الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتخابات روسيا 1996.. حين شارك البيت الأبيض في دعم -بوريس يلتسين-

السيد شبل

2018 / 3 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


في انتخابات الرئاسة الروسية 1996، اتُهم البيت الأبيض وعواصم غرب أوروبا، بالتحالف مع طبقة رجال الأعمال الجدد (غالبهم يهود)، بتقديم الدعم المهول للإبقاء على بوريس يلتسين في منصبه كرئيس لروسيا.

يلتسين كان يُواجه بمنافسة شرسة، وكانت شعبيته منخفضة للغاية بسبب الأحوال الاقتصادية المتراجعة بعد تطبيق "أجندات الإصلاح" بما يتضمن الخصخصة، وتخفيض الدعم الحكومي، والانحياز لأصحاب رؤوس الأموال على حساب الطبقات العاملة، وانتشار الجرائم العنيفة.. إلخ، كما أنه بالنسبة للحس القومي الروسي قد أهان بلادهم وظهر في صورة الذيل للبيت الأبيض، كما مُني بهزيمة في الشيشان (حرب الشيشان الأولى)، واتهم بالخيانة، كما أشير لحاشيته بأنها شريكة في دعم "الانفصاليين".

بذل رجال الأعمال الروس الجدد، وفي مقدمتهم بوريس بيريزوفسكي (يهودي، تعيش عائلته في "إسرائيل"، وشريك مستقبلي لشقيق جورح بوش الأصغر).. بذلوا جهدا كبيرا في دعم يلتسين، بالمال أو عبر وسائل الإعلام أو من خلال شراء السياسيين، والأمر وصل لاتهامات بالتزوير المباشر في عمليات التصويت.

كان من المفترض قانونا أن لا تتخطى نسبة الإنفاق بحملة الرئاسة 3 مليون دولار، لكن حملة يلتسين أنفقت ما هو أزيد من 2 مليار و700 مليون!، وقد تم جمع هذا المال من قبل الشريحة المالية الضيقة صاحبة المصالح في استمرار اقتصاد السوق، والتبعية للغرب، كما قدم الغرب مبلغا أكبر من ذلك بصورة غير مباشرة، حيث حثت واشنطن صندوق النقد الدولي على منح قرض بقيمة 10.2 مليار دولار لروسيا، مما مكن الحكومة من إنعاش الوضع الداخلي نسبيًا، حيث تم دفع مبالغ ضخمة في صورة أجور ومعاشات مستحقة منذ فترة طويلة لملايين الروس.

المحرّك الأساسي لهذا الفريق الذي يقوده الييت الأبيض لم يكن حماية يلتسين فقط، بل كان التخوف من منافسه القوي وصاحب الشعبية: جينادي زيوغانوف قائد الحزب الشيوعي للاتحاد الروسي منذ عام 1993 (امتداد للحزب الشيوعي السوفيتي الحاكم قبل تفكك الاتحاد)، وزيوغانوف كان معروفًا كصاحب نزعة قومية ويمجّد بلاده، ويعلن انحيازه للأغلبية الكادحة والملكية الجماعية، كما يدعو لتأميم ما تم خصخصته وفضح الفساد المحيط بتلك العمليات، وعليه فهو خصم شرس لرجال الأعمال الجدد والبيت الأبيض على السواء، كما هو من أشرس معارضي جورباتشوف سابقًا.

ورغم كل تلك المحاولات المشبوهة والنفقات الضخمة التي سبقت رحلة الذهاب للصندوق في يوينو 1996، لم يستطع يلتسين حسم الانتخابات بالجولة الأولى حيث حصل على نحو 35 % من مجمل الأصوات، بينما حصل زيوغانوف على نحو 32 %، وهو ما ذهب بهما لجولة الإعادة التي انتهت بحصول زيوغانوف على 40% ويلتسين على 54%.. فتم إعلانه رئيسًا. (هذه التجربة، بالمناسبة، ترد على الأوهام التي شاعت خارج روسيا، والتي تحدثت عن أن الشعب قد انقلب تماما على التركة الاشتراكية السوفيتية، وتخلى عن طموحه بالدولة القوية والمستقلة والمملوكة له، وأنه لا يكن لهذه الأشياء سوى العداء، بينما نجد زيوغانوف الذي هو امتداد لتلك الحقبة، يحقق حزبه الشيوعي المركز الأول بانتخابات "الدوما" في 1995، حين حصد 157 مقعد من أصل 450، وينافس بشراسة في انتخابات الرئاسة 1996).

انتخابات الرئاسة الروسية 1996، واحدة من أشهر المعارك الانتخابية التي تدخلت فيها الأيادي الخارجية، ولعب فيها المال السياسي دورًا مفضوخًا للغاية وصارت مثالا إعلاميًا يُستخدم أحيانا للدلالة على حجم التزييف. فيها استُخدمت فنون "الدعايا السوداء"، وتم توظيف التركة الإعلامية التي قامت بشيطنة الاتحاد السوفيتي وقادته ضد زيوغانوف، كما استخدم الإعلام الموالي لبوريس يلتسين سلاح التخويف، وأشار إلى أنه لن يرضى بالنتيجة، وأن "يلتسين" سيقوم بالانقلاب في حالة فاز منافسه، وعليه ستدخل البلاد في حرب أهلية .

بقية حكاية زيوغانوف ويلتسين، هي أن حزب الأول سيحتل من جديد المرتبة الأولى في انتخابات البرلمان "الدوما" عام 1999، وسيشكل تحالفا لعزل يلتسين، وسينجح في الأمر.

اليوم زيوغانوف رئيسا للحزب الشيوعي، وينافس بانتخابات الرئاسة، وخصم شرس للبيت الأبيض، ويعارض مخططاته في أوكرانيا وسوريا، كما أنه من أبرز من عارضوا تدخل الناتو في ليبيا 2011، وشارك بوتين الذي كان رئيس الوزراء حينها الموقف (بوتين كان قد وصف التدخل الغربي في ليييا بالحرب الصليبية).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا تعلن استهداف خطوط توصيل الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا |


.. أنصار الله: دفاعاتنا الجوية أسقطت طائرة مسيرة أمريكية بأجواء




.. ??تعرف على خريطة الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية


.. حزب الله يعلن تنفيذه 4 هجمات ضد مواقع إسرائيلية قبالة الحدود




.. وزير الدفاع الأميركي يقول إن على إيران أن تشكك بفعالية أنظمة