الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وثيقة تلقي ظلال شبهة على الصلة الامريكية بمحاولة اغتيال الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم عام 1959

قاسم الجميلي

2018 / 3 / 15
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


وثيقة تلقي ظلال شبهة على الصلة الامريكية بمحاولة اغتيال الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم عام 1959

الدكتور قاسم الجميلي- الولايات المتحدة

اثارت صلة الامريكيين بمحاولة اغتيال الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم جدلا طويلا لم يزل قائما حتى اليوم. لكن في الواقع لم يقدم احد دليلا قاطعا لا لبس فيه، كأن يكون وثيقة او تقرير رسمي، يشير بصراحة ووضوح الى تورط امريكي في هذا الحدث. ولاهمية هذا الحدث وملابساته حاولت ان اطّلع على الوثائق الخاصة بالعراق في الارشيف الوطني الامريكي على امل ان اصل الى دالّة دامغة عن هذه الصلة. لكني فوجئت ان الوثائق التي تغطي محاولة اغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم قد حُجب معظمها في الارشيفات. ولمعرفتي ان القوانين الامريكية لاتجيز للرئيس الامريكي ولا لاجهزة مخابراته الاطاحة بانظمة معادية مناوئة للمصالح الامريكية عن طريق الاغتيال، لذا كانت الادارة الامريكية حذرة جدا من ان تتصرف في هذه المسألة بطريقة تجعلها تنتهك القوانين الامريكية! على اي حال، لم اجد من بين عدد كبير من الوثائق الامريكية التي تخص العراق التي اطّلعت عليها، الا واحدة اخمّن انها فلتت بدون قصد من الرقابة على الارشيفات. لقد لفت انتباهي في هذه الوثيقة تتبع امريكي دقيق قبل اشهر من حادثة الاغتيال لتحركات موكب الزعيم عبد الكريم قاسم في بغداد، وكذلك رصد واضح لعدد افراد حمايته. وقد يتسائل المرء هنا: هل ان من واجبات اية سفارة في العالم الاهتمام بتحركات رئيس الدولة المضيفة على هذا النحو التفصيلي الدقيق؟ وهل ان من مسؤوليات السفارة التقصي عن اعداد طاقم الحماية الشخصية لرئيس تلك الدولة؟ ان هكذا تقصي ومراقبة يلقي بظلال شك داكنة على التورط الامريكي في محاولة اغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم عام 1959، ولو باقل احتمال من خلال ايصال تلك المعلومات الى الذين خططوا ونفذوا تلك المحاولة. والان لندع الوثيقة تتحدث عن تلك الشبهة.

بموجب رسالة سرية صادرة عن السفارة الامريكية ببغداد مؤرخة في ا حزيران 1959 (اي قبل نحو اربعة اشهر من محاولة الاغتيال في 7 تشرين 1959)، ومرسلة الى الخارجية الامريكية، فان السفارة تعتقد انه من المهم ان تُبلغ ان الحرس الشخصي للزعيم عبد الكريم قاسم قد تم تقليصه بشكل كبير في الاسابيع الحالية. وتعطي الرسالة انموذجا لذلك عندما تشير الى ان رئيس الوزراء الزعيم قاسم كان يستخدم في رحلاته في شوارع بغداد سيارة استيشن وبمعية سائق واحيانا ضابط واحد فقط. وتؤكد الرسالة انه في الفترات السابقة كانت سيارة الزعيم مليئة دائما بالحرس الخاص، وكان يتبعها مباشرة سيارة جيب محملة بجنود مع رشاشات ستن [غدارة بريطانية تشبه رشاشة بورسعيد المصرية في الخمسينيات] وهم في وضع تأهب. وتبين الرسالة ان سيارة الجيب هذه لم تعد تُشاهد.

وقد لاحظ ضباط السفارة ايضا ان تحركات الزعيم قاسم كانت محمية على نحو اقل اثناء ادائه للواجبات الاجتماعية. ففي حفل تأبين لوزير اندونيسي جرى في مقر البعثة الاندونيسية ببغداد، فان رئيس الوزراء الزعيم عبد الكريم قاسم قد جاء الى الحفل مع اثنين فقط من الحماية الشخصية، ولم يكن اي منهما يحمل رشاشة ستن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشيف عمر.. طريقة أشهى ا?كلات يوم الجمعة من كبسة ومندي وبريا


.. المغرب.. تطبيق -المعقول- للزواج يثير جدلا واسعا




.. حزب الله ينفي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بالقضاء على نصف


.. بودكاست بداية الحكاية: قصة التوقيت الصيفي وحب الحشرات




.. وزارة الدفاع الأميركية تعلن بدء تشييد رصيف بحري قبالة قطاع غ