الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإقتصادي و الإجتماعي

محمد هالي

2018 / 3 / 23
مواضيع وابحاث سياسية



إن علاقة الاقتصادي بالاجتماعي هي علاقة معقدة ، و شائكة ، و بعيدا عن التفصيل في هذا المجال سأطرح إشكالات تحتاج إلى تأمل ، و إجابات معمقة: هل من الممكن أن نفهم الاقتصادي في علاقته بالاجتماعي بعيدا عن فهم طبيعة البلد و الطبقات المسيطرة فيه و التمييز من داخلها بين البورجوازيات الوطنية، و البورجوازيات الكولونيالية، و البورجوازيات المهيمنة و المسيطرة عالميا؟
إن فهم طبيعة التشكيلات الإجتماعية المتضمنة في المجتمعات ، هي الكفيلة بالحكم على طبيعة الإقتصاد المنفذ، و المخطط له في أي بلد؟ ففي المجتمعات التبعية نجد بورجوازياتها في الغالب لا يهمها الاجتماعي أكثر مما يهمها هو الربح ، و البذخ ، و تهريب الأموال ... رغم قساوة الإجتماعي، و تفقيره، و محاولة السطو على كل ما هو مضر بمصالحها ، و التوجه الى القطاعات المربحة، و الإستثمار فيها بغض النظر عن المشاكل الاجتماعية المترتبة عن مثل هذه الاختيارات، بالاضافة فهي لا تستمع الى نبض الشارع ، أكثر مما تستمع الى نبض الربح، و نصائح صندوق النقد الدولي ، و البنك العالمي ، و في هذه الحالات يكون مصالح الأقوى (الامبريالية) هي المطبقة اقتصاديا، و مصالح الأضعف هي المنفذة واقعيا، ومادام أن الكل منتفع من الربح في الاستثمارات المربحة سريعا ، فإن حل المشاكل الاجتماعية المتضررة يتمثل في القمع ، و الاعتقالات... لكي يتقبل الاجتماعي المصالح الاقتصادية المفبركة من كلا البورجوازيتين ، من هنا فالضرر الاقتصادي يتحمله الاجتماعي، و يستثمره الموجود في السلم الاجتماعي المتعالي.
فالأزمات الاقتصادية المؤثرة فيما هو اجتماعي ناتجة عن التحولات التي عرفتها المجتمعات الرأسمالية المعاصرة ، فبعدما كانت تعتمد على اليد العاملة ، انتقلت الى المكننة الصناعية التي اصبحت تستخدم في كافة آليات الانتاج الصناعي في تلك البلدان، بمعنى أن ما هو اجتماعي لم يعد مرغوب فيه ، لهذا أصبح عبئا عليها ، معيقا لتطورها ، أو لنهبها ، و سيطرتها على كافة الموارد الاقتصادية، و هذا بالطبع سيعمق التفاوت الطبقي، و ما خلق الحروب ، و الصراعات سوى لينتعش من خلالها تجار الأسلحة، و التخلص من قسط من هذه الطبقة المهمشة اجتماعيا ،عبر تصفيتها في الحروب ، و تصدير قسط من المعطلين من هذه البلدان المتقدمة صناعيا الى خارج حدودها الجغرافية في المستعمرات الحديدة.
لهذا يجب انتظار الكثير من الحروب ، و ربما سنرجع الى المرحلة الكولونيالية المباشرة ، و اعادة تقسيم مناطق النفوذ بين الدول الكبرى، عن طريق تثبيت المصالح ، و الحفاظ على الموارد الاقتصادية الأولية و استغلالها بشكل مباشر عبر تلك الحفنة القليلة من البورجوازيين عبر شركاتها الضخمة الجارفة لكل شيء، لهذا فالأسوأ هو المنتظر، أمام صعود اليمين المتطرف بكافة أشكاله في البلدان المتقدمة ، أو الرجعي في البلدان التابعة لها ، و كلاهما يصبان في نفس الاتجاه ، و هو التخلص من الفئات المهمشة اجتماعيا، و الاستمرار في تركيز الثروات في يد تلك الحفنة من الرأسماليين الجدد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات الطلبة في فرنسا ضد حرب غزة: هل تتسع رقعتها؟| المسائ


.. الرصيف البحري الأميركي المؤقت في غزة.. هل يغير من الواقع الإ




.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحكم في مستقبل الفورمولا؟ | #سك


.. خلافات صينية أميركية في ملفات عديدة وشائكة.. واتفاق على استم




.. جهود مكثفة لتجنب معركة رفح والتوصل لاتفاق هدنة وتبادل.. فهل