعتقد أن زيارة أهل الذمة بكنائسهم قربة لله فهومرتد، وإن جهل أن ذلك محرّم عُرِّف ذلك، فإن أصرّ صار مرتدا. يا شيخنا بهذه الإجابة من أحد مشيخ الإسلام أنت نفسك بناء عليها كافر أومرتد.
يا شيخنا الطيب الطبيب المستشيخ ياسر برهامي يقول أن الإسلام يحرّم الزواج بالنصرانية أواليهودية لأنها كافرة، عكس ما تقول.
https://www.youtube.com/watch?v=mBr7phObki0
كما أفتي بأن المسلم إذا تزوج نصرانية يجب ألا يحبها أو يلقي عليها السلام، ويعاملها كمغتصبة، ومأمور بأن يبغضها لأجل دينها.
https://www.youtube.com/watch?v=8UyhCLOaKL8
وأعتقد أن ياسر برهامي يقول الحقيقة التي تعلُّمها من مناهج كتبكم الأزهرية وخُطب أإمتكم خريجي ألأزهر، وزادها بتلقي أسس الضلالات الوهابية السعودية وأموالها، فهو صريح لا يكذب ولا يخجل أو يتجمّل ويستحق الاحترام لصراحته، أما أنت يا شيخنا الطيب الغير طيب آثرت الكذب وصرّحت بما لا تؤمن أو خجلت أن تقول الحقيقة التي تؤمن بها فكيف بالله عليك لنا بعد اليوم أن نحترمك..!!
وفي 21 فبراير2018 وصلت إلي مصرنا الحبيبة لزيارة الأهل والأحباب. وعند مثولي أمام ضابط الجوازات أبرزت له كلا من جوازي سغري الكندي، والمصري المنتهي الصلاحية منذ أكثر من 18 عاما، تغحص الجوازين وقال لي: عليك بدفع رسوم فيزة الدخول إلي مصر لأنك كندي الجنسية. قلت له: أنا مصري أولا وكندي ثانيا، لم يلتفت لما أقول وركز نظره علي حاسوبه وهو مقطب الجبين، ثم حملق في وجهي قائلا: أنت علي قائمة الانتظار للقبض عليك. المحامي نبيه الجحش رفع عليك قضية إزدراء الدين الإسلامي وإهانة الرموز المصرية خاصة في مقال بعنوان (الشيخ الطيب الغير طيب والكذب علي العالم). وقبل أن يتم حديثه وجدت ثلة من الضباط والجنود يحيطون بي من كل جانب، فصرخت فيهم قائلا: أنا بريئ ولم أرتكب جرما ولم اكتب إلا حقائق تعبيرا عن الرأي. فلكمني أحدهم لكمة اطارت بعض من اسناني لأستيقظ من نومي لأجدني علي سريري بمنزل إبني بشارع الباشا بمدينة الغردقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الكذب لنا عادة والالتزام به عبادة
احمد الشطري ( 2018 / 3 / 3 - 14:40 )
اما علمت ياسيد اننا نتعلم الكذب منذ نعومة اظفارنا نتعلمه بصيغه مهذبه بأسم التقية والتقية كما هو معروف ديني ودين آبائي كما نسبوا ذلك القول الى أئمتنا المعصومين ... اذن والحالة هذه فمن باب أولى ان يكون شيوخنا هم أساتذة الكذب والتدليس والايهام والتمويه والتضليل


2 - احمد الشطري والكذب
الجندي ( 2018 / 3 / 4 - 07:58 )
والله يا سيدي عنك اظن فعلا تجيد الكذب
التقية لا تجوز الا خوفا من الموت انتهى

اخر الافلام

.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها


.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الدكتور قطب سانو يوضح في سؤال مباشر أسباب فوضى الدعاوى في ال


.. تعمير- هل العمارة الإسلامية تصميم محدد أم مفهوم؟ .. المعماري




.. تعمير- معماري/ عصام صفي الدين يوضح متى ظهر وازدهر فن العمارة