الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ببياض الوجوه و الايدي ...يحتفل الشيوعون العراقيين بعيدهم الرابع و الثمانين

علي المسعود
(Ali Al- Masoud)

2018 / 3 / 30
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


يحتفل يوم غد الشيوعيون العراقيون واصدقاؤهم من مختلف الأجيال، شيبا وشبابا، بالعيد الرابع و الثمانين لانطلاقة الحزب الشيوعي العراقي ، ليوقدوا شموع الفرح والاستذكار للرفاق الخالدين،
لم يعد الحزب الشيوعي حزبا خاصا يقتصر حضوره على المنتمين اليه ،بل هو حركة جماهيرية وتيار نوعي في ثقافة العراق وهو سجل دامغ لكل حركة سياسية و هو حزب للناس جميعا ،تضحياته وافكاره واحدة، لم يلطخ يديه بسلطة سياسية ولامكاسب نفعية برئ بقدر ماكان متهم ، حريص على مصير العراق ككل وليس على خطواته الذاتية، بالتالي فهو غني ومثقف في افكاره التنويرية التي اثبت الواقع العراقي بان لابديل لها،وبالتالي فان الشيوعي اليوم هو ارث وطني مشترك وقافلة تضمنا جميعا ،
وكان تأسيس الحزب قد تحقق بمبادرة كوكبة من الثوريين الرواد، يتصدرهم مؤسس الحزب وبانيه يوسف سلمان يوسف - فهد عبر توحيد الخلايا والحلقات الماركسية المتناثرة في الناصرية والبصرة وبغداد. فكان ظهوره الأول في 31 آذار 1934 باسم "لجنة مكافحة الاستعمار والاستثمار"، ليتحول بعد سنة واحدة إلى "الحزب الشيوعي العراقي"
ومنذ الخطوات الأولى كان هاجس الحزب الرئيس هو تحقيق الاستقلال والسيادة الوطنية الكاملة، وتوزيع الأراضي على الفلاحين، وضمان حقوق العمال وحرياتهم النقابية، وتأمين الحريات الديمقراطية لجماهير الشعب وأحزابها الوطنية، ونصرة الشعوب العربية المكافحة وخاصة الشعب الفلسطيني، وكل شعوب الأرض في نضالها من اجل التحرر والديمقراطية، والخلاص من الهيمنة الامبريالية. وفي الوقت ذاته ناضل الحزب بثبات، ضد السياسات الشوفينية والتمييزية للحكومات الديكتاتورية المتعاقبة، ومن اجل تمتع الشعب الكردي وسائر القوميات الأخرى، بحقوقهم المشروعة في إطار عراق ديمقراطي اتحادي موحد. واتخذ الحزب موقفاً متميزاً من المرأة وحقوقها، وشدد على ضرورة مساواتها بأخيها الرجل. كما أولى اهتماماً كبيراً للثقافة والمثقفين، وعمل الى تهيئة الأجواء المواتية لإظهار طاقاتهم ورعاية إبداعاتهم .
تمر ذكرى ميلاد الحزب الشيوعي العراقي هذه العام وعراقنا الغالي يمرّ بأزمة عامة شاملة، ازدادت تعقيداً في الفترة الأخيرة، ارتباطاً بالإصرار الغريب على اعتماد المحاصصة الطائفية والاثنية في كل مفاصل العملية السياسية وفي زوايا المجتمع قاطبة. واقترن ذلك باقتراب موعد الانتخابات البرلمانية، وشعور البعض بان فرص البقاء على الكراسي الوثيرة نفسها والتي اصبحت محدودة بفعل سياساته ونهجه وادائه . أن تغليب المصالح الأنانية الضيقة، سواء كانت شخصية، أو طائفية، أو جهوية، وعدم الالتفات إلى مصالح الشعب والوطن، وما رافق ذلك ويرافقه من صراعات وتسقيط سياسي متبادل، ومن إعلاء لراية الإقصاء والتهميش، والعمل على تركيز السلطات بيد جهة واحدة، والقضم المتواصل للحريات الديمقراطية وما يصاحب ذلك من تكميم للأفواه وتجاوز على الدستور.
الاحتفال بميلاد الحزب الشيوعي العراقي يشكل احتفالا بالموروث الوطني العراقي لان الحزب كان وما زال الاساس التاريخي والعمود الفقري للحركة الوطنية العراقية برمتها .. و كلنا يتذكر حين ازيح بالبطش والارهاب في عهد صدام المقبور تلاشت ملامح الحركة الوطنية .. واليوم ورغم الجهل وقوى الظلام المختلفة الا انه ما زال يشكل بصيص ضوء في عتمة ليل العراق الطويل باعتراف اصدقائه وحتى اعدائه.
لتظل ذكرى الميلاد تحمل ألق الحضور في مدونات سفر النضال للحزب الشيوعي العراقي، وهو يشرق بنجومه الاربع بعد الثمانين، متوجا بالحب والبهجة، محتويا وجع الكادحين والعمال والطلبة، وكل حملة الفكر التقدمي والثوري .
فتحية الى شهداء الحزب ولكل مناضليه الذين ضحوا بدمائهم من اجل ان يبقى نبراساً للاجيال وللشعب العراقي. الف تحية وسلام لارواح المناضلين،

علي المسعود
المملكة المتحدة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس


.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب




.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا


.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في




.. الشرطة تمنع متظاهرين من الوصول إلى تقسيم في تركيا.. ما القصة