الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شعيرة جديدة للحج -بعد التشريق-: فرجة -بسينما أبو لهب-

طلال الصالحي

2018 / 4 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


مائة دار عرض سيمائي تعاقدت عليها حكومة مملكة السعوديّة مع جهات أميركيّة ذات علاقة, ودفعة واحدة! .. وهذه الصفقة وكما هو متوقّع أثارت مجموعة تساؤلات جهات عدّة يهمّها أمر التغيير الحاصل في المملكة سلبًا أو إيجابًا جاءت عبر ردود أفعال متفاوتة بحسب قربها من مصالحها معها أو بعدها ,لربّما من بين التساؤلات المثارة: هل هذا الذي يحصل من تغيير هيكلي أم بنيوي أم كلاهما؟
وسواء هذا الّذي يجري بقيادة سلمان آل سعود إجراءات مباشرة أم قناعة شخصيّة منه أم نتيجة برمجة سياسيّة ما؟..
وهل هذه "البرمجة" إرادة داخليّة ام خارجيّة؟
وهل التدخّل هذا الّذي شمل البنية العقائديّة للمملكة أيضًا سيكون من الصحيح جرّائه قابل لطرح تساؤلات أخرى بما يحق للمتسائل أن يسأل على سبيل المثال: هل التغيير ضروراته ملحّة لهذا الحدّ؟ وهل التغيير الجاري رغم ما يبدي من هدوء ,جاء كحالة لا بدّ منها نتاج كبت جماعي طويل؟ أم هو نتاج تفاعل مجموعة مشاعر متداخلة غائرة متبلورة نفسيًّا منذ آماد طويلة داخل الفرد السعودي مع انعزال حقيقي ثقافي واجتماعي عن العالم؛ نضج أخيرًا؟ أم هو استغلال لحالة الإحباط والدونيّة الّتي يستشعرها هذا الفرد الناجمة من جرّاء متلازمة التبعيّة كالّتي بدأت وتيرتها آخذة بالتصاعد لدى الفرد العراقي أيضًا؟
أم أنّ عمليّة التغيير هذه ضرورة سياسيّة لواشنطن بعد كبوتها الكبرى في العراق وفي سوريّا؟
أم هو ضرورة مرحليّة للغرب إعدادًا لصراع سيستجدّ بأشكال أخرى ضدّ نفس الجهات الّتي أجبرتها على التقهقر من ضمنه إعداد ديني مغاير تحت إلحاح الذراع الأميركي "لجنة مكافحة الإرهاب الدوليّة", وفي داخل المؤسّسات المعنيّة بشؤون المنطقة ووفق توصياتها ليصل داخل عمق التلقين التربوي "مناهج تدريس الدين" ليشمل تلقائيًّا بالطبع داخل المملكة وخارجها المقرّب منها وبالأخصّ تفكيك تشدّد الخطاب الديني؟
أم أن ال سعود متجهين لتأسيس مدينة سيمائيّة شبيهة بهوليود؟ وهذا صعب جدا التمرّس عليه أو الشروع به من دون امتلاك قاعدة مفاهيميّة عصريّة وحداثويّة والّتي هي نتاج عقل ملحد بالأساس وخارج التزمّت؟
وقد يستخلص من كلّ ذلك تساؤل ذو جذور ملامسة لبدايات ظهور الاستشراق يطرح نفسه برأيي الشخصي: هل هذا التغيير نستطيع تصنيفه على أنّه: "برنامج تغيير بنيوي ديني ثانٍ" يأتي بعد التغيير البنيوي الديني الأوّل الّذي على ضوئه كان قد تمّ إعداد المناهج الدينيّة بثنائيّة بين عسكرة وبين نتشدّد تشريعي استوجب لتكون متضادّة فيما بينها تمّ استخلاصها عن عدّة مناهج متزمّتة عرفت فيما بعد "بالوهّابيّة" لتخدم مصالح بريطانيا يقابلها بنيويّة دينيّة "إماميّة اثني عشريّة" عرفت "بالصفويّة" لتؤدّي نفس الغرض الغرض منهما تأجيج الصراعات الداخليّة للمنطقة كلّما تطلّبت الضرورة السياسيّة للغرب.
أو لربّما كلّ الّذي يجري في المملكة ونشاهده أو نسمعه على انّه تغيير هو في حقيقته تخبّط أقرب منه إصلاح جاء متأخّر ,إذ التغيير ثقافة جذريّة برنامجها الإعدادي يحمل خصوصيّته وسط ظروف استعصائيّة أقرب للمزمنة كظروف المملكة طويلة الأمد, إن صحّت النوايا, مداها الإصلاحي لابدّ ويمرّ عبر مراحل تلامس سيكولوجيّة الفرد السعودي نفسه تعدّه لينفتح على العالم المتمدّن انفتاح حقيقي لا بالشكل النمطي التقليدي المتأثر ببهرجة منتجات الغرب الثقافيّة أو الصناعيّة المعتمدة على التهييج الحسّي, وبالأخص أن يكون الانفتاح على ثقافات الدول الّتي لا تمتلك نوازع فرض الإرادة على الآخر.. وللحبيب بورقيبة هنا, رئيس تونس الأسبق, رؤية إصلاحيّة فعليّة كان قد طرحها كمفهوم جاد للتغيير الحقيقي لخّصه بجملة قالها: "تثقيف امرأة واحدة خير من شراء طائرة عسكريّة نفّاثة".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهداء وجرحى إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في مخيم النصيرا


.. الشرطة الأمريكية تعتقل طلبة معتصمين في جامعة ولاية أريزونا ت




.. جيك سوليفان: هناك جهودا جديدة للمضي قدما في محادثات وقف إطلا


.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي




.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة