الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة قصيرة بعنوان ((موسوبي))

عماد نوير

2018 / 4 / 18
الادب والفن


ق ق (موسوبي)

موسوبي

لم يكن ذلك الإطار و شريطه الأسود في وسط الجدار، يعنيان مغادرة حياتها للأبد، فهو لم يرحل لو أنها مانعت ذلك، أو إنه كان يعتقد أن العلاقات الحميمية لها نهايات محتومة، أو أن أسباب الغياب تقهر المواثيق و العهود التي نسجت خيوط لحظات السّعادة الأبدية، هي أيضا لم يحزن منها غير شكليات الواقع، و فرضيات العادات، مازالا يمارسان حياتهما بنفس النهم منذ لقاءهما الأول.!
مازالت تجد الصّحون معدّة جاهزة لغداء ستنجزه بسرعة نادرة اكتسبتها من فطرة المرأة الشاملة، فقط لأنه يعود قبلها للبيت بساعة واحدة، و لَم يكن لخروجها من الدوام بساعة قبل الموعد ربطا بالموضوع، هكذا حدَّثَتْ صديقتها المشككة في مواصلته الحياة بعد انطفائها من سجله منذ خمس سنين!
مازالت تتفرج على البرامج اللي اجتمع ذوقيهما معا عليها، دون الحنين إلى أخريات عشقتها قبل أن تقدم على حياتها الجديدة و حضنه الدافئ، مازالت تعدّ السرير و تبتسم، ثم تختنق بالضّحك حين تتذكّر أنه سيكون حاسدا لأرضية الغرفة التي سوف تجمعهما، مازالت تتمتم و هي تعدّ العشاء، لتبني قصيدة تضيفها لديوان حبهما الأزلي، ترقص لها حواسه عندما يجنّ الليل على كل العشّاق، مازالت تنتظر أن تغيّر ملابسها إلى واسعات يجعلنها أكثر حشمة في وضع جديد محتمل...
مازالت تلتفت إلى اللوحة كلما حدّثته لأي أمر، لا يهم ما هو، ثم تتابع بعد ذلك نظراتها وراءه في البيت.
أحيانا ينتابها شعور في توبيخه، لتغييره نمط الحياة التي كانا يغرقان بها، لكنها كانت تخشى فلسفته العميقة، التي تسلّم لها في نهاية كل نقاش، كانت تحتاج أن تخبره بأنها تحتاج إلى أكثر من شربة ماء لتحسّ بالارتواء، إلى أكثر من تشغيل المدفأة لتشعر بالدفء، لكنها تتوقف فجأة حين تتذكّر اكتفائها عند كل صباح، حين تطاوعها الابتسامة و لا تغادرها حتى يتلصّص على مفاتنها ذاك الذي ردّته مليون مرّة.
كانت الخيول التي تجر عربة اللّهفة بطيئة هذه المرّة، السائق كان عجوزا بيد واحدة و ثلاث أصابع، تنحرف العربة جابنا و اللِّجام ينفلت أو يكاد مع كل سكون، دورة السّاعة تأخّرت هذه المرّة، حقيبتها من الثقل ما كان يدفعها للتخلّي عن رواية الموسوبي التي اقتنتها حديثا! قابلها بالطّريق شخص تكرهه، لم تتذكر كيف جمعتها به الحياة، و لم تصحُ الذاكرة من سبات عميق، كان حملهُ لمعول حفر و اتّجاهه صوب مقبرة كفيل بأن تشيح بوجهها عنه.
المفتاح كان وجلا و يدها تحاول أَت توخز الذكرى، و الإيمان بالخلود يتوسل شبحا باهت، صرير الباب يركض نحو موسيقى عالية، رقصتها قيدتها اللوحة الفارغة، و المطبخ الغارق في فوضى الصّباح، و الحياة تحتضر على أركية طالما تشرّفت بنشوتهما ليال، اصطبغت بدمه الزكي و عيناه تستقبلان فتحة الباب...و وعود تمزّقتْ على عتبته.

عماد نوير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ياحلاوة شعرها تسلم عيون اللي خطب?? يا أبو اللبايش ياقصب من ف


.. الإسكندرانية ييجو هنا?? فرقة فلكلوريتا غنوا لعروسة البحر??




.. عيني اه يا عيني علي اه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي


.. أحمد فهمي يروج لفيلم -عصـ ابة المكس- بفيديو كوميدي مع أوس أو




.. كل يوم - حوار خاص مع الفنانة -دينا فؤاد- مع خالد أبو بكر بعد