الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى إيران : حصونكم مهددة من الداخل !

نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)

2018 / 4 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


نجاح محمد علي
يدرك الايرانيون جميعاً عدا البعض من المعارضين الذين يؤمنون بتغيير نظام الجمهورية الاسلامية عن طريق الاستعانة بقوات أجنبية من الخارج، أن إسقاط النظام على شاكلة ماحصل في العراق وليبيا، أمر مستحيل،وقد تكون نتائجه عكسية تماماً توحدهم ضد "الغزو الأجنبي"، أو على الأقل تحول بلادهم الى "سوريا ثانية" !
وحتى قبل أن يتسلم دونالد ترامب مقاليد الرئاسة في الولايات المتحدة في 20 كانون الثاني يناير 2017، وطوال السنوات الماضية منذ سقوط نظام الشاه الراحل في شباط فبراير 1979، بل وفِي كل حقب التأريخ الايراني المعاصر منه والقديم، فإن ماكان يوحد الايرانيين دائماً رغم كل نزاعاتهم الداخلية، هو الحروب مع الخارج ولعل الحرب الايرانية الروسية (وهما حربان كبيرتان في زمن الملك القاجاري فتح علي شاه ) خير شاهد على تنامي النزعة"الايرانية" حتى بعد أن أنتهت بهزيمة إيران من قبل روسيا و انضمام جزء كبير من القوقاز وتركمانستان إلى الإمبراطورية الروسية.
ومع أن طهران تقلل على الدوام من خطر تهديدات "الصقور" في الولايات المتحدة بشن حرب مباشرة على نظام "الجمهورية الاسلامية"، وتعايشت طوال السنوات الماضية من عمرها معها ومع تهديدات مماثلة انطلقت من إسرائيل خصوصاً مايتعلق بتوجيه ضربة لبرنامجها النووي، إلا أن التغييرات الأخيرة في إدارة ترامب بعد تعيين "جون بولتون" مستشاراً للأمن القومي، وهو من دعاة توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية للبرنامج النووي الايراني لإعادته الى الوراء سنوات، جعلتها لاتتفق على رأي واحد في كيفية مواجهة هذه التحديات وجاءت هذه المرة مشفوعة بانقسام داخلي حاد بين المحافظين والإصلاحيين وصل حد التخوين، واندلاع اضطرابات شعبية يمكنها أن تتجدد في أي لحظة لتهدد بجدية بقاء النظام.
تنحية روحاني
فمابين الدعوة لإظهار "العين الحمراء" والاستمرار في لغة "التهديد مقابل التهديد"، و إظهار المزيد من المرونة، أو حتى "الانحناء" أمام العاصفة، تباينت ردود الأفعال عند أصحاب القرار الايراني وعند من يدعمهم من كبار السياسيين وصانعي الرأي العام في إيران.
أصحاب نظرية المواجهة، ليسوا وحدهم من الحرس الثوري المتهم بأن تدخله في سوريا هو واحد من أسباب تصعيد المواجهة الأمريكية المدعومة من دول غربية كفرنسا وبريطانيا وحتى ألمانيا مع ايران،لأن هناك أصواتاً ارتفعت من بعض الأمريكيين من أصول إيرانية لديهم صلات وثيقة بأطراف نافذة داخل النظام، دعت الى تشكيل حكومة "شبه عسكرية " إيرانية في مقابل الادارة الأمريكية الجديدة التي باتت تضم تقريباً جميع المنادين بالحرب مع ايران عدا وزير الدفاع الحالي جيمس ماتيس يؤمن بضرورة المحافظة على الاتفاق النووي مع إيران، وذلك بالرغم من عدم تأييد الرئيس ترامب للصفقة وإشاراته المتكررة لإمكانيه إلغائها في أيار مايو المقبل.
وفي حين دعا هوشنك أمير أحمدي، وهو بروفيسور يقيم في ولاية نيو جرسي وأحد المتقدمين الذين رفض مجلس صيانة الدستور ترشيحهم لانتخابات الرئاسة الايرانية الى تنحية روحاني جانباً، وأن يجري تطعيم الحكومة بوزراء عسكريين وتشكيل "حكومة عسكرية مصغرة"، اعتبرت الأوساط الاصولية هذه الدعوة بمثابة "فخ" لجر ايران الى مواجهة عسكرية مباشرة مع الولايات المتحدة, متهمة أحمدي بالعمل لصالح وكالة المخابرات الامريكية، وبأن له صلات مع الجهات التي ماتزال تدعم الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، وتحديداً صهره اسفنديار رحيم مشائي المودع حالياً في السجن.
فهذا الرجل هو من تلقى دعوة مثيرة للجدل من اسفنديار رحيم مشائي صهر الرئيس الإيراني السابق " محمود أحمدي نجاد" لحضور مؤتمر اقيم في في طهران لإيرانيي المهجر. وهو شارك أيضا في مشاريع من بينها مشروع مقاولات ضخمة في المنطقة الحرة في جزيرة كيش جنوب إيران مع من يوصفون بالحلقة الثالثة المحيطين بأحمدي نجاد آنذك. و يوصف أمير أحمدي بأنه أحد أعضاء اللوبيات الإيرانية والذي كان له دور بارز في نقل الرسائل بين الحكومتين الإيرانية والأميريكية وسافر خلال السنوات الأخيرة عدة مرات الى إيران وإلتقى بعدد من المسؤولين الإيرانيين.كما أنه رشح نفسه للإنتخابات الرئاسية مرات عدة، ونشرت له مؤخراً مقالة حول تنصيب جون بولتن في منصب مستشار الأمن القومي الأمريكي حيث جاء فيها: في ظل هذه الظروف بدأنا نشعر بإحتمال لجوء الولايات المتحدة للحل العسكري. ويضيف أيضا: أكتب "من المحتمل" لأنني أرى بأن الأجواء تحتمل الخيارين. فخلال العام والنصف الماضية من كتاباتي ولقاءاتي الصحفية المتعددة، حذرت من من أن الرئيس الإيراني "روحاني" لا يقوى على المواجهة المباشرة مع نظيره الأميركي "ترامب"، والتجارب أثبتت هذا. ولابد من يوضع روحاني جانباً.
وكتب أمير أحمدي أيضا، أن بولتن سيتولى أيضا إدارة لجنة الأمن القومي الأمريكي. فهذا المنصب مهم للغاية، كونه المنصب الأقرب للرئيس الأمريكي مقارنة بأي منصب آخر، وسؤثر هذا بالتأكيد على قرارات الرئيس الأمريكي مستقبلاً.
ويضيف أيضا: إن السيد بولتن قد تولى في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق "جورج بوش الإبن" منصب السفير الدائم للولايات المتحدة في الأمم المتحدة ولعب دورا بارزا في الحرب ضد العراق ( عام 2003 ). فهذا الرجل يؤمن بالحل العسكري وفرض العقوبات في سياسة واشنطن الخارجية. ولا يمكن أن نتجاهل الدور الذي لعبه كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" وولي العهد السعودي الأمير " محمد بن سلمان" في تعيين "جون بولتن". فهذان الشخصان يسعيان في إقناع إدارة ترامب بضرورة اللجوء للحل العسكري ضد إيران.
وأبدى أمير أحمدي قلقه من إمكانية انسحاب واشنطن من الإتفاق النووي من جانب واحد ويضيف: بولتون يسعى لدفع ترامب للإنسحاب من الإتفاق النووي. وبعد ذلك أن تفرض المزيد من العقوبات المشددة ثم فرض الحصار البحري، ثم لاحقاً الجوي على نظام الجمهورية الإسلامية، وإجبار طهران على الإستسلام من دون قيد أو شرط مشيراً الى أن الهدف المبدئي، هو تعطيل القدرات الصاروخية لإيران ووقف تدخلات الحرس الثوري في المنطقة (لبنان، سوريا، العراق واليمن). فهذه هي إستراتيجية ما بعد الخروج من الإتفاق النووي، ثم تأتي المرحلة الثانية وهي نزع السلاح الإيراني.
ويتطرق أمير أحمدي للبّ الكلام ويكتب: في نهاية الأمر فإن بولتن برفقة "بمبيو" وزير الخارجية يسعيان لتدمير الجمهورية الإسلامية. ومن اجل هذا الهدف سيلجآن لكل الفرص المتاحة من بينها الدعم المالي والعسكري للمعارضة في الخارج، بالأخص منظمة مجاهدي خلق المقربة جدا من بولتن. والجدير بالذكر كما يقول بأن الدعم المالي والعسكري الذي نتحدث عنه سيأتي بالطبع من الدول العربية التي ستسعى أيضا لتزويد المعارضة بالداخل بالدعم الممكن وهذا ما يفصح عنه معارضون أن تغيير النظام سيكون من الداخل.
ويضيف: إن فريق تيلرسون و ماك ماستر كان اكثر عقلانية. ولم يبق من فريق العقلاء سوى وزير الدفاع الجنرال "ماتيس" الذي سيكون في خانة الأقلية. ومن المحتمل أن يعزله ترامب من منصبه في وقت قريب، أو قد يتم دفعه لإتخاذ مواقف أكثر عدائية ضد طهران. في كل الأحوال فتلك ليست بالأخبار الجيدة للجمهورية الإسلامية. وكما يبدو أن على طهران أن تضع في حسبانها أسوأ السيناروهات المحتملة ( كإثارة الاضطرابات الداخلية) أو أن عليها أن تشهد تغييرا فكريا والبنويا في أيدلوجية السلطة الحاكمة.ويبرر أمير أحمدي بأن إيران لن تقوى على مجابهة السياسات الأمريكية الساعية لإسقاط النظام الحاكم في إيران. ويرى أن حكومة روحاني أضعف من أن تدخل في مواجهة جدية ويضيف: منذ التوقيع على الإتفاق النووي قد وصل الأمريكيون لقناعة بأنه لا حل لمشكلتهم مع إيران سوى باللجوء للقوة، والسبب أن الحكومة في إيران لا تتراجع عن مواقفها إلا إذا تم اللجوء إلى القوة معها مثل ما إستسلمت في الإتفاق النووي، ولهذا يقترح على طهران تشكيل حكومة يلعب فيها العسكريون دوراً كبيراً، وأن تختار المواجهة علهى تقديم تنازلات مع العام إنه كان يدعو الى عكس ذلك حين تقدم العام الماضي للترشيح للانتخابات الرئاسية الاخيرة قائلاً : لو كنت رئيساً لايران، لكنت توجهت الى البيت الابيض في أقل من مئة يوم، هكذا يجب التصرف’.
الانحناء أمام العاصفة
في المقابل وجه إصلاحيون متحالفون مع الرئيس حسن روحاني رسالة واضحة عن موقفهم بالدعوة الى أن تتحرك الحكومة "المعتدلة" على المعتدلين في الولايات المتحدة، وإيجاد اتصالات مباشرة مع "الحمائم"في الكونغرس وحتى في الادارة الامريكية لتكوين رأي عام أمريكي يعزز من فكرة الحوار المباشر لحل الملفات العالقة وأهمها موضوع الصورايخ الباليستية ودور إيران في المنطقة.
ومثّل هؤلاء الإصلاحيين مصطفى تاج زادة الذي سجن سبع سنوات بسبب الاحتجاج على الانتخابات الرئاسية عام 2009، محذراً مع قطاع عريض من الايرانيين من استمرار الانخراط في أزمات المنطقة وقضاياها دون الحوار مع الولايات المتحدة لأن إتساع الفجوة بين طبقات المجتمع الإيراني إجتماعيا وسياسيا واقتصاديا، قد أفقد الكثير من تلك القضايا أهميتها سواء بين الاوساط السياسية أو داخل المجتمع الإيراني، وفي ظل ظروف كهذه، مشيرين الى الاحتجاجات الاخيرة في إيران ويقولون إنه لم يتوقع أحد بأنها ستنتشر بهذه السرعة وفي وقت قصير للغاية.
ويربط دعاة استمرار الحوار مع واشنطن بين هذه الأزمات وتقرير حكومي يتحدث بصراحة أن الأوضاع الإقتصادية المتردية كانت من أبرز أسباب خروج المحتجين للشارع ، لنسبة البطالة العالية في أغلب المناطق التي إندلعت فيها الإحتجاجات
الى الشرق در
وفِي ضوء خطاب سابق للمرشد علي خامنئي نصح بترجيح التعاون مع دول الشرق على الغرب ، اعتبر فريق ثالث أن دول الاتحاد الاوروبي غير جديرة بالاعتماد عليها في خضم المواجهة الايرانية مع أمريكا حول الاتفاق النووي. وفِي هذا السياق أشار رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، علاء الدين بروجردي ، إلى أن طهران يجب أن تعزز علاقاتها مع روسيا و الصين أكثر من أي وقت مضى لمواجهة السياسة الأميركية بعد تعيين بولتون.وقال بروجردي في ضوء حديث عن احتمال فرض الاتحاد الاوروبي عقوبات جديدة على ايران لاقناع ترامب بعدم الانسحاب من الاتفاق النووي: "يصر الأميركان على تشديد سياستهم تجاه جمهورية إيران، ويجب علينا أن نوجه أنظارنا إلى الشرق، وخاصة إلى الصين وروسيا".
فهل ينفع ذلك في تخفيف الضغوط الخارجية أم أن استمرار الأزمات الداخلية دون حلول جدية هو الذي سيعصف بايران ويهددها أكثر من شن حملة عسكرية؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انت من كل عقلك؟
وسام يوسف ( 2018 / 4 / 4 - 14:16 )
طز في ايران و ملاليها
وعساها تحترق بقدر الدمار الذي سببته بمليشياتها و كلابها في العراق

اخر الافلام

.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا


.. تصاعد ملحوظ في وتيرة العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل




.. اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة الخليل لتأمين اقتحامات


.. مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في بيجين




.. -الجيش الروسي تبنى العملية-.. لحظة قصف قطار يحمل أسلحة غربية