الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نريد ملك ، مؤثر

محمد ليلو كريم

2018 / 4 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


قبل فترة أعلنت - كمواطن عراقي - تأييداً واضحاً وصريح لعودة النظام الملكي ، ولأن النظام الملكي أطيحَ به في صبيحة ١٤ تموز عام ١٩٥٨ وقيام الجمهورية كنظام حكم ، أنسل من ذلك النظام الملكي وريث عائلي للعائلة الملكية هو الشريف علي بن الحسين إبن السيدة بديعة : (( الأميرة بديعة بنت علي بن الحسين هي ابنة الملك علي بن الحسين آخر ملوك المملكة الحجازية الهاشمية، وحفيدة الشريف الحسين بن علي ملك العرب وقائد الثورة العربية الكبرى، وابنة اخ الملك فيصل الأول، أول ملوك العراق. وابنة اخ الملك عبد الله الأول، ملك ومؤسس المملكة الأردنية الهاشمية. وشقيقة الملكة عالية زوجة الملك غازي ثاني ملوك العراق، وشقيقة الأمير عبد الإله الذي كان وصيا على عرش الملك فيصل الثاني، وهي والدة الشريف علي بن الحسين بن علي بن عبد الله، المطالب بإعادة الحكم الملكي في العراق )) كما جاء في الويكيبيديا .. وهي الناجية من مجزرة قصر الرحاب التي ارتكبها الانقلابيون العسكر ..
كنت قد نشرت مقال بعنوان ( الحل ٢١ ) للتصريح بتأييد عودة النظام الملكي ، والمقال منشور على صفحة التجمع الملكي العراقي الدستوري بتاريخ ٢١ فبراير ( شباط ) ٢٠١٨ ، وملخصه أن العراقيين لن يتفقوا على شخص ليمثل رأس الحكم السياسي ، والعراق اليوم يتكون من ثلاث مكونات متحاربة سياسياً ، وأقصد الكرد والسُنة والشيعة ، ناهيك عن الانقسامات الحادة في داخل كل مكون ، ولهذا أرى ضرورة عودة النظام الملكي لأن شخص الملك سيكون محل اتفاق ( ولو بالحد الأدنى ) والنظام الملكي ظل خارج تأريخ العنف والصراعات الجمهورية مذ الإطاحة به في ١٩٥٨ ، وللتذكير فأن العهد الملكي لم يأت عن طريق انقلاب ، ولم يتسبب بإحتلال نتيجة سياسات غير مسؤولة ، ولم يُعرف عنه فساداً كالذي عُرفت به جمهوريات ما قبل ٢٠٠٣ ، وجمهورية بعد ٢٠٠٣ ، وما كان الملك ضمن تأريخ التناقضات الطائفية السياسية الصِدامية ، فهو الأفضل حين نبحث عن أنجع الحلول للخروج من منغلق التنافر الطائفي والعرقي العراقي ..
وقلت في المقال أن أنظمة ما بعد ١٩٥٨ غير شرعية لأنها قامت على أساس انقلاب عسكري دموي ، ولم تحقق ما يفضي عليها أي نوع من الشرعية لنعتبرها مشابهة للثورة الفرنسية ( مع أن تطور الملكية البريطانية أفضل بكثير من نتائج الثورة الفرنسية التي أفضت لتولي الدكتاتور نابليون للحكم وتفرده بالسلطة والتسبب بحروب مدمرة لأوربا ، والجمهورية الفرنسية اليوم هي الخامسة ) .. ما زلت أرى ضرورة عودة الحكم الملكي ، وهي ضرورة لا بد منها ولا بديل عنها ..
ما يؤخذ على الشريف إنه لم يكن على مقربة من الناس طيلة الفترة الماضية ، ولم يكون كتلة من المواطنين واسعة وفعالة كإستعداد مبكر للإنتخابات العامة ، وما كان إنضمامه ل ( سائرون ) إلا تماشياً مع مجمل المشروع الذي تتبناه القوى الكبرى العالمية لبلورة عراق يُغير المنطقة بعمق استعداداً لمرحلة ما بعد النظام العالمي الجديد ، وهو مشروع تجاوز فعلياً حواجز الوهابية السعودية ، والسلفية السورية ، والممانعة العراقية ، ومصر والأردن طيعة ، ولكن تركيا وإيران لم تنخرطا أو تستسلما للمشروع بشكل تام ، والأكثر ممانعةً هو نظام ولاية الفقيه ودولته القائمة في إيران ( هناك تصريح لهنري كيسنجر في هذا الخصوص في عام ٢٠١٦ . في حوار اجرته معه جريدة “ديلي سكيب” الأمريكية) ..
كنا كعراقيين بحاجة ماسة لملك يتولى الحكم ، ونحتاجه لبلورة تفاهمات وتوافقات مع القوى العالمية الكبرى ، وهذا ما لم يتصدى له سمو الشريف علي بن الحسين ، للأسف ، ولم يتحرك طيلة السنوات الماضية للتواصل بشكل مباشر مع المواطنين وتطوير هذا التواصل عبر التجربة المباشرة ، للأسف ..
أستمعت للدقائق القليلة التي تحدث بها سمو الشريف للعراقيين ، ولم يأتي بجديد ، فكل السياسيين ورجال الدين يوصون بإنتخاب الأفضل ، بينما الحاجة ماسة لعودة النظام الملكي بزعامة ملك مؤثر ، وأنا أقول مؤثر ولا أقول قوي ، واعتقد الفرق واضح ..
اعيب على كل عراقي نزعة التقديس المكثفة للأشخاص ، وإطلاق الأقوال التقديسية فيهم ، ومن ضرورات تطوير وتنقية الوعي العام أن يرسخ الكُتّاب والمفكرون والمثقفون ثقافة النقد البناء ومناقشة الأخطاء وعدم تأليه الأشخاص في المجال السياسي أو الديني ، فرجل الحكم ، كما رجل الدين ، إنما ينحصر عملهم في النقطة الأولى بخدمة الناس ، لا أن يُرفع الشخص الزعيم الى مصاف الآلهة وتُهمل مسالة ما يقدمه للناس من خدمات ..
لن يحترمنا سمو الشريف إذا وجدنا مصفقين مقدسين له فقط ، ولا نسأله عن شؤون وحيثيات علاقتنا المتبادلة معه ، ونكتفي بتمجيده وعائلته ونسبه ومنجزات قديمة أنتهت في عام ١٩٥٨ .. أنا أنتقد سمو الشريف لأني أريد فعلاً عودة النظام الملكي وتقلده للعرش كملك مؤثر ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دعوات دولية لحماس لإطلاق سراح الرهائن والحركة تشترط وقف الحر


.. بيان مشترك يدعو إلى الإفراج الفوري عن المحتجزين في قطاع غزة.




.. غزيون يبحثون عن الأمان والراحة على شاطئ دير البلح وسط الحرب


.. صحيفة إسرائيلية: اقتراح وقف إطلاق النار يستجيب لمطالب حماس ب




.. البنتاغون: بدأنا بناء رصيف بحري في غزة لتوفير المساعدات