الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على هامِش إنتخابات 12 أيار

امين يونس

2018 / 4 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


إذا بقى الحزب .. أي حِزب ، فترةً طويلة مُتربِعاً على سُدّة الحُكم وأدمَنَ السُلطة والنفوذ ... فأنهُ يقوم مُتعّمِداً بِتَيئيس الناس ، أي جعلهم يشعرون باليأس والقنوط ، وكذلك تعمل أحزاب السُلطة بِكُل جِدِية على زِرع الشَك في النفوس وترويج بأن الجميع وحتى الذين يّدعون المُعارَضة ، هُم في الواقع من أزلام السُلطة ! . تُغّذي الأحزاب المخضرمة في السُلطة ، فِكرة " إستحالة التغيير " وبَثِها بين الجماهير ، والإدعاء بأنه حتى لو حَصَلَ تغييرٌ ، فأن القادمين لن يكونوا أحْسَنَ وأنظَف من السابِقين .
خيرُ دليلٍ على ما أقول : الحزب الديمقراطي الكردستاني والإتحاد الوطني الكردستاني والأحزاب الشيعية ولا سيما حزب الدعوة والمجلس الأعلى والتيار الصدري والفضيلة ، والحزب الإسلامي العراقي . ولأن الحزبَين الكُرديَين يحكمان ضعف فترة الأحزاب الحاكمة في بغداد ، أي منذ 1992 ، فلنتحدث عنهما ، قُبيل إنتخابات مجلس النواب العراقي في 12/5/2018 . أدناه بعض الإنطباعات :
* بِدايةً .. لا أحدَ يقول ، بأن السُلطة في أقليم كردستان ، لم تكُن حِكراً على الحزبَين الديمقراطي والإتحاد فقط . لأن السُلطة الحقيقية المتمثلة ب ( القوة = البيشمركة / الأسايش / الشرطة + المال = جميع العوائد والواردات والتجارة ) كانتْ ولا تزال ، بيد الحزبَين . أما الأحزاب الأخرى وعند إشتراكها في الحكومة بوزارات في فترات متفرقة ، فلم تكُن تحُل أو تربط رِجل دجاجة في الواقع ! ، وإنما إرتضَتْ بهذا الوضع المُزري مُكتفية ببعض الفٌتات والإمتيازات المادية .
* من الغريبِ حقاً ، أن لا يتطرق الحزبان إلى ماجرى في 16/10/2017 وما ترتبَ عليه من واقعٍ جديد ، وكأن ماجرى كان في أفريقيا، وليس في أقليم كردستان وكركوك وسنجار .. وكأن الذين كانوا السبب ، هُم حُكام غواتيمالا وليس حُكام الأقليم من الحزبَين تحديداً . أن الديمقراطي والإتحاد يُراهِنان على أن " ذاكرة " الناس ضعيفة بل معدومة .
* الإتحاد الوطني ، يُعاني الكثير من التشرذُم والمشاكِل ، وليس عنده الوقت لترميم بُنيانه وإنقاذ ما يمكن إنقاذه . أما الحزب الديمقراطي ، فيعيد إنتاج شعاراته المتمثِلة بأنهُ الأوَل والأقوى والأفضَل ، مُتجاوِزاً خطابه السابِق قبل 25/9/2017 ، داعِياً إلى التشبُث ب " الدستور " ووحدة العراق . أن أقّل ما يمكن ان يوصَف بهِ هذا التبدُل الدراماتيكي في الخطاب خلال بضعة أشهُرٍ ، هو التناقُض . وأن أي حزبٍ في العالَم ، يُمارِس مثل هذا التناقُض ، لا بُد أن يدفَع الثمن من مصداقيته .
* عدم إشتراك الحزب الديمقراطي في إنتخابات كركوك فقط ، مدعاة للتساؤل .. فإذا كان السبب ، هو تواجُد الحشد الشعبي والوضع الأمني المُتردي ، فأن في سنجار وسهل نينوى ، يوجد الحشد الشعبي أيضاً . فكان الأجدى أن لا يشترك الحزب الديمقراطي في جميع المناطِق التي [ إسترجعَتْها أو سيطَرَتْ عليها أو " إحتَلَتْها " القوات العراقية والحشد الشعبي ] . أما أن تُقاطِع كركوك فقط ، فتلك إنتقائية غير مُبّرَرة .
* رغم صَيحات " الإصلاح " المنطلِقة من كُل مكان .. فأن الحزب الديمقراطي ، لم يستطع الفِكاك من إعتماده على ( العشائرية ) .. فقوائمه الإنتخابية مُزدانة بأبناء الشيوخ والآغوات ، مُطّعَمين ببعض الذين يحملون قبل أسماءهم ألقاب الدكتور أو البروفيسور .
* شخصِياً ... أنا مع الرأي الداعي إلى الإشتراك بكثافة في الإنتخابات [ المُقاطَعة .. إذا كانتْ مُنّظَمة وشاملة وواعية ، فأنها شكلٌ من أشكال الحَل ، والرَفض والعِقاب للطبقة السياسية الفاسدة . لكن مثل هذه المُقاطعة غير ممكنة وشروطها غير مُتوفِرة حالياً ] .. ولهذا فمن الأفضَل التوجُه إلى الإقتراع ، وتوخي الدِقة في إختيار القوائم والشخصيات النظيفة ... بعيدا عن قوائِم أحزاب السُلطة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات الطلاب الأمريكيين ضد الحرب في غزة تلهم الطلاب في فرن


.. -البطل الخارق- غريندايزر في باريس! • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بلينكن في الصين.. مهمة صعبة وشائكة • فرانس 24 / FRANCE 24


.. بلينكن يصل إسرائيل الثلاثاء المقبل في زيارة هي السابعة له من




.. مسؤولون مصريون: وفد مصري رفيع المستوى توجه لإسرائيل مع رؤية