الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(5) رسالة لم أكن أنوي إرسالها عن واقعة لم أكن أنوي كشفها

طارق المهدوي

2018 / 3 / 13
السياسة والعلاقات الدولية


(5) رسالة لم أكن أنوي إرسالها عن واقعة لم أكن أنوي كشفها
طارق المهدوي
السيد رئيس الجمهورية...تحياتي...
أولاً: مع حلول عام 2005 بدأت الهيئة العامة للاستعلامات برئاسة الجمهورية في تكليفي بتمثيلها رسمياً في كل المناسبات الرسمية ذات الصلة بالسفارة الروسية في القاهرة وكافة فروعها النوعية والجغرافية على امتداد الدولة المصرية، ولما كان قنصل روسيا العام لدى مصر آنذاك هو نفسه مستشارها الإعلامي لدى السودان خلال فترة عملي كمستشار إعلامي مصري في السودان فقد قدمني باعتباري صديق قديم له إلى جميع زملائه الدبلوماسيين الروس المعتمدين في مصر، بمن فيهم وزير مفوض السفارة الذي كنت أعلم فيما أعلمه عنه من معلومات كثيرة أنه رئيس محطة مصر بجهاز استخبارات روسيا الخارجية الروسي الإس في آر وضابط الاتصال الأمني بين الدولتين، ليتضح لي لاحقاً أنه هو بدوره كان أيضاً يعلم عني الكثير من المعلومات خصوصاً وأنه كان يجمعنا اهتمام نظري مشترك بظاهرة الإسلام السياسي.
ثانياً: قبيل انتخابات مجلس الشعب المصري التي جرت على مدى شهري نوفمبر وديسمبر عام 2005 افتعل المركز الثقافي الروسي بالقاهرة حفلاً ثم وجه دعوة رسمية لحضور الحفل المفتعل إلى رئيس الهيئة العامة للاستعلامات الذي كلفني كعادته بالحلول محله، حيث وجدتُ الوزير المفوض الروسي في انتظاري بحديقة المركز بينما القائمون الافتراضيون على الحفل المفتعل يعلنون تأجيله ساعتين لأسباب فنية، الأمر الذي سرعان ما كشفه لي الرجل باعترافه أنه قد دبر هذا الحفل كغطاء ليلقاني حيث أنه يحمل رسالة هامة من القيادة السياسية العليا في بلده إلى القيادة السياسية العليا في بلدي ويريدني أن أقوم أنا بتوصيلها، فقلتُ له أنه في مقدوره بصفته الوزير المفوض توصيل رسالته عبر وزير الخارجية المصري وفي مقدوره بصفته ضابط الاتصال توصيلها عبر رئيس المخابرات العامة المصرية فقال لي أن محتوى الرسالة سيكشف لي أسباب اختياري أنا.
ثالثاً: كان محتوى الرسالة هو أن أجهزة المعلومات الروسية قد رصدت ما يؤكد وجود تحالف انتهازي بين بعض المؤسسات المؤثرة في الدولة المصرية كأجهزة القوة وبعض مؤسسات الإسلام السياسي المؤثرة في المجتمع المصري كالإخوان المسلمين، وأن أجهزة المعلومات الروسية تتوقع أن يؤدي هذا التحالف الانتهازي في حالة استمراره إلى إلحاق أضرار بليغة ليس فقط ببقية مؤسسات الدولة والمجتمع المصريين ولكن أيضاً بالوطن المصري كله، وأن أجهزة المعلومات الروسية تنصح بإعادة النظر في هذا التحالف الانتهازي قبل وقوع المحظور على ضوء التجربة الجزائرية المؤسفة، وكشف لي الوزير المفوض الروسي عن جهله بهوية المسؤولين المصريين المشاركين في هذا التحالف الانتهازي لدرجة خشيته من وصول رسالته إلى أحدهم، مؤكداً ثقته في حبي لوطني وفي أمانتي المهنية وفي ابتعادي عن هذا التحالف لما يعلمه بشأني وبشأن ممارسات التحالف ضدي التي بلغت حد محاولته لاغتيالي.
رابعاً: على ضوء إلحاح المسؤول الروسي كتبتُ تقريراً بمقابلتي معه وضمنتُه الرسالة التي التمس مني توصيلها للقيادة السياسية المصرية العليا وسلمتُها يداً بيد إلى رئيس المخابرات العامة، ليصلني الرد الفوري بالشكر على جهدي المعلوماتي مع تكليفي بوقف اتصالي المباشر مع مصدر هذه المعلومات فيما يعني بوضوح أن القيادة السياسية المصرية العليا قررت تكليف غيري بمتابعة الأمر مع الوزير المفوض الروسي، الذي استمر يباشر مسؤوليته بالقاهرة لمدة عامين تاليين على هذه الواقعة بينما استمر التحالف الانتهازي الذي حذر منه المسؤول الروسي يدير القاهرة لمدة ثمانية أعوام تالية عليها، أما أنا فقد نجوت بصعوبة من التحالف الانتهازي السابق بين أجهزة القوة المصرية والإخوان المسلمين لأقع ضحية تحالف انتهازي جديد بين أجهزة القوة المصرية وجهاز استخبارات روسيا الخارجية الإس في آر، وهو هذا التحالف الحالي الذي اتضحت لي ملامحه مؤخراً بصعوبة عندما اشترك الطرفان معاً في إصابتي بالعمى عقب محاولة فاشلة لاغتيالي على نحو أصبح معروفاً للجميع!!.
طارق المهدوي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ


.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24


.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير




.. وفد مصري يزور إسرائيل في مسعى لإنجاح مفاوضات التهدئة وصفقة ا