الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
حول صراع العصبيات
سليم نزال
2018 / 4 / 20مواضيع وابحاث سياسية

الذين يعلقون بالقول ان وسائل التواصل غارقة فى العصبيات محقون لاننا نعيش فعلا فى زمن صراع العصبيات .و هو تعبير صاغة الدكتور فريدريك معتوق و هو عالم اجتماع لبنانى يعتبر من ابرز علماء الاجتماع فى العالم العربى .و من الواضح ان صياغة صراع العصبيات جاء على نسق تعبير صراع الحضارات .
لاحظ الدكتور معتوق ان صراع العصبيات يكون خاصة فى البلاد ذات التعددية فى المرجعيات الثفافية و العصبية .و هو امر لاحظناه فى الصراعات فى بلاد عدة مثل لبنان و العراق سورية و السودان .
و قد قسمت فى دراسة سابقة هذه الصراعات الى تلاثة انواع منها الثقافى و العرقى و الحزبى لكن بدون ان استفيض الان لكن كل الصراعات تخفى فى جوفها تاريخا و منظومات قيم متصارعة .حتى الصراعات التى كانت تحصل بين احزاب يمكن فى راى تحليلها لمعرفة منظومات القيم الثقافية و السياسية التى تكمن خلفها مثل صراع البعث مع الشيوعيين فى العراق فى الستينيات و صراع حماس و فتح فى فلسطين الخ .
و من ضمن ما اعتقده ان الهزات الحاصلة لم تودى فقط بانظمة حكم قديمة لكن اكثر عملت على خلخلت الكثير من منظومات القيم التى و ان لم تكن قد تعلمنت تماما لكنها بات تفترق الى حد ما عن منظومات القيم التقليدية .لكن هذه الانظمة لللاسف لم تنجح او لم ترد او لم تستطع بناء ثقافة القانون لانها ثقافة ان تشبع بها المجتمع تحد كثيرا من فكر العصبيات .
نحن نعرف من خلال الفكر الخلدونى اهمية دور العصبيات فى التاريخ الانسانى .و لولا وجود القبيلة ايا كان شكلها الا انها حمت وجود الانسان لانها كانت الشكل الارقى فى تلك العصور لفكرة تكاتف الافراد و مساعدتهم لبعضهم البعض مقابل الولاء المطلق للفبلية .ولعل اختراع العصبية كان من اهم الانجازات الاجتماعية .
و لذا نرى انه لا يوجد فرد فى القبيلة بل دور يلعبه كل شخص .و لم نعرف الفردية الا من الثفافة الغربية التى نجحت غير مسار طويلة من خلخلة فكرة القبلية و الولاءات الصغيرة و ادمجت الجميع فى الولاء الترابى اى الوطنى .
اعتقد ان الدولة العربية الحديثة كانت مزيجا من دولة القبيلة المهيمنة اضافة الافكار حديثة كانت تضفى على الدولة طابعا وطنيا نجح الى حد كبير فى طمس الولاءات القبلية .
لكن من المهم هنا ان لا ننسى القول ان الثقافة القبيلة هى الاساس و التكوينات الاجتماعية هى نتيجة لها .لا يمكن وجود ولاءات قبلية بدون ثقاقة قبيلة (تهضم ) الثقافة القبيلة و تصبح جزءا من هوية الشخص .
و عندما اتحدث عن الثقافة القبلية فانى اضعها مع ثقافة الطوائف و الاديان لانها حين تصبح الانتماءات الاقوى تتحول الى ثقافة قبيلة .
و عندما اسمع احيانا ان الثقافة القبلية لم تكن موجودة فى هذا الزمن السياسى او ذاك فانا اشك بذلك لانى اعتقد ان طبيعة نظم الحكم ضغطت عليها لعدم بروزها فى الفضاء العام لكنها فى اطار العلاقات الاجتماعية كانت موجودة .
لكن بمجرد ان راينا ضعف الحكم المركزى لاحظنا انفجار العصبيات و هو دليل انها كانت موجودة .
تبقى المشكلة كيف يمكن التعامل مع ثقافة العصبيات من الاشكالات التى تحتاج لحديث طويل لكنى اختصر الان .
لدينا فى هذا الصدد عدة نماذج.الاول هو نموذج قوة الدولة المركزية التى تقمع العصبيات . اما الثانى فهو نموذج السودان حيث انفصلت عصبية الجنوب بعد عقود من هيمنة عصبية الشمال .
اما الثالث فهو انتصار عصبية و فرض هيمنتها على المجتمع .
و هذا يعنى حرفيا زرع قنبلة موقوته فى المجتمع ستنفجر اجلا ام عاجلا .
اما النموذج الرابع فهو يحتاج لوقت طويل لانه سيكون فى حرب شاملة مع ثقافة العصبية و هى ثقافة راسخة لاجيال عديدة .انه النموذج الدمجى الذى ييدمج الجميع فى اطار ثقافة الانتماء للدولة و الوطن
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. عراقجي: إيران قادرة على إصلاح الأضرار اللاحقة بالبرنامج النو

.. طائرات مسيرة أوكرانية تقصف مصنعا في إيجيفسك الروسية

.. دونالد ترمب: آمل أن تقبل حماس هذا الاتفاق لأن الوضع لن يتحسن

.. فتح تؤكد ترحيبها بأي صفقة تنهي حرب غزة

.. -خدعونا لـ40 عاما-.. ترمب يستبعد تمديد الموعد النهائي المحدد
