الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التقارب العراقي السعودي

داود السلمان

2018 / 3 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


القاصي والداني على بينة من أن العلاقات الدبلوماسية والسياسية، بين العراق والمملكة السعودية، كانت علاقة تقاطع وتنافر، لأكثر من ثلاثين سنة عجافاً، بل الصحيح كانت علاقات اتهام متبادل بين الجانبين، ما اضفى على المنطقة برمتها شبه حالة قلق، اذ أن السعودية لها ثقلها الواضح في المنطقة وخصوصاً دول الخليج المتحالفة معها، ثم الود المتبادل بينها وبين الولايات المتحدة الامريكية، بمعنى أن السعودية تستطيع أن تشتري بعائدات نفطها ما تريد من شراء ضمائر سياسية إن صح التعبير، وهذا ما هو واضح في سياستها الخارجية. وكذلك من خلال الزيارة التي سميت بالتاريخية التي قام بها ترامب الرئيس الامريكي الحالي، وقد ملأ جيوبه بالدولارات وعاد سالماً تحفه المسرة، متبسماً ابتسامته المعهودة.
الجانب العراقي كان يتهم السعودية بتجنيد الارهابيين والزج بهم الى العراق، حيث القت القوات الامنية العراقية مئات الارهابيين الذين يحملون الجنسية السعودية في السجن، وهذا الامر لا يختلف عليه اثنان، والآن السعودية تريد أن تفاوض العراق بخصوص قضية الدواعش القابعين في السجون العراقية بتهمة الارهاب، وربما هو السبب عينه الذي غيرت السعودية من نهجها تجاه العراق، بهدف إطلاق سراح اولئك الارهابيين، من الذين حكمت عليهم المحاكم العراقية، أما بالإعدام ولم ينفذ الحكم بحقهم، أو الذين حكم عليهم بالسجن المؤبد.
والجانب السعودي يتهم العراق، أو بالأحرى ساسة العراق بأنهم يوالون ايران اكثر من ولائهم لبلادهم، لأن السعودية تعتبر ايران عدوها اللدود، او بالأحرى خصمها العنيد، وذلك لاعتبارات دينية ومذهبية معروفة.
وسواء كانت هذه هي الاسباب او غيرها من اسباب اخرى جعل من السعودية تقطع تلك العلاقة والتي تفترض أن تكون علاقة جوار، وعلى الجار أن يحترم جاره.
والعراق باتهامه للسعودية بأنها مصدّر للإرهاب، كان على بينة من أمره، والدليل عدد المجرمين الداعشيين الذين القي القبض عليهم وهم يحملون الجنسية السعودية، هو دليل ما بعده دليل، فهو دليل صارخ.
لكن في الآونة الاخيرة بدأت السعودية تعيد النظر في علاقاتها مع العراق، والعراق من جانبه رحب بهذه الخطوة واعتبرها خطوة هامة لتعزيز الاستقرار الامني بالمنطقة كلها، سيما وأن العراق استطاع أن يجفف منابع الارهاب الداعشي المدعوم من العديد من الدول العربية والاجنبية، وتأتي على رأس تلك الدول قطر، والسعودية، بالإضافة الى الولايات المتحدة الامريكية.
ويأتي السؤال: هل السعودية جادة في عودة علاقاتها الطبيعية مع العراقي وعلى أسس سليمة، أم لكونها خسرت لعبة كبيرة في المنطقة، كانت تعول عليها، الا وهي داعش؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ظل التحول الرقمي العالمي.. أي مستقبل للكتب الإلكترونية في


.. صناعة الأزياء.. ما تأثير -الموضة السريعة- على البيئة؟




.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا


.. تصاعد ملحوظ في وتيرة العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل




.. اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة الخليل لتأمين اقتحامات