الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات في العراق ومصالح العمال!

عادل احمد

2018 / 4 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ان مسألة الانتخابات البرلمانية وتشكيل الحكومة بعدها هي ما يشغل الرأي العام والاوساط السياسية في العراق في الوقت الحاضر. ان مسألة الانتخابات بين طرح القوائم المختلفة والمتنوعة من الطائفيين والقوميين وبين استياء عموم الشعب من هذه القوائم ومن هذه الانتخابات، هي مسألة جدية ومهمة بالنسبة للنضال الطبقي والموقف منها، وخاصة بعد ان تدهور الوضع الامني والاقتصادي يوما بعد يوم، ولا يوجد اي نور في هذا النفق المظلم التي تتبناه الطبقة البرجوازية العراقية وممثليها السياسيين من الاحزاب والجماعات السياسية. وهنا نريد ان نلقي نظرة الى عملية الانتخابات القادمة في 12 آيار من وجهة نطر مصلحة الطبقة العاملة العراقية والجماهير المحرومة والكادحة، وتوضيح تاثيراتها على حياتها ومعيشتها ومستقبلها السياسي.
ان تاريخ كل هذه الاحزاب والشخصيات حتى قبل الاحتلال الامريكي لم يكن مشرفا تعاونوا مع امريكا وبريطانيا من اجل أحتلال العراق، ومن ثم مشاركة السلطة بمساعدة قوى الاحتلال ومن ثم تكميلة ما بدأته السياسة الامبريالية في العراق والمنطقة. ان موضوع الانتخابات يجب بحثه في هذا السياق ومن نطاق هذه السياسة. ان مشروع الطائفية التي جلبها حكام امريكا والغرب للعراق كانت تحتاج الى اللاعبيين المحليين في العراق، وتزويدهم بالمال والسلاح من اجل بسط نفوذهم وهيمنتهم عن طريق قوة المال والسلاح الذي وفر لهم. ان جميع الاحزاب والشخصيات السياسية الحالية من الطائفيين "الشيعة والسنة" والقوميين العروبي والكوردي، لم يفكرو يوما من الايام بمصالح المحرومين ومستقبل افضل لشعب العراقي عموما، لانهم لم يكونوا ابدا احزابا تقليديا حتى للطبقة البرجوازية، بل كانوا دائما مرتزقة سياسيين وترتبط مصالحهم اما مع الدول الغربية او الاقليمية والتحرك وفق مصالح هذه الدول ومخططاتها. وعندما وفرت امريكا وبريطانيا السلطة لهم وأعتاشو على اموال وثروات الجماهير في العراق، لم يتوقفوا يوما عن نهب الاموال وتهريبها الى الخارج والاستيلاء على ممتلكات الدولة وتوزيها بين عناصرهم ومؤيديهم.. وان تاريخ النهب والسلب وحرمان الجماهير من كل هذه الثروات، وكذلك زرع الفتن والتفرقة الطائفية والاقتتال بين ابناء الشعب من اجل النهب اكثر والاستيلاء على الاموال والثروات اكثر، كانت الاجندة السياسية لجميع ما يسمى بالسياسيين والكتل والاحزاب والجماعات السياسية طوال الخمسة عشر السنة الماضية ومستمرة حتى يومنا هذا. ان كل هذا التاريخ يعرفه ابسط انسان في العراق ويجربه يوميا ويشاهده امام عينيه ويعاني يوميا جراء مظالم هذا النهب واللصوصية. ليس هذا وحسب وانما تربى جيلا كاملا متشبعا بأفكار الطائفية ولا يعرفون شيئا عن الحياة البسيطة والاعتيادية كمواطنين عاديين مفعمين بالامل. اذن مالذي تضيفه انتخابات هذه السنة من اجل تقليل معانات الجماهير المحرومة وخاصة الطبقة العاملة؟ وهل هناك تغير في نمط الانتخابات والاحزاب والشخصيات الرئيسية السياسية في العراق؟ وهل هناك محاكمات اللصوص السياسيين الكبار واسترجاع الاموال المسروقة؟ وهل هناك مشاريع تنمية اقتصادية وعملية توزيع الثروة بالتساوي بين الجماهير المحرومة؟ وهل هناك عملية نبذ التفرقة والنعرات الطائفية وعدم الاقتتال بالنهج الطائفي؟ وهل هناك حق على اساس المواطنة؟ وهل هناك قوانين تحمي الفقراء والناس البسطاء والمظلوميين؟ وهل هناك اجواء سلام وحريات سياسية غير مشروطة؟ وهل هناك قوانين حماية الحريات الفردية والمدنية؟ وهل تغير شيئا في وضع النساء المأساوي وحقوقهن؟ وهل توقفت عمليات السلب والنهب في الثروات العامة؟ وهل الاوضاع امنة وبأمكان الناس التحرك بين المدن او التسوق بحرية وبدون خوف او اذى؟ وهل ...الخ.
في الحقيقة الاجوبة على كل هذه الاسئلة هي "لآ". وان الاوضاع تتجه يوما بعد يوما نحو الاسوء ونحو مشقات ومعانات المواطنيين اكثر واكثر.. اذن ما هو الجديد في هذه الانتخابات؟ بالطبع لم يكن شيئا جديدا قد يضاف لصالح الفقراء بل بالعكس تزداد المعانات ويزداد الفقر والحرمان وسلب الارادة اكثر، وتتحمل الجماهير العمالية والكادحة العبء الاكثر، وتترسخ قبضة اللصوص والقتلة الطائفيين اكثر على رقعة الجماهير. اذن هذه الانتخابات تجري في وادي معاكس لوادي ومصالح الطبقة العاملة والجماهير الكادحة بل وبالضد منها. وان الانتخابات لا تخدم اية مصالح بالنسبة للطبقة العاملة والمحرومة وانما هي تحمي مصالح اللصوص والطائفيين.
وان مقاطعة هذه الانتخابات هي الخطوة الثورية في الوقت الحاضر. ان الطبقة العاملة العراقية على دراية تامة بجوهر مصالح هذه الانتخابات، ولكن تفتقر الى التنظيم لمواجتها وطرح بديلها السياسي المجالسي في المجتمع. ولكن حملة المقاطعة هي الخطوة الفعالة من اجل المواجهة في الخطوة الاولى ومن ثم المواجهة في تنظيم صفوفها وتوسيع نهجها الثوري. ان المقاطعة لا تبدي فقط بعدم الذهاب الى صناديق الاقتراع وانما يجب نشر الوعي ايضا عن طريق حملات منتظمة في كل مكان وعلى جميع الاصعدة، والقيام بالتجمعات والاحتجاجات المناهضة لجميع السياسيين الطائفيين والقوميين ، والقيام بعقد الندوات والحوارات الثقافية والسياسية حول المقاطعة وفضح جميع الاحزاب والكتل السياسية الغارقة في جعل العراق مستنقعا للطائفية وعدم الامان وحرمان والفقر والاقتتال. ان مقاطعة الانتخابات هي السلاح الفعال في الوقت الحالي بشرط ان يكون واسعا وواعيا ومتضامنا بالاحتجاجات الجماهيرية. علينا استخدام كل المنابر وكل القنوات من اجل توسيع حملة "لا" والمقاطعة الجماهيرية الواسعة. لا انتخابات بدون خدمات وبدون امان وبدون محاسبة اللصوص والطائفيين. لا انتخابات بدون حياة كريمة تضمن الحريات الفردية والجماعية وحرية الاعتقاد والفكر.. لا انتخابات بدون الرواتب وتوزيع الثروة بالتساوي بين ابناء الشعب المحرومة من العمال والكادحين.. لا انتخابات بدون عقاب اللصوص والمجرمين الملطغة أياديهم بدماء الابرياء وتدمير المدن وبيوت الناس.. اذن هذه الانتخابات هي عكس ما نريده نحن العمال والفقراء ويجب مقاطعتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الانتخابات و ما ادراك ما المقاطعة و دور الحزب
علاء الصفار ( 2018 / 4 / 10 - 09:58 )
لا اعرف كيف يتم المطالبة بالمقاطعة الانتخابات و من حزب بلا جذور في العراق! ان لا ادافع عن المركز او الاقليم فكلاهما جاء بالدعم الامبريالي! وانسلخ الشيوعيين لعرب وكرد و عمالي و غير عمالي! الجماهير سبقت الاحزاب في النزول للشوارع و شعاراتهم اقوى من الشيوعيين ذاتهم وموتهم يشهد على هزيمة الشيوعيين بكل اطيافهم!-باسم الدين باكونة الحرامية-المأساة الشوعيين لا يرون العامود الذي بعيونهم ليروا القشة في الاحزاب الاسلامية والقومجية! الجماهير اليوم مع مقتدى الصدر,بأصبع واحد ينزل مليون للشوارع_فما معنى مطالبتكم_ انتم
ومقالاتكم_ جميعه تنزل بالحوار بآن واحد_ لا تعليق عليها ولا اهتمام بها, فعجب تفرضون وصايتكم على الشعب وتطلبون بما يحلو لكم! ناسين ان لا حول ولا قوة لكم, وهذا بحد ذاته تجني على الشعب والفكر, كان لينين و جيفارا وكاسترو يطالبون الشعب بالنضال لانهم ذو تاريخ و نضال ومواقف,انتم تعلمتم الطلب من الشعب وانتم بلا تاريخ ولا نضال ولا شهداء ومواقف, اي تماما كما الاحزاب البرجوازية من بعث واسلام سياسي. العراق بلا احزاب مناضلة ولا احزاب تجيد النضال البرلماني ولهذا تكبر المأساة بكم ودوركم العجيب!ن

اخر الافلام

.. احتجاجات الطلبة في فرنسا ضد حرب غزة: هل تتسع رقعتها؟| المسائ


.. الرصيف البحري الأميركي المؤقت في غزة.. هل يغير من الواقع الإ




.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحكم في مستقبل الفورمولا؟ | #سك


.. خلافات صينية أميركية في ملفات عديدة وشائكة.. واتفاق على استم




.. جهود مكثفة لتجنب معركة رفح والتوصل لاتفاق هدنة وتبادل.. فهل