الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انا وطني قح

سلمان عبد

2018 / 3 / 18
كتابات ساخرة




انا وطني قح
جُبلت على حب وطني ، وتبعا لذلك ، انا اؤيد الحكومة واناصرها ، فأعادي من يعاديها واسالم من يسالمها ، صحيح ان لها بعض الاخطاء الطفيفة وتعالج الامور بشكل سيء واحيانا كارثي ، لكنني اردد واقول ( من لا يعمل لا يخطئ ) ولان السفن المربوطة الى الساحل ولا تبحر ، لا تغرق ابدا . وقد دخلت في مجادلات و خصام احيانا مع اصدقائي الحقيقيين و المفترضين لأنني ادافع عن الحكومة بمعنى انني ادافع عن الباطل ، وتمادى البعض منهم فاتهمني بالقبض من الحكومة ، وصرت بوقا لها ولهذا انا غارق بالمغانم و النِعم .
و لهذا ، وانسجاما مع خططها في مواجهة الصعاب ، خاصة ونحن نعاني من تخفيض الميزانية، فاعدت الحكومة خططها للتقشف ، لمواجهة المشكلة ، قررت انا الاخر ان افرض على عائلتي ، خطط التقشف ايضا ، لان الوطني الغيور يبدأ بنفسه وعائلته ، ولو تحذو العائلات مثل حذوي لتخطينا المشكلة ونجحنا في عبورها .
تتكون عائلتنا مني ومن زوجتي وامي ، طرحت عليهم خططي للتقشف والتبرع بالمبلغ الذي نوفره للحكومة لمساعدتها في سد العجز ، واعطيتهم احزمة لشدها على البطون ، وكانت بنود الخطط كالتالي :
اولا / الاقتصار على وجبتين للغذاء بدلا من ثلاث وبهذا نضرب عصفورين بحجر، نكسب الريجيم ونوفر فلوس، هل انتم موافقون ؟ مرت فترة صمت ، لكن بعدها تمت الموافقة ، وهنا يبدو جليا مدى ما تتمتع به العائلة من حس وطني عال .
ثانيا / لنتقشف بالدواء، بمعنى ان نأخذ حبايتين في اليوم بدلا من ثلاثة ، ومن كان يأخذ حباية في اليوم يمكنه قسمتها لاثنتين واخذ نصف بدلا من واحدة ، ثم تبيع الصيدليات نوعين من الدواء ، اصلي و غير اصلي ، والفرق بالسعر كبير ، يمكننا ان نعالج انفسنا بدواء غير اصلي ، مع قراءة ( المعوذتين ) لإتمام الفائدة ، فهل انتم موافقون ؟
ردت زوجتي:
ـــ دواء الضغط و السكر و الكوليسترول و المفاصل التي نعاني منها جميعا لا يمكننا ضغطها والا انتابتنا الامراض ، والعلاج لابد ان يسير وفق ما يطلبه الطبيب وهو مُلزم .
ردت امي قائلة :
ـــ الدواء الغير اصلي ، يكون مفعوله بسيط ولا يؤدي الغرض ، فرددت عليهن وصرخت :
ـــ معنى كلامكن اننا لا نريد مساعدة الحكومة ، وهذه انانية ، هل نسيتم افضال الحكومة عليكن ؟ كل السنين التي مضت ونحن نعيش في بحبوحة ورغد ونعمة كما يقول الشيخ الجليل " همام حمودي " ، اذا ما تعجبكم قراراتي الباب توسع جمل ، عندها لملمن اغراضهن وغادرن البيت وقذفن بوجهي الاحزمة وصفقن الباب .
ادعو الشيخ الجليل " همام حمودي " للتدخل و اقناع عائلتي بانهم يعيشون في نعمة حقا ، عسى ولعل يقتنعون بالعودة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أقرب أصدقاء صلاح السعدني.. شجرة خوخ تطرح على قبر الفنان أبو


.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب




.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث