الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لتحرير فلسطين لا بديل عن الحرب الشعبية.

حزب الكادحين

2018 / 4 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


في ذكرى يوم الأرض : لا بديل عن الحرب الشعبية لتحرير فلسطين

تحل بيننا هذه الايام الذكرى الثانية والأربعين ليوم الاأرض و بهذه المناسبة المجيدة نعيد نشر نص صدر في جريدة طريق الثورة لسان حال حزب الكادحين سنة 2013 :

تواص الجماهير العربيّة المناضلة في فلسطين المحتلّة كفاحها محققة بعض الانتصارات في مقاومتها للعدوّ الصهيوني إذ مثّلت بعض المحطّات الهامّة من هذا الصّراع منارات مضيئة في التاريخ النضالي للأمة العربية كلها. فكانت انتفاضة يوم الأرض المجيدة في 30 مارس/آذار 1976 محطّة هامّة من محطّات هذا النضال الوطني الديمقراطي للجماهير داخل المناطق العربية المحتلّة سنة 1948، فما هيّ الظّروف الذّاتيّة والموضوعيّة التي حفّت بهذه الانتفاضة وفيما تتمثل دروسها ؟

عمل الكيان الصهيوني منذ وقت طويل تحت رعاية الإمبرياليّة العالميّة على تنفيذ مخطّطه الرّامي لاحتلال المزيد من الأرض العربيّة، ومثله مثل بقيّة القوى الاستعمارية انتهج سياسة الحديد والنّار لفرض سيطرته. وكانت الأرض هي السبب الرئيسي لاندلاع الصّراع بين الكيان الصهيوني والجماهير العربية لمناطق 1948 أي أصحاب الأرض، فهذه الجماهير تسعى من خلال مقاومتها إلى الحفاظ على أرضها والتّشبّث بها والمكوث فيها مهما كلفها ذلك من ثمن بينما يسعى الكيان الصهيوني لافتكاكها ومصادرتها بعد طردها منها وتسليمها للمستوطنين سعيا منه لقلب المعادلة وهي التقليل ما أمكن من عدد السكان الفلسطينيين مقابل الترفيع في عدد المستوطنين حتى يمثّلوا الأغلبية بينما يصبح أصحاب الأرض الحقيقيين أقليّة .
لقد حاول الكيان الصهيوني تذويب الهويّة العربية للفلسطينيين القاطنين في المناطق التي استولى عليها سنة 1948، فعمل في البداية على استقطابهم وإدماجهـم في مؤسّساتـه لكي يفقدوا صلتم بقضيّتهم وأصبح يعبّر عنهم "بعرب إسرائيل". ولكي يؤمّن جبهته الداخليّة في المستقبل حتّى لا ينخرطوا في النّضال ضدّه، وسعى إلى استيعابهم داخل مؤسّساته معتبرا ان النجاح في ذلك يمثّل كسبا كبيرا، غير أنّه لم يحصد إلا الفشل منذ البداية فالأرض كانت تمثّل للجماهير الفلسطينيّة رمزا للصّمود وشكلا من أشكال التمسّك بالهويّة الوطنيّة .
وبادر الكيان الصهيوني نتيجة لتمسك الفلسطينيين بأرضهم باعتماد سياسة القمع وشرع في التقتيل والتشريد لترهيب الفلاّحين الفقراء وإجبارهم على الهروب ومغادرة أراضيهم قسرا لكي يتمكن من إقامة المستوطنات والمعسكرات فوقها. وبارتباط بدرجة الوعي الحاصل لديها، حاولت الجماهير الفلسطينيّة ضمن هذه الظروف التصدّي لمصادرة أرضها وحملات الطرد وأنظمة الطوارئ التي كانت تمنعها من التنقّل للوصول إلى الحقول وخدمتها فكانت انتفاضاتها المتعاقبة.
وتمثّلت أشكال الاحتجاج الأولى في رفض تنفيذ قرارات المصادرة والإبعاد والطّعن في هذه القرارات لدى المحاكم الصهيونيّة وفي جمع التّواقيع على العرائض وعقد المؤتمرات الجماهيريّة الثقافية التي تمحورت حول حبّ الوطن وحبّ الأرض ثمّ تطوّرت إلى حدّ معاقبة المتعاونين مع الصّهاينة، غير أنّ هذه الأشكال السلميّة لم تحدّ من صلف الكيان الصهيوني بل بالعكس ازدادت وتيرة ظلمه واضطهاده، فكانت الجماهير الفلسطينيّة تتعرض للتمييز العنصري وتمنع من تحسين أو ترميم مساكنها، كما تحرم من الخدمات الصحيّة وغيرها... وفي خضمّ هذه المعاناة اليوميّة، تحرّكت بالتجاه رصّ صفوفها والاستعداد للمقاومة خاصّة بعد حرب 1973، كما أنّ الاتصال بين مناطق 1948 و1967 المحتلّة فكّ عزلتها ووفّر لها إمكانيّات إضافيّة لتبادل الدعم النضالي والخبرة الكفاحيّة، خاصّة مع بداية ممارسة الكفاح المسلحّ داخل المناطق المحتلّة وخارجها وبذلك بدأت أشكال النضال الشعبي في الأرض المحتلّة سنة 1948 تتطوّر وتكتسي طابعا سياسيّا بعد أن تقوقعت في المطلبيّة فتشكّلت في خريف 1975 "اللجنة الوطنيّة للدّفاع عن الأراضي" وقاومت مصادرة الأراضي وهدم المنازل والتّضييق على المدن وهي اللجنة التي أعلنت الإضراب الجماهيري في يوم الأرض 30/03/1976 وقادت انتفاضة الأرض غداة مصادرة آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية في منطقة الجليل، كما تشكّلت في نفس الوقت العديد من اللّجان والجمعيّات الخاصّة بإحياء التّراث الفلسطيني والاحتفال بالمناسبات التاريخيّة والمحطّات النضاليّة وإحياء ذكرى شهدائها، كما أسّست الخلايا العسكريّة للمساهمة في الكفاح المسلّح.
لقد كانت انتفاضة الأرض نتيجة طبيعيّة لسلسلة من التراكمات الكميّة، كما مثّلت استقلالا تنظيميّا لجماهير 1948 عن المؤسّسات والأحزاب الصهيونيّة وتحوّلا نوعيّا في أشكال وأساليب مواجهة العدوّ والنضال ضدّه بعد أن تبيّنت الجماهير أنّ النّضالات المطلبيّة وأشكالها السلميّة غير مجدية وغير قادرة على تحقيق الأهداف المرسومة وحماية الأرض من خطر المصادرة التي شملت 92 بالمائة وكان لزاما عليها في مثل هذه الظروف وفي ظلّ اشتداد القمع والإرهاب المسلّط عليها وخوفا من انقراضها -خاصّة وقد أصبحت تمثّل أقليّة ( 38 بالمائة ) في تلك الفترة مقارنة مع المستوطنين الصهاينة – أن تطوّر وتغيّر أشكال وأساليب نضالها.
لقد مثّلت انتفاضة الأرض في الثلاثين من مارس /أيّار 1976 إعلانا حقيقيّا عن انضمام الجماهير الفلسطينيّة داخل المناطق المحتلّة سنة 1948 و1967 للمقاومة ضدّ المحتلّ الصهيوني وحلفائه، كما اعتبرت إعلانا عن القطيعة النهائيّة مع الأشكال السلميّة في الدّفاع عن حقوقها المشروعة، فانتفاضة الأرض جسّدت في مضمونها الشّرارة التي ألهبت حماس الجماهير وأشعلت لهيب الثّورة داخل مناطق 1948 والتي عمّت فيما بعد كلّ أنحاء الأرض العربيّة المحتلّة و كان لها صداها في الوطن العربي و العالم
لقد مكّنت انتفاضة الأرض من رصّ صفوف هذه الجماهير ودفعتها إلى التّلاحم يقودها في ذلك وحدة الهدف والمصير، وكان عليها في ظلّ تغيّر أساليب وأشكال مقاومتها دفع ضريبة الدّم، فسقط الشّهداء في العديد من المدن والقرى. غير أنّ حسن استعداد الجماهير للنضال والتضحية من أجل أرضها لم يتمّ تأطيره من طرف قيادات ثوريّة جذرية، بل استغلّته القيادات الفلسطينيّة الرجعيّة والانتهازية كورقة ضغط فقط، فلم تتطور الانتفاضة إلى حرب شعبية طويلة الأمد وتم تكبيلها بالقيود وعمدت منظمة التحرير إلى إشعال فتيل الانتفاضة تارة وإطفائه تارة أخرى لتسريع المفاوضات ونسج المؤامرات خاصّة وقد تخلّت عن خيار الكفاح المسلّح الذي طرح منذ انطلاق الثورة الفلسطينيّة كحلّ لتحرير الأرض العربيّة واستبدل بمؤامرة قديمة جديدة أسموها حتى وصلت إلى التوقيع على اتفاقيات أوسلو التي تعترف بالكيان الصهيوني و تتنكر للكفاح المسلح .
إنّ الجماهير الفلسطينيّة التي هبّت للنّضال وانخرطت في الكفاح المسلّح وجدت نفسها محاصرة بقيادات رجعية وظلاميّة وانتهازية طمست هدفها الإستراتيجي المتمثّل في التحرّر الوطني الديمقراطي وحصرت نضالها في المطالبة "بالحكم الذّاتي" أو حلّ "الدولتين" بما يعني التخلّي نهائيّا على جزء هامّ من الأرض لصالح الصهاينة غير أنّ الجماهير الشعبية التي بدأت تتحسّس طريق الحسم مع أعدائها الرجعيين من قادة منظمة التحرير أو الفرق الظلاميّة والأنظمة العربيّة المتآمرة، حاولت تجاوز هذه القيادات وتنظيم صفوفها والقيام ببعض العمليّات المسلّحة إيمانا منها بأهمّية المقاومة المسلّحة. هذه الجماهير التي ستظل في حاجة ماسّة إلى قيادة ثوريّة تؤطّر نضالاتها اليوميّة وتدفعها لممارسة حرب الشّعب طويلة الأمد لإنجاز مهامّ ثورتها الوطنيّة الديمقراطيّة المتحوّلة إلى الاشتراكية.
ولتحقيق هذا الهدف، على الجماهير الشعبيّة في فلسطين المحتلّة النضال دون هوادة ضدّ القوى والأحزاب الانتهازية والرجعيّة ورفض كلّ المؤامرات والمناورات التي تحاك ضدّها من طرف الإمبرياليّة والصهيونيّة والرجعيّة العربيّة التي تسعى لتمرير خطّة للاستسلام تحت مسمّى "حلّ الدولتين" إذ لا بديل عن تحرير فلسطين كل فلسطين، كما ينبغي عليها أيضا النضال ضدّ خطر الظلاميّة المتاجرة بالقضيّة والتي تقدّم نفسها على أنّها وفية للمقدسات والقادرة على قيادة "مفاوضات" ناجحة مع الصهاينة خاصّة بعد أن تمكّنت من السيطرة على غزّة وإقامة "إمارة" إسلاميّة فيها برعاية قطر والسعودية والتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، بينما تحولت إلى "حارس حدود" يتصدّى لكل من تحدثه نفسه بمهاجمة المحتلين الصهاينة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلة الجزيرة ترصد مخرجات اجتماع مجلس الحرب الإسرائيلي


.. غالانت: إسرائيل تتعامل مع عدد من البدائل كي يتمكن سكان الشما




.. صوتوا ضده واتهموه بالتجسس.. مشرعون أميركيون يحتفظون بحسابات


.. حصانة الرؤساء السابقين أمام المحكمة العليا الأميركية وترقب ك




.. انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض