الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العجوز الشمطاء والاطماع الجديده القديمه في اليمن (1-2 )

عدلي عبد القوي العبسي

2018 / 4 / 3
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


العجوز الشمطاء والاطماع الجديده القديمه في اليمن (1-2 )
عدلي عبد القوي العبسي

اوهام الانجلوفونرز

يبدوا المشهد في الجنوب اليمني وكأن العجوز الشمطاء قد عادت الى المنطقه او في طريقها الى العوده بذلك الشكل الكولونيالي العسكري السياسي الاقتصادي الاحتلالي المباشر !. ومن يظن هذا سوف يستند الى التحركات الاستعماريه لاحدى بناتها الفاعلات وهي دوله اتحاد الامارات السبع UAM وكذلك المملكه السعوديه التي اسهمت الدوله الاستعماريه الكبرى في تأسيسها ككيان وظيفي مهم في المنطقه يستمر من خلاله النفوذ الاستعماري ومصالحه في المنطقه وكمخلب متقدم للبطش بكل قوه وطنيه مناوئه للمشاريع الاستعماريه.
واغلب من لديه هذا التصور الواهم هم الانجلوفونرز محبو الثقافه البريطانيه الاستعماريه وقيمها وكل من تربى عليها او تأثر بها من ابناء الشعب من مختلف الانتماءات الطبقيه والمشارب الفكريه والسياسيه وهم كتله شعبيه متعلمه على حظوظ مختلفه في التعليم من الاساسي الى العالي ينحصر وجودها في الغالب في المناطق الجنوبيه والشرقيه وا لوسطى وهي مناطق التأثير الثقافي الاستعماري
ولو اخذنا بهذا التصور الشائع حاليا سنكون بهذا قد تهافتنا وقفزنا على واقع متغير وتجاهلنا تغيرات كثيره ووقعنا في اسر النظره القديمه والانبهار البدوي العربي بعظمه وصولجان العرش الفيكتوري وزمن مجد غابر قد ولى والاعجاب بذلك المظهر الحداثي السطحي او الافتتان بتلك القوة العسكريه الامبراطوريه وتلك السلطه النظاميه والاداره الصارمه التي شهدتها مدينه عدن طوال فتره العهد الاستعماري.
ولكن بريطانيا تلك القديمه التي تقود العالم ذات الكلمه المسموعه او تلك الدوله العظمى الاكثر تحضرا في سائر المجالات لم يعد لها وجود منذ زمن ستالين وهتلر وماو وترومان بل انها منذ ذلك الحين ليست سو ى
(عجوز شمطاء) عمرت طويلا وبلغت من العمر ارذله ! واتكلم انا عن بريطانيا الدوله الاستعماريه الامبراطوريه الكولونياليه ثم بريطانيا الامبرياليه التي كانت هي تقريبا تحتكر كل شئ حضاري يأتي الينا ولم يكن لها منازع في القوه العسكريه والاقتصاديه والقدره العلميه التكنولوجيه والتفوق الحضاري الشامل بل والثقافه الراقيه والنموذج المعيشي الافضل
ولا اتكلم عن بريطانيا اليوم التي هي مجرد دوله عظمى صناعيه متقدمه ولا تزال مركز حضاري من بين المراكز الحضاريه في عالم اليوم لكنها لم تعد افضل حالا حتى من دول اخرى كثيره كانت متأخره عنها حضاريا بالمعنى الشامل للكلمه واصبحت اليوم اكثر تفوقا تقريبا في معظم المجالات واصبحت هي ذات وزن ونفوذ دولي اوسع وتستطيع ان شاءت ان تمسح كل اثر تتركه السياسه البريطانيه في فتره وجيزه ان ارادت بل وان تمحو من الخارطه السياسيه كل نفوذ لها .
فلتتمهل ايها البدوي الاعرابي وانت ايها القبلي العربي قبل ان تتوهم قدره بريطانيا او تظن انها سيده العالم او حتى انها المثال الحضاري المحتذى فاسهامها اليوم في ميادين الانتاج الحضاري جد ضئيل اذا ما قارناه بغيرها
وايضا عليك ان تراجع طبعا تصور العوده الاستعماريه لبريطانيا فهذا التصور فيه الكثير من الركه والسذاجه اي الاعتقاد بعوده الكولونياليه القديمه وبثوب جديد ( ونحن نفضل الابتعاد عن هذا التصور السطحي والخاطئ والمبتذل ) لأن هذا لن يحدث ولن تسمح به ظروف التطور الاجتماعي التاريخي الحاصل مطلع العقد الثالث من القرن الواحد والعشرين
ولا ايضا الظروف تسمح بهيمنه احاديه للامبرياليه الاطلسيه تأخذ فيها الدوله البريطانيه نصيبا وافرا من كعكه الثروه اليمنيه الضخمه المكتشفه مؤخرا او المتستر عنها منذ زمن!.
بل حتى اصبح من المشكوك فيه ان ينجح او يبقى التنفذ والسيطره غير المشروعه على ثروه هذا الاقليم الجغرافي وامكانياته ومزاياه لمده زمنيه اطول من عقد واحد هذا مع افتراض استثمار العدوان الامبريالي الاطلسي الرجعي ونتائجه واستثمار القضيه الجنوبيه واراده بعض اطرافها في وجود وبقاء هذا النفوذ السياسي
والاقتصادي والعسكري الامني الغير مباشر وعبر الاجهزه القمعيه للمشيخات الخليجيه واغطيتها السياسيه في البلد.
ذلك لأن جمله من المعطيات والعوامل والمؤشرات هي من ترشدنا الى هذه الخلاصه النهائيه
اذ لا مجال حتى لتنفيذ تجربه فرانكنشتاينيه لكيان بريطاني جديد حتى وان ارتدى ثوبا جديدا محليا او اقليميا!!
وابرز هذه العوامل والمعطيات : نشوء التعدديه القطبيه عالميا واقليميا واحتدام صراع المحاور اقليميا ودوليا و حقيقه الاعتماديه المتبادله ضمن اطار بنيه اقتصاديه اجتماعيه كوكبيه واحده وبروز قوى اجتماعيه ديموقراطيه جديده بعضها ذات منحى ثوري والتسابق المحموم على الثروه والنفوذ والامتيازات بانواعها في منطقه هي الاوفر حظا في العالم.
كذلك ايضا التحولات المجتمعيه العاصفه التي تشهدها جميع المجتمعات في الزمن الامبراطوري العولمي وبروز ظاهره ( الجمهور ) وما تحمله من امكانيات ثوريه هائله للوقوف امام مشاريع سياسيه واقتصاديه واجتماعيه رجعيه بدائيه خارج منطق العصر الراهن لا تمتلك مشروعيه شعبيه وظالمه ومستبده كتلك التي كانت في الزمن البريطاني الكولونيالي السابق اي في حقبه السياده الامبرياليه القوميه للدول العظمى.
اذا بالمقابل. ما الذي يحدث ؟ ، وما الذي يعود الآن ونشهد له عوده الى المنطقه وهل يصح ان نقول ان العجوز الشمطاء عادت او ستعود وهل هي غابت اصلا حتى نقول انها عادت!!
تأمر استعماري بريطاني مستمر وحقد دفين
بالتأكيد التاريخ يخبرنا ان بنيه الانتاج الكولونيالي في المنطقه العربيه ومنها مجتمعنا والتي لا تزال موجوده وهيمنه البورجوازيه الصغيره والكبيره على الحكم في ظل هذه البنيه وبقاء التحكمات الاقتصاديه والسياسيه والتأثير الثقافي والقيمي والاختراق العسكري الامني حتى في ظل دوله اكتوبر الى حد ما نسبيا يؤكد مثل هذا القول
بل هناك دليل ساطع وهو مسلسل المؤامرات التخريبيه في حق القوى الوطنيه الثوريه وداخل الدوله الوطنيه الاجتماعيه العادله طوال عقدي السبعينات والثمانينات وكذا في حشد القوى اليمينيه الحاقده المواليه لبريطانيا وهي كل الاحزاب السياسيه الرجعيه والقوى الاجتماعيه التقليديه التي شنت حربا ضاريه ضد قوى ثوره اكتوبر المجيده (وهي الثوره التي قضت على الكثير من النفوذ البريطاني الاستعماري في البلد وحاربت بشجاعه الثقافه والقيم الاستعماريه البورجوازيه اليهوديه البريطانيه وحاولت تصفيه كل البنى التقليديه التي مثلت مرتكزات للسياسه الاستعماريه كالمشيخه القبليه والنظام السلاطيني والاسلام الملكي الاقطاعي التجاري ومؤسساته المتنوعه التي تدعمها جماعات كالاخوان والسلفيين وما شابههم وهي الجماعات التي تلقت دعما استعماريا واسع النطاق منذ البدايه.
ان مسلسل الضربات التي لحقت بقوى الثوره الوطنيه ابتداء من العام 67 ثم محطات التآمر والصراع في السبعينات والثمانينات وصولا الى 7/7 94 الاسود يحكي لنا تاريخا من الهجوم المتواصل على الثوره الوطنيه الاكتوبريه ومكتسباتها الوطنيه والاجتماعيه وكلها احداث تقف خلفها ايادي بريطانيا وحلفائها في الداخل اليمني والخارج الاقليمي الخليجي الرجعي. يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التوتر يشتد في الجامعات الأمريكية مع توسع حركة الطلاب المؤيد


.. ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. استمرار تظاهرات الطلاب المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمي


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. ومقترحات تمهد لـ-هدنة غزة-




.. بايدن: أوقع قانون حزمة الأمن القومي التي تحمي أمريكا