الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ربما تتدخل امريكا لحل اشكالات عراقية بعد الانتخابات: تصور شخصي

جواد الديوان

2018 / 4 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


لم يكن النصر سهلا على داعش، وتحملت فيها قوات النخبة الامريكية خسائر. ورغم الاف الشهداء من العراقيين (رحمهم الله) والمهجرين وتحطم البنية التحتية للمدن تحت سيطرة داعش. فهناك اسبابا للفخر والاحتفال تتلخص في نهاية حكم داعش (غسيل دماغ للاطفال في المدارس، وجلد المدخنين علنا، وتحديد دور اليزيديات في الخدمة الجنسية، والاعدام بالرمي من الشواهق وغيرها).
في انتخابات 2018، انقسامات المشهد السياسي العراقي توفر فرص لظهور تحالفات عابرة للطوائف. وكذلك خطر ان تطال دول الاقليم تلك الفرص لتوسيع وتعزيز نفوذها.
اثرت اخطاء بوش الابن واوباما سلبا على مصداقية ونفوذ الولايات المتحدة الامريكية، الا انها ابرزت اهمية جيش الولايات المتحدة الامريكية في محاربة الارهاب وبالاخص القاعدة وداعش.
والامل الا تبدد الولايات المتحدة الامريكية نفوذها في العراق والمنطقة عليها، والا تنخدع ادارة ترامب بالاحساس بالامن حاليا. ولا شيء في العراق لايمكن ان يعود كما كان.
على ساسة العراق في عملهم لتجاوز الطائفية ومعالجة اثار العنف وتعزيز الديمقراطية وعمل المؤسسات والانتقال بالعراق الى مراحل متقدمة. وتجاوز اشكاليات السنوات السابقة (حرب اهلية وطائفية وظهور القاعدة وداعش وغيرها)، عليهم الاتفاق على مسائل حساسة مثل طبيعة الحكومة وتوزيع المصادر المالية من اجل اقامة حكومة اقل عرضة للتدخلات الخارجية. وهكذا اتفاق يستوجب الالتزام باستقلالية المؤسسات الحكومية وعدم التدخل سياسيا في تفاصيل عملها، وتعزيز دور القانون ومحاربة الفساد، ومنع نشاط الفصائل المسلحة وغيرها.
وتستطيع الولايات المتحدة الامريكية المساعدة من خلال تناول مصالحها في المنطقة بمنظار اوسع ابعد واوسع من محاربة الارهاب فقط. وتترجم هذه النظرة بدعم مؤسسات العراق الحكومية، وابعاد التوسع والتدخل الاقليمي فيها. وعندها تحدد امريكا اولوياتها بدعم الاستقرار والامن في العراق، وخدمات المخابرات والاستعلامات، وبذلك تمنع داعش من الظهور مرة اخرى.
ان دعم مكافحة الارهاب اهم ما قدمته الولايات المتحدة الامريكية من مبادرات منذ 2003. وتمثل ذلك برفع المعنويات وتعزيز تماسك مكافحة الارهاب برغم الخسائر. واستمرار دعم القوات يضمن الحفاظ على النصر الذي تحقق مؤخرا. وتلحقه بدعم الجيش العراقي وبناء قابلياته، وتمكينه من السيطرة على الصحراء الغربية بين سوريا والعراق.
دعم شرعية الحكومة العراقية يستوجب مساهمة امريكا في الاصلاح (شعار يرفعه العديد من الاحزاب). والمساعدة في دمج الحشد الشعبي مع القوات الامنية. وبذلك يتحقق نزع السلاح ليبقى بيد الدولة، ومنع الحركة لاي فصيل بعيدا عن الدولة.
الخطوات المذكورة تحتاج الى مفاوضات شائكة، تستطيع امريكا تحقيقها دون الحاجة الى قواعد امريكية او قوات عسكرية على الارض، ولها من المستشارين العسكريين والمدربين والاتفاق الاستراتيجي مع العراق وسائل لتنفيذ ذلك.
وعلى الولايات المتحدة الامريكية المساعدة في صياغة سياسة كردية واضحة. واذا حصل الانفصال بصيغة كونفدرالية او استقلال، فان اليات ذلك يجب ان تخضع لمفاوضات بين بغداد واربيل. وكذلك اشراك دول الجوار بالموضوع. وعلى امريكا المساعدة في احياء جهود الامم المتحدة في تحديد الحدود بين الاقليم وباقي مساحة العراق، قضاء قضاء. وهذا يشمل كركوك، المحافظة ذات الخصوصية في تعدد الاعراق والنفط (التاريخ والرفاهية). واثناء تلك المفاوضات على امريكا المساعدة على تقليل احتمال قيام صراع بين العرب والكرد. كما عليها التنسيق بين القوى المسلحة بالمنطقة بما فيها حزب العمال الكردستاني PKK.
وعند تناول موضع كردستان، تبرز اشكاليات تركيا. وعلى امريكا العمل لتقليل احتمالات تدخل تركي في شمال شرق سوريا (يحصل الان). ويدفع هذا الموضوع تركيا للانجذاب نحو روسيا وايران كما يحصل الان.
تحسين علاقات العراق مع البلدان السنية في المنطقة مسؤولية مهمة واضحة امريكا. وتشجيع المملكة العربية السعودية ودول الخليج على دعم العراق من خلال الاستثمار في اعمار الموصل وغيرها من المناطق المنكوبة من وسائل تحسين العلاقة.
والموصل مدينة عالمية بها جامعة ممتازة وطبقة تجار ناجحة ويسكنها عرب ومسيحيون وتركمان ويزيديون وغيرهم. واعادة اعمارها يعطي الشباب العراقي فرص اخرى لتجاوز البؤس والياس والاحباط. واعادة الاعمار من خلال الحكومة العراقية يعادل تاثير ايران، ويعطي السنة املا في مستقبل افضل.
وعلى ادارة ترامب التعلم من الماضي، وداعش ليست سبب لمشاكل العراق، ولكنها من اعراض فشل الحكومات العراقية. واذا تجاهلت الولايات المتحدة هذه الاشكالات لتترك العراق الان، فستعود الادارات الامريكية القادمة لتضع الجزمة العسكرية على الارض مرة اخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية


.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس




.. قبالة مقر البرلمان.. الشرطة الألمانية تفض بالقوة مخيما للمتض


.. مسؤولة إسرائيلية تصف أغلب شهداء غزة بالإرهابيين




.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في