الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الذات والملذات في الإنتخابات

واثق الجابري

2018 / 4 / 16
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


تقدم العراق دول المنطقة في سُلم الديموقراطية، لكنه سيظل مذهولاً منبهراً بتطورات، بتطورات الإستثمار والإقتصاد والإعمار، ومتفرجاً على التحولات الكُبرى، منشغلاً بمخلفات الماضي وهفوات الحاضر، دون الإستفادة من عمق تاريخه في بناء الدولة وسن القوانين الخادمة للنظام، ولم يتعلم معظم ساسته من تاريخ قراءة الذات والمكنونات، وأسباب إنهيار الأطر والمنظومات، وصنعت كوابح لعجلة التطور والبنى الفوقية والتحتية للدولة والإنسان، ودفعت الحضارة بإتجاه التخلف، لتركب أفكار غريبة لا تشبه الماضي ولا تفكر بمستقبل، وترى نفسها نور وغير مظلم ومنحرف وعليها مقارعته، ففقدت سمات التعايش والإحتكاك الإيجابي، وإستغلت الديموقراطية، وفهمت الحرية تجاوز على المال العام وإستغلال موارد الدولة، وأنه مشروع للذات.
شهد العراق حالة من تمزق الذات والجغرافية، وغُيبت الكفاءة والنزاهة تحت وطأة السلطة وقابضيها ومغانهما، وأصبحت أدوات لتسقيط آخرين وتفسيخ دولة.
تغيرت أنماط الحياة والممارسة الإجتماعية والسياسية، ودفعت الصراعات السياسية الى إيجاد حواجز تمنع تكافوء الفرص، ودفن ضباب التضليل إستراتيجية مَنْ أعد برنامجاً ومشروعاً سياسياً، وشُغلت الساحة بالتسقيط والمزايدة، وتشوشت رؤية مواطن، وبدل أن يكون مرآة الحقيقة وصانع قرار ومصدر سلطة، ترى منهم من ضاع بين الآني والداني، وسَلط ضوء حارق على نظره، وقوده مواطن كادح بمقادح فساد، وظهر المتشبت داعياً للتغيير، ومزج مطلب الشعب بهجين الوجوه الكالحة، حتى تحولت بعض البرامج الإنتخابية الى وعود خدمية لا يُعنى بها مجلس التشريع، والمواثيق تأخذ من ملح ولائم لمواطن، من أموال مسروقة من زاد المواطن، وبدل البرامج والمنهاج، أعدت الموائد وما بعدها من فوائد آنية أو مستقبلية شخصية.
يأمل جميع العراقيون بإحداث قفزة سياسية نوعية، يتمنوها بين ليلة وضحاها، وإن لم تنجح فالتدريج هو سبيل التغيير، ولا يتمنون تكرار تجارب غير مشجعة، أدت الى إعتراض وتذمر كثيرون، وتحتاج لفعل يساوي حجمها ويترجم واقع التعثرات، ويُساير العالم ويرغب بتغيير بمستوى التطلعات والمؤهلات وبكسر القيود الكلاسيكية المعرقلة، وإلا لن يكون الواقع إلاّ أكثر بؤساً والمواطن أكثر الأطراف المتضررة، والدولة في تراجع يصل بها الى أذيال قوائم الدولة المتأخرة.
تنامي الوعي يحتاج الى تعريف المواطن بحقوقه وواجباته، وهناك من يتعمد عن تجهيله بالحق والواجب، ليقول المواطن شريك الفشل.
التذمر الشعبي والنقمة نتيجة معطيات واقع التفكير السياسي، الذي إقتصر على رسم دوائر سياسية وجدران كونكريتية وصنمية حول طبقة سياسية، ليُعدم تطلع مستقبل العلاقات الإجتماعية والإنسانية والسياسية، ولكنها مدعاة لتحريك ساكن محركات التغيير، ويضعها في مقدمات أولويات المرحلة، ويعتبر جديتها خطوة أولى لبناء الدولة والمدينة والمنزل، والديموقراطية سُلم ترتقي به الشعوب الى مستقبلها، والعراق يستند على تاريخ وشخصيات تملك المؤهلات، وقادرة على إدارة الدولة لنفهم منها أن الحرية الشخصية مرهونة بإستقرار الدولة سياسياً وإقتصادياً وإداراياً، والمال العام ملك الشعب لا مغنم للسلطة، والوظيفة خدمة والبرلمان تمثيل وفعل يعبر عن مواطن لا يصل صوته، فتجمع كل 100 ألف صوت لتصدح بحقوق مشروعة، ومن البرنامج والمشروع مصدات تمنع تمزق جغرافية الوطن، وتعطي للكفاءة موقعها وللشباب والنساء دورهما، وتعاد قراءة الذات وتبرز المكنونات، وهذا ما يحتاج الى تغيير جذري بتفاعل شعبي، والذات للوطن والملذات أنا سياسية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -عفوا أوروبا-.. سيارة الأحلام أصبحت صينية!! • فرانس 24


.. فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص




.. رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس


.. انقلاب سيارة وزير الأمن القومي إيتمار #بن_غفير في حادث مروري




.. مولدوفا: عين بوتين علينا بعد أوكرانيا. فهل تفتح روسيا جبهة أ