الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الله لا يحاسب الفقير!

داود السلمان

2018 / 3 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بعيداً عن موضوع: هل الله موجود أم غير موجود، وبصرف النظر عن أدلة وجوده، وأدلة عدم وجوده، وقول الطرفين في هذا الاطار. نطرح هذا التساؤل: هل الله يحاسب الفقير؟ ونؤكد بعدم ذلك في هذا المقال.
ابسط تعريف للفقير: هو الذي يعيش يومه من الناحية المادية، بمعنى أنه لا يمتلك ما يدخره لغد من مال او من سواء من طعام وشراب، وبمعنى آخر أنه لو لم يذهب الى طلب رزقه في ذات يوم، فأنه سينام من دون عشاء، كذلك اذا لم تتهيأ له اسباب الرزق. بعكس الغني الذي يمتلك من الاموال والعقار والممتلكات الاخرى المعروفة في زماننا هذا ما يمتلك.
في الفقه الشيعي، أن الذي فاتته كذا عدد من السنين وهو لم يصليها ولم يصومها ولم يتصدق بها في يوم من الايام على بائس ومسكين، وكذلك لم يذهب الى (حج بين الله) ومات وهو بذمته من الصلوات الصيام بعدد تلك السنوات. فالشرع، بحسب الفقه الشيعي، يجيز له أن يقوم شخص بالنيابة عنه بصوم وصلوات واداء الحج حتى يستوفي ما فات الميت؛ حيث يقوم ذوي الميت باستئجار شخص معين ويُعطى من تركة ذلك الميت بعد الاتفاق على مبلغ معين يرضي الطرفين. والميت بعد ذلك لم تبق بذمته (لله) ديون سابقة ولا لاحقة، والله بدوره لا يحاسبه على ذلك، فهو قد اشترى نفسه من الله بفضل امواله التي تركها وبها عصم نفسه من الحساب وبالتالي عُفى من العقاب!،{ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَۚ}.
اذن الغني، هنا، يحتال على الله، فهو يعيش بأمواله عيشة راضية بتعبير القرآن، اذ يتمتع بالملذات ما يتمتع: من مأكل ومشرب وملبس، ومن مناكل، ومن سواها بما فيه الكفاية، وهو لم يأد ما عليه (لله)!؛ لكن بفضل امواله، الله يرضى عنه فيدخله الجنة، لأنه بالاستعاضة قد صام وصلى وزكى وحج بيت الله! وذهب الى الله بقلب نقي!.
والفقير لا يستطيع أن يفعل الغني، لأنه لم يترك تركة لورثته، حتى يفعلوا له كما فعل ذوي الغني الذي ترك اموالا تكفي ذويه وما تبقى منه تصرف على الميت باستئجار الشخص الذي سترفع عنه عقوبة الله المرتقبة!.
أي عدالة هذه؟، وهل يصح هذا؟، وما هو الدليل؟، ثم ما ذنب الفقير الذي مات وفي ذمته مستحقات لله من صلوات ومن صوم ومن حج؟! فيُعفى عن الاول ولا يُعفى عن الثاني.
الفقير اذن يعيش في الدنيا محروما محتاجا جائعا، وربما مهاني من قسوة الزمن وظلم الحياة القاسية التي عاسها، وبعد ذلك يذهب الى النار، لأن ذويه لم يستأجروا له شخصا يفعل له كما فعل ذوي الغني!.
أي عدالة هذه، كيف تفعل السماء ذلك، وهي تفرق ما بين الغني والفقير؟. ولماذا جميع المصائب تقع على رأس الفقير ودائما الغني يفلت منها، اليس الله بعادل ولا يفرق بين عباده أحداً. ثم ما قولهم: ان الارزاق بيد الله، حتى رزق هذا وترك ذاك، انها، اذن، قسمة ضيزى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأهب أمني لقوات الاحتلال في مدينة القدس بسبب إحياء اليهود لع


.. بعد دعوة الناطق العسكري باسم -حماس- للتصعيد في الأردن.. جماع




.. تأبين قتلى -وورلد سنترال كيتشن- في كاتدرائية واشنطن


.. تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!




.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي