الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من وحي خرافة ( عروبتنا ) المزعومة .. 2 .. أصل الأكذوبة بإيجاز ..

هيام محمود

2018 / 4 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الجزء الأول : http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=594267
.
سأتكلم بِـ "إيجازٍ" .. على أمل العودة إلى نفس الموضوع في المستقبل ..
.

علاقةُ "العرب" باليهود علاقةُ أصولٍ بدويةٍ صَنعَتْ - باسم المقدّس / الإله الواحد / الدين الواحد – للبدو "قوميَّةً" , بدأ اليهود وتبعهم "العرب" من بعدهم وتأسّوا بهم . يُمكن تشبيه ما حَدَثَ مع الإثنين بِـ "حركة قوميّة" كان هدفها لمّ شمل الفرقاء تحتَ راية واحدة لا مجال للاختلاف تحت لوائها لأنّ الاختلافَ يشقّ وحدة القبيلة البدوية المتنقِّلة المُحارِبة وبالتالي يكون سببًا لهلاكها .

من أغرب الكلام الذي يُردِّده البعض حتى اليوم , الزعم بأن القومية "العربية" نشأَتْ كردّة فعلٍ على الاستعمار العثماني وبرعاية مباشرة من الغرب الإمبريالي .. يقول البعض أيضا أن عمر بن الخطاب كان أول قوميٍّ "عربيّ" , وهي أقاويل أُشَبِّهها بالكلام عن البخاري وتصويره وكأنه السبب الوحيد والرئيسي لدمار واِنحطاط مجتمعاتنا في حين أنَّ رأسَ الحيّة يُتَجَنَّبُ . نفس الشيء بالنسبة للكلام عن القومية "العربية" ومشروعها الكولونيالي الفاشي , لأن القصة بدأتْ منذ مكة عندما بدأ محمد دعوته كما تُسمِّيها الكتب الإسلامية والتي بالمناسبة تُمثِّل "التاريخ الرسمي" لا "التاريخ الحقيقي والمُوثَّق" أو لِنقلْ "التاريخ الإيماني" لأن الشخصية المحمدية مشكوكٌ في وجودها أصلا مثلها مثل خلفائها "الراشدين" والشكوك تطالُ الكثير من الأحداث والوقائع "الإخبارية" التي لا تُسنِدها الأدلّة .

أسطورة الإسلام يُمكن تلخيصها بِـ "قومية عربية" لا أكثر ولا أقل , تماما كأسطورة اليهودية = "قومية عبرية" لا أكثر ولا أقل : مشروع سياسي 100% من ألفه إلى يائه استُعْمِل فيه الدين للسيطرة على البدو وتوحيدهم , فالقبائل البدوية كان لكلٍّ منها "ربها" وأَنفةُ البدوي كانت ترفضُ الرّضوخ لربٍّ آخر غير ربِّ قبيلته سلفِهِ القديم حَامِي حِمَى القبيلة ومصدر فخرها وعزّتها .. الإله الواحد الذي يسكن في السماء لا أحد يستطيع الاقتراب منه أو التعامل معه مباشرة لذلك اِعتمدَ البدو على أسلافهم / أربابهم كشفعاء عند هذا الإله السماوي "العظيم" "الأكبر" الذي كان من حين لآخر يُرسِلُ "هدايا" من سمائه في شكل حجارة قدَّسها البدو وشيّدوا لها الكعبات الكثيرة ومنها كعبة مكة التي كانت تستضيفُ أربابَ البدو ومع كل ربٍّ كانت الدعوة مفتوحة لقبيلته للحج إليه في مواسم الحج التي كانتْ مواسم للتجارة وطلبِ المطر والجنس الجماعي للخصبِ لِيَتِمَّ اِعْمَار الصحراء الشاسعة بمزيد من المواليد بمباركة الأرباب القبليّة والإله الأكبر الذي في السماء .

أهمُّ عقائدِ أو أديان البدو على الإطلاق كانتْ عقيدتيْن أو ديانتيْن : الأولى عبادة النجوم ( "الله أكبر" أيْ القمر وحرمه "اللات" وبناته "مناة" و "العزّى" ) والثانية عبادة الجنّ التي اِنْتَشَرَ كهّانها في كلّ حيٍّ في الجزيرة وكانوا كما اِعْتَقَدَ البدو عند كلِّ واحِدٍ منهم جنٌّ يأتيه بِخَبَرِ السماء . تداخُلُ الديانتيْن لا يَخْفَى , حيثُ كانت الكعبات - التي كانتْ تُسمّى "طواغيت" - مُخَصَّصَةً لعبادة الجنّ وفيها كُهّان يسهرون على شؤون العبادة وطقوسها كَـ "سودة بنت زهرة" كاهنة الجنّ لقريش وسودة هذه كانتْ عَمَّةَ آمنة أمّ محمد وقد وَرثَتْ منها آمنة الكهانة للجنّ [ كانتْ ترقي محمد ] والتي ورثها محمّد الذي بدوره كان كاهنًا للجنّ [ قول أبو طالبٍ فيه : "وَرَاقٍ ليرقَى في حِراءَ وَنَازِلِ" ] , كذلك في الحجّ حيثُ كان يُطلبُ الاستمطار من الشيطان قُزَحْ في مزدلفة نفس مكان عبادة القمر وفي عرفة عبادة الشمس "اللات" والعمرة لأساف على الصفا ولنائلة على المروى وهما كاهِنَا جنّ يُعْبَدان أيضًا في الكعبة [ عبد المطلب جدّ محمد حفر لهما بئر زمزم + قصة ذبح عبد الله أب محمد .. "المزعوم" ] وفي منى عبادة مناة .

كلمة "التوحيد" التي يتشدَّقُ بها المسلمون ( وحدها ) "تَنْسِفُ نَسْفًا" الإسلام ؛ فبالإضافة إلى كون هذا التوحيد إرهابًا وعنصريةً ومنعًا لكلّ اِختلاف ويتنافى مع كل قيم العصر [ وهذا إذا تعاملنا معه كَـ "فكر" وهو الخطأ الشنيع الذي يسقطُ فيه كلّ من لا يعود للأصول ] , فإنه يُعطينا فكرةً جليَّةً على حقيقة الأسطورة "العربية" التي صَنَعَتْ دينًا به سمع العالم بشيء اِسمه "عرب" .

المشروع التوحيدي المُحمدي كان "قوميًّا" أنتجَ "قومية عربية" جمعَتْ القبائل البدوية تحتَ راية الإله الواحد = القمر = الله أكبر والمُتكلِّم الوحيد باسمه = الوحيد الذي يأتيه خبر السماء عن طريق الجِنِّيّ جبريل .. كان ذلك الهدف الوحيد لمحمد حيثُ أدخل كل العقائد الموجودة وقته في دعوته ولم يستثنِ منها شيئا : محمد صار الكاهن الأوحد لِـ "الله أكبر" الذي قال أنه هو الإله ( رحمن ) ليقضي على كهانة مسيلمة ( مسلم بن حبيب "رحمن اليمامة" ) والأسود العنسي ( رحمن اليمن ) / وَحَّدَ طقوس الحج التي كانت للجنّ ولعائلة الله فصارت لِـ "الله أكبر" وحده لكنها بَقَتْ كما هي دون أيّ تَغييرٍ , وعندما أراد كسب ودّ اليهود والنصارى ألصق الحجَّ والكعبةَ بإبراهيم وهي عقيدة الأحناف وزعيمهم زيد بن عمرو بن نفيل الذي رَفَضَ أورشليم قِبلةَ النصارى كورقة بن نوفل وتَشَبَّثَ بالكعبة كقبلةٍ له : بين هذه الأديان الأهمّ صُنِعَ الإسلام أيْ في المقام الأول عبادة النجوم والجن ( الأحناف ) وفي المقام الثاني اليهود والنصارى إضافة إلى عقائد أخرى أيضا لم يكن شَاغِلُ محمد إلا اِحتواؤها تحتَ إلهه ونبوته كالصابئة والمانويّة ( الزنادقة / الثَّنَوِيَّة ) والدَّهرية .. إلخ و .. بالطبع ( الصعاليك ) !

يُقال عن محمد أنه كان "حاطِبَ ليلٍ" جَمَعَ مَا وَجَدَ , أنا أقول أنه كان أمام "self-serve buffet" وكانتْ الأنوار في كل مكان وقد أخذ محمد من كل شيء فحتّى من رفضوه ونَكَّل بهم كاليهود أخذَ من عقائدهم البدوية الكثير : إذن قصة "التوحيد" ( الحقيقية ) لا علاقة لها لا بسماء ولا بآلهة ولا بشياطين بل شوية خرافات بدوية اِعتقد بها بدو بدائيون وَحَّدتهم ليكون لهم شأنٌ وقد قالها محمد منذ مكة وقبل هروبِه منها ليثرب : "أمعطي أنتم كلمة واحدة تملكون بها العرب , وتَدِينُ لكم بها العجم ؟ " والكلمة إله واحِد هو المُتكلِّم باسمه : إله واحد = الله أكبر , أمة واحدة = "العرب" أكبر , والموتُ للعالم أجمع ( = تَدِينُ لكم بها العجم ) ومن الآخر : "قومية عربية غازِية" أخرجَتْ البدو الجياع الحفاة العراة ( كل حرفٍ أكتبه ورَدَتْ فيه أحاديث ) من صحرائهم الجرداء كالجراد لتدمير بلدان الحضارات : خيراتها / تاريخها / ثقافاتها / لغاتها / هوياتها .. والنتيجة صناعة "عرق" "عربي" إلى اليوم تعتقد به شعوب مُغَيَّبَة جاهِلة بتاريخها وحتى من علم هذا التاريخ لا يزال يصرخ ويفتخر بعرق البدو ودين البدو .. وتلك بإيجاز شديد قصة أكبر أكذوبة في تاريخ وطني و .. أوطانكم : العروبة !

أختم بسؤال إلى لحظة كتابة هذه السطور لم يَتقبَّل عقلي جوابه الذي يعتمده الملحدون / المسيحيون / اليهود العروبيون : ما الفرق بين الإسلام والعروبة ؟ وكيف رفضتم الإسلام وقبلتم عروبته ؟! .. بصدقٍ ربما أتفهّم من يُؤمِنُ بالإسلام ومعه عروبته أما العروبة فلم أجد لإيمانكم بها "ذرّة" تَدْخُلً عقلي وتجعلني "أتفهّم" , والأمر عندي يُشبِه أولئك الذين يتكلّمون عن أرضٍ مُسطّحة ويقولون "خدعوكم فقالوا أنّ الأرضَ تدور" : Sin comentarios !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ..
هيام محمود ( 2018 / 4 / 16 - 08:47 )
( لإيمانكم بها -ذرّة- [تَدْخُلً] عقلي وتجعلني ) .. تَدْخُلُ ..

يوما ما سأقصّ عليكم قصتي / نا مع اللغة العربية .. إلى ذلك سأُحاوِل إتقانها ما اِستطعتُ ..

تحياتي ..


2 - ..
هيام محمود ( 2018 / 4 / 16 - 08:49 )
( لإيمانكم بها -ذرّة- [تَدْخُلً] عقلي وتجعلني ) .. تَدْخُلُ ..

يوما ما سأقصّ عليكم قصتي / نا مع اللغة العربية .. إلى ذلك الحين سأُحاوِل إتقانها ما اِستطعتُ ..

تحياتي ..

اخر الافلام

.. حكاية -المسجد الأم- الذي بناه مسلمون ومسيحيون عرب


.. مأزق العقل العربي الراهن




.. #shorts - 80- Al-baqarah


.. #shorts -72- Al-baqarah




.. #shorts - 74- Al-baqarah