الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حماس والمشروع الوطني

صالح الشقباوي

2018 / 3 / 20
القضية الفلسطينية


حماس والمشروع الوطني
د.صالح الشفباوي - جامعة الجزائر
قسم الفلسفة .
لايمكن للشعب الفلسطيني ان يمتلك حريته ويحقق ذاته , و يمارس حياته الطبيعية , دون ان يكون له وطن يطور فيه هويته وبجذر انتماءه فلا وطن بدون فكر ولا وطن بدون ثوابت ، ولا وطن بدون مشروع وطني , ولا وطن بدون آليات تحقيق هذا المشروع ؟فالمشروع فكرة تسبق ألتحقق وعندما يتحقق المشروع وينجز بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف يتم التعبير عن الثوابت والأفكار من خلال مكبوتات فائض الهوية الثقافية ورموز الهوية ومكوناتها وأخير من خلال الدستور الذي تجسدت فيه الافكار وتمخضت عنه الثوابت .
وعلينا اذا ان نميز بين ما هو وطني وبين ما هو سياسي , فالوطني اكثر قوة وعملقة وحضورا أبديا من السياسي , خاصة ادا علمنا ان السياسي ملتزم ومرتبط بمعطيات اللحظة الراهنة والإمكانيات المتاحة والمناورات السياسية المباحة وهنا أؤكد ان مشروعنا الوطني الفلسطيني يرتكز على ثلاث اسس هي : -الانتماء – وحدة الشعب - ابراز الهوية الوطنية الفلسطينية في ابعادها السياسية والتاريخية والثقافية كنقيض وجودي مركزي للمشروع الصهيوني .
هذه المرتكزات " الوطن , الشعب , الهوية"تمثل مجموع الكل الوطني الجمعي بغض النظر عن السياقات التاريخية التي ولدت فيها كل مجموعة وتشكل فيها مجموع مصالحها " غزة , الضفة , الثماني والأربعون , القدس, المنافي والشتات " فهي موجودة ويحكمها قانون التكامل ولكن يبدو ان حماس تريد ان تحول طبيعة هذه العلاقة الى التناقض وضمن هذا التصور الحمساوي يتم التعامل مع التصورات السياسية المختلفة كتصورات ديناميكية متناقضة .
فوفق الوثيقة الفلسطينية للاستقلال وما نصت عليه فان المشروع الوطني يتلخص في حق تقرير المصير, والحرية والتحرر من الاحتلال, وتحقيق الاستقلال الوطني الناجز وإقامة الدولة وعاصمتها القدس الشريف..هذا المشروع الوطني الفلسطيني والمستند الى الثوابت الوطنية والذي نال اجماع وطني وعلى اساس وحدانية التمثيل ل.م.ت.ف. لكل ابناء الشعب الفلسطيني بغض النظر عن اماكن تواجده , نجد انه عطل العمل به بل اوقف في منطقة القطاع الذي تحتلها حماس .
صحيح ان هناك مناطق تباين ومساحات اختلاف في اوجه عدة عن مشروع "حماس " والذي اهم ما يميزه اعترافه العلني بالتقسيمات الآثنية للشعب الفلسطيني , ويقوم بتقسيم المجتمع الفلسطيني الواحد الى دائرتين كافر ومؤمن , ويعتبر الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ديني لاوطني, ويطالب بإقامة دولة اسلامية شوربة تقدم البعد الايديولوجي – الديني على البعد الوطني , علما اننا نمر بمرحلة تحرر وطني لا تحرر ديني فالوطن الفلسطيني هو المحتل وليس الدين الاسلامي هو الاسير في سجون الصهيونية ...
من كل ما تقدم يمكننا ان نقول ان حركة حماس ليس لها علاقة بالمشروع الوطني الفلسطيني
ولا تدرك بالتالي محددات الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ع المكان , وركائزه الحضارية لدا ارتأت ان يكون الحل لاوطني ..عكس حركة فتح التي رأـ ان الصراع وطني بامتياز لدا كانت ومازالت فتح حركة تحرر وطني بمحتوى واسلوب وعمق واداة ووظيفة وطنية لتحقيق التحرير والعودة لذا لا يجوز ان يكون اكثر من مشروع وطني لشعب واحد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تعلن طرح وحدات سكنية في -رفح الجديدة-| #مراسلو_سكاي


.. طلاب جامعة نورث إيسترن الأمريكية يبدأون اعتصاما مفتوحا تضامن




.. وقفة لتأبين الصحفيين الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل


.. رجل في إسبانيا تنمو رموشه بطريقة غريبة




.. البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمقا