الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخلاصة

ياسين المصري

2018 / 4 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من كتاب (الإسلام جاء من بلاد الفرس)
عندما بدأت الممالك في نبذ اليهود، بما فيهم حلفاؤهم الفرس بعد المذبحة التي قاموا بها ضد المسيحين المؤمنين بعقيدة الثالوث عقب دخول الفرس لبيت المقدس بدون الرجوع لكسرى، أصبح القريشيون اليهود في حاجة لنبي، يكون مسيحَهم الجديد، وبالطبع وكالمعتاد بين اليهود ألَّا يكن إختيارهم للنبي عبثا، فاختاروه (ملكا ومحاربًا) ليعلي من شأنهم وسط القبائل وليستردوا به سيطرتهم على الكعبة في مدينة البتراء، بالتأكيد لم تكن قريش بأجمعها تؤيد هذه الفكرة، وفي نفس الوقت كان المسيحيون الشرقيون في خلاف مع بيزنطة حول طبيعة المسيح حيث يراه الشرقيين بشرا وليس إله وبيزنطه تدعم فكرة المسيح ألإله فكانت الظروف ملائمه لظهور مسيح القريشيين الجديد.
وقع اختيارهم على شخص أسطوري، من أب فارسي وأم عروبية، وما زالت تتردد أصداء سمعته في المأثور الشعبي الفلكلوري، هو (أليا بن أبي قبيصة) ملك الحيرة المحارب شديد البأس، والذي من الواضح أنه كان مسيحيًا لايؤمن بالثالوث، وكانت تربطه علاقة قرابة بقريش وكعبتها في البتراء،. وبعدما خدع أسياده الفرس ترك ملكه في الحيرة وفر هاربا إلى مملكة الغساسنة، عاش بين قريش في البتراء، وعمد إلى قتل النبي الحقيقي (مسلمة)، وفرض سيطرته العسكرية والدينية بهدف بناء إمبراطورية جديدة وأن يكون ملكا كإمرئ القيس وماوية ملكة السراسِن العظيمة، وفي نفس الوقت، كانت قبائل العربان قد أنهكت من صراع الفرس والروم، فالفرس يستخدمون المناذرة والروم يستخدموا الغساسنة في حروبهم، وحان الوقت للتخلص من تبعيتهم للأمبراطوريتين التي أنهكتهما الحروب بدورهما، فحدث فراغً سياسي وعسكري كبير. وكان أليا يعرف جيدًا أن فكرة النبي المسيح والحُكم بإسم ألإله أقوى فكرة يستطيع السيطرة بها على عقول العربان، فقرر أن يدعوا أكبر عدد من مختلف الديانات التي تعج بها المنطقة إلى الإنضواء تحت لوائه الحربي بإسم ديانة إبراهيمية جديدة لم تحدد معالمها أثناء حياته.
كانت (ذي قار) التي هزم فيها الفرس، إختبارًا لتحالفاته وإثباتًا لقدرتة على قيادة العربان، ولكن الفرس انتقموا منه وهُزِموه في (أحد)، و(تم طرده ملحقا بالعار)، كما قال سيمون أسقف الريفارداسير بالقرب من البصرة، فهاجر هربا من كسرى سعيًا إلى تحالفات جديدة مع الغساسنة والقبائل اليهودية، وهنا نجد مخطابتة لليهود وقبائل العربان في الشام واضحة في القرأن. يتحالف مع جبلة ملك الغساسنة الذي يطمح بدورة في إعادة أيام المجد وحلم تكوين إمبراطوريتين جديدتين، فيكون للغساسنة ملك الشام ومصر وللمناذرة ملك خراسان والحجاز ويستقلون عن سلطة البيزنطيين والفرس الذين إستغلوهم مئات السنين.
يكوِّن أليا (محمد) جيشًا من أتباعه الملقبين بالمهاجرين نسبة للدين الجديد الذي أتوا به من مكان هجرتهم، فكان كل من يدخل الدين الجديد من العربان اليهود والمسيحيين الغير مؤمنين بالثالوث يصبح تحت مظلة المهاجرين، مع أن الديانة لم تكن واضحة ومحددة المعالم آنذاك ولم تكن تحت إسم (الإسلام) ولم يظهر أسم المسلمين بعد. ثم يبدأ حروبه ضد الفرس ويبدأ جبلة بقيادة ابنه معاوية الحرب ضد الروم وتسقط فارس بسهولة،
أولا: لأن الديانة التي يحارب محمد / أليا تحت غطائها كانت نفس الديانة التي انتشرت في فارس كما أسلفنا،
وثانيًا: لأن نسله ينحدر من كبيسا / كبشا في أفغانستان الفارسية،
وثالثًا: أن كل القبائل هناك (تقريبًا) كانت تدين له بالولاء، لمعرفتهم به وما يحمله لهم من أمل إستعادة كرامتهم المهدورة جراء الحروب الطويلة والعودة إلى مجدهم القديم والوحدة السياسية والدينية
ورابعًا: أنه تعامل عسكريًّا مع الفرس لسنوات طويلة ويعرف تحركاتهم وخططهم وأساليب حروبهم، وبالتأكيد كان له جواسيس داخل البلاط الفارسي ومنهم من سمي بـ(سلمان الفارسي) الذي ولي حكم المدائن كمكافأه له.
تمكن أيضًا من فتح القدس لليهود وانتزاعها من سيطرة الرومان، فأطلق عليه لقب (الصديق) ثم دخلها دخول المسيح المخلص فلُقِّب بالفاروق (المخلص) ويصر السنة على من لُقِّب بالفاروق هو عمر، بينما الشيعه يرون أن مَنْ لُقِّب بالصديق والفاروق كان عليا، ومن الممكن أن يكون محمد / أليا قد عيَّن صحابته أو البعض منهم ولاة على مدينة يثرِب في ذلك الوقت.
يتوفى جبلة ويتولى ابنه معاوية زعامة الغساسنة وتدب الخلافات بينه وبين محمد / أليا ويبدأ الصراع على السلطة حتى يُقْتَل أليا 658م وذريته من بعده، ويحكم معاوية السيطرة على المملكة ويصبح أول ملك للإمبراطورية الموحدة الجديدة التي تمتد من خراسان شرقًا حتى المحيط الأطلسي غربًا. يبقي معاوية على إسمها تخليدا لذكرى أم السرسين (المَلِكَة ماوية). يموت معاوية ويتولى ابنه يزيد الحكم، فيحاول أتباع الدين الجديد بزعامة عبد الله بن الزبير الخراساني الثورة والخروج من الحلف، وبناء كعبته الحالية في مكة، ولكن الحجاج يقضي عليهم ويقتل ابن الزبير ويفر أتباعه من بني هاشم إلى خراسان. وكي يوحِّد عبد الملك بن مروان المملكة، يعلن الدين الجديد دينًا رسميًا للدولة ويعين الحجاج على العراق وخراسان ليجهض أي محاولة للثورة ويجعله يزوِّر التاريخ ويبدأ في كتابة القرأن لمصلحة المملكة الجديدة! فكيف يكون معاوية مؤسس الدولة مسيحيًا وحارب وإغتال نبي الدين الجديد وقضى على ذريتة، ويبقى أبناؤه في الحكم من بعده. من اللازم إذن طمس الحقيقة، وجعل حرب معاوية مع ابن عم النبي وليس مع النبي شخصيا، وإلا ستصبح كارثه تهدد أمن الدوله الحاكمة، والسيف لكل من يحاول كشف الحقيقة، والمال لكل مدلس يشترك معهم في إخفائها. ويتم خلق أسطورة عن الدين الجديد، ويصبح محمد وأليا شخصيتين منفصلتين. وينضم معاوية لزمرة صحابة محمد التاجر الزاهد، ثم يأتي العباسيون ويدَّعون أنهم ينحدرون من طرف أليا (آل البيت)، ليخلقوا سببا للقفز على الحكم، ويدعمون كعبة ابن الزبير في مكة الحالية، ويبدأون في تدوين أساطيرهم حول هدمها وبنائها على يد إبراهيم العبراني وأبنه إسماعيل، وحول محمد / أياس بن قبيصة بصفته نبي الإسلاموية التي تعني الخضوع والاستسلام، ويجعلون منه (محمد / زاردشت)، وبقايا الحقيقة المشوهة التي يصنع الشيعة والسنة منها حكايات وقصص أسطورية كل يوم، ويتقاتلون جميعًا من أجل أوهام وخرافات ليس لها علاقه بالواقع الذي كان في الأساس صراعًا دمويًا على السلطة، ولعب فية الدين بأشكال مختلفة دورًا رئيسيًا، مازال هذا الدور قائمًا بين المتأسلمين، وسيظل إلى أن يشاء العقل، إن كانت للعقل بقية!
مما سبق يتضح لنا أن هذه الديانة كانت (ومازالت) في مجملها مشروعًا استعماريًا وسياسيًّا كبيرًا، تبنًَّاه الحكام المتأسلمون (سابقًا ولاحقًا) بهدف السيطرة على البلاد وإخضاع العباد، بدعم قوي من الفقهاء ورجال اللاهوت، مما أوجد أمة تتخبط بالجهل والفقر والفساد والفوضى وتتصارع باستمرار مع الأمم الأخرى .. عاشت وبنت ماضيها ولا تزال تعيش حاضرها على الأكاذيب والآمال والأوهام المقدسة!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رائع
عدلي جندي ( 2018 / 4 / 22 - 14:10 )
لا يبحث مُسلمْ في تاريخ عقيدته لأنه مشغول تماماً إما بالجهاد في سبيل الأوهام أو بالدفاع باللف والدوران حول حقيقة القرآن وتاريخه وكاتبه و عن خرافات لا محل لها في عقول الباحثين عن الحقيقة
ثورة المعلومات مع التكنولوجيا الحديثة فضحت التزوير و عجز وأوهام العقيدة
تحية للمجهود


2 - تفسير
محمد البدري ( 2018 / 4 / 22 - 15:18 )
يمكن بهذا التحليل واعادة تركيب احداث ما حدث فهم بل وتفسير لماذا كل الشراح والمؤرخين كالبخاري والطبري ... الخ من بلاد فارس وما حول بحر قزوين


3 - الغموض
على سالم ( 2018 / 4 / 23 - 06:29 )
لاجدال يوجد شئ غير طبيعى فى الحدوته الاسلاميه , لماذا نجد دائما التواجد الفارسى فى الاحاديث وكتب السيره والتراث الاسلامى , بالطبع تحليلك للروايه الاسلاميه اكيد صحيح , هذا يوضح تماما لماذا يتواجد الاسلام فى الجمهوريات الروسيه الاسلاميه وفارس الناطقه بالفارسيه , هذا اكيد عك اسلامى واكاذيب وتدليس وان كان الشيوخ دائما يكتموا على هذا الامر لانهم يعرفوا ان حقيقه الاسلام عليها علامات استفهام كبيره , شكرا لمجهوداتك


4 - عدلي الجندي يتحدث
الجندي ( 2018 / 4 / 24 - 13:28 )
سيدي عدلي كلنا نقرا مقالاتك ونعلم من يلف ويدور
اما عن خرافات
قل لي ما هو الكتاب المقدس الخالي من الخرافات
اجبني الان
عندما تبحث بدين
طبعا راح تلاقي خرافات
دين بدون خرافات يجب اخراجه من خانة الاديان
وكتاب مقدس بدون خرافات يجب اخراجه من خانة الكتب المقدس
فماذا استفدنا من قولك خرافات لا يصدقها العقل الباحث ؟؟؟؟؟؟
لاء باحث كمان

اخر الافلام

.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال




.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر


.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي




.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا