الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المدرسة الإعدادية ببوعردة :أين يواصل الحلم صموده.

بسام الرياحي

2018 / 4 / 7
التربية والتعليم والبحث العلمي


في قراءتنا للشأن التربوي في تونس دائما ما تعترضنا صعوبات القطاع المتعددة سواء في البنى الأساسية أو البرامج وقضية الإصلاح التربوي الذي يتوقف عنده مستقبل أجيال برمتها أو الخلاف الذي لا يزال قائما بين وزارة التربية من جهة ونقابة التعليم الثانوي من جهة أخرى.في المقابل المدرسة العمومية التونسية بصفة خاصة وخالصة هي أم الكفاءات وهي التي صدرت للبلاد خيرة أبنائها من المعلمين والإداريين والمهندسين وحتى السياسيين... لا يزال هذا المرفق يكتنز داخل أروقته المواهب والطاقات بل ومشروع الانسان الناجح والفاعل في محيطه ومجتمعه رغم الضيم الإجتماعي وأصوات التهتيك الموجهة لمادرسنا العمومية.المدرسة الإعدادية ببوعرادة هي تلك العينة بين الموجود والمرصود بين الأمل و الريبة،ركن من معتمدية متموضعة بين شمال غربي البلاد التونسية وشمال شرقها وتونس العاصمة، فيناء خصب حيث يترعرع شابات وشباب لكل منهم هم وفكر وظرف وطموح... نحن نراقب إندفاعهم تمام الثامنة طاقة أمام الصفوف وصمت مؤقت عند تحية علم الوطن، نتابعهم بعفويتهم بإبتساماتهم بتلك البراءة النادرة عند أغلبهم بتعب وجوه البعض وبهموم البعض الآخر، هم كلهم هنا بألوانهم وشرائحهم وأفكارهم عن التعليم والحياة.دروس تبدأ بين علوم الطبيعة وعلوم صحيحة ورياضية وأخرى إنسانية بين مفاصل التاريخ وعظمة المسرح وأناقة الموسيقى، أمل في صناعة البشر وبناء شخصيته في فصلك تترءى لك وجوه غير آبهة وأخرى عابثة وبعضها مموهة لكن تنظر حيث تتلاءلاء العيون وتجمد الأجساد والفرائس تفاعلا أين يصبح الممكن قائما والأمل ليس مجاملة.تأتيك أسئلة لماذا لا نقوم بفعل هذا؟ أو نقترح عليك تلك الفكرة؟ ما رأيك في أن نطبق فكرة درسنا في مسرحية في النادي؟ لماذا لا نطرح يوما مفتوحا ؟ أو نعالج ظاهرة الرقمنة والإدمان في مبادرة؟ لما لا نقوم بحملة نظافة ؟ هؤلاء موجودون معنا نحن نقابل وجوههم كل يوم دون كلل أو شعور بروتين المهنة المرهقة جلنا لا يطبق التسويف والمماطة أو التنكر لدوره التربوي والبيداغوجي وحتى النفسي. حديثنا عن بوعرادة وإعداديتها ينطبق على كل تونس وولاياتها عندما نتعرض لموضوع التربية والتعليم، هذا القطاع الذي يعرف اليوم أحلك فتراته في ظل عجز الوزارة عن إدارة الشأن التربوي والتفاعل مع متغيراته وظروفه الآنية، من الشمال إلى الجنوب تلاحظ في تونس غياب بنى أساسية في كثير من المدارس ومن المعيب أن نتحدث عن أمراض وأوبئة قاتلة تتربص بأطفالنا في الأرياف وجريمة داخل المعاهد وإستهلاك للمخدرات خاصة في العاصمة وإعتداءات على المربين...رغم هذا كله لا يزال الحلم ممكن في مدرسة عمومية متكاملة الخصائص ببرامج حديثة وعصرية مواكبة لما أنجزته الأمم وقدرت عليه الدول التي فتحت لها دول كمصر وتونس والساحل السوري اللبناني حقول الأبجدية والعلوم وحتى إستغلال الأرض وكساء الدور والبشر، بوعرادة وإعداديتها الهادئة هناك يستمر العمل والإجتهاد والمعالجة ومساعي الشرفاء في بناء البشر حتى وإن تعثرت المساعي وأحبطت العزائم وتتالت الشتائم ... يصمد الحلم كي يصمد الوطن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلة الجزيرة ترصد مخرجات اجتماع مجلس الحرب الإسرائيلي


.. غالانت: إسرائيل تتعامل مع عدد من البدائل كي يتمكن سكان الشما




.. صوتوا ضده واتهموه بالتجسس.. مشرعون أميركيون يحتفظون بحسابات


.. حصانة الرؤساء السابقين أمام المحكمة العليا الأميركية وترقب ك




.. انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض