الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إعلان نتالي بورتمان خطوة على الطريق الصحيح

جدعون ليفي

2018 / 4 / 26
مواضيع وابحاث سياسية



اعلان نتالي بورتمان قرارها مقاطعة احتفالات جائزة «براشيت» الاسرائيلية كان مشجعاً ويبعث على أمل لا مثيل له. جاء هذا من قمة العالم المضيء، من قبل محبة لاسرائيل، يهودية تتحدث العبرية ومن مواليد البلاد، مواطنة اسرائيلية لديها ما تخسره. وهي ليست لاسامية وليست متعصبة، ليست يمينا متطرفا ولا يسارا راديكاليا، ليست روجر ووترز وحتى ليست الـ «بي.دي.اس». بالضبط من الوسط، من قلب التيار اليهودي المركزي، انتقاد لاسرائيل، جرّاح محب، بل نوع من المقاطعة.
في الوقت الذي يخاف فيه فنانون اسرائيليون (يساريون) من «الظل» واساسا من ظلهم، جاءت فنانة بهذا المستوى وقالت اقوالها الصريحة عن اسرائيل. الى جانب الضمير يجب أن تكون هناك ايضا درجة كبيرة من الشجاعة للقيام بخطوة كهذه. في الاساس امام هوليوود اليهودية، الصهيونية والمفترسة، التي لن تنسى ولن تغفر لبورتمان.
اليمين في اسرائيل أيضا لن ينسى لها ذلك: وزير محاربة الـ»بي.دي.اس»، جلعاد اردان، سارع الى نشر رسالة شرح فيها لبورتمان الوضع. ما يجري في غزة ليس بسببنا، كل شيء بسبب «حماس». دعاية الاكاذيب والهراء العادية، بالضبط في اليوم الذي قتل فيه قناصة الجيش الاسرائيلي بدم بارد فتى آخر ابن 15 سنة، فصورة محمد ايوب، التي تقض المضاجع وهو ملطخ بالدماء على رمال غزة، نشرت على الملأ. وسرعان ما تبين أنه على رأس السارق العبري تحترق القبعة العبرية: اردان مثل كثيرين كان على قناعة بأن قتل المدنيين في غزة هو الذي أثار بورتمان. ولكن الامر ليس كذلك.
اعلانها التوضيحي شوش على قوة الخطوة التي اتخذتها. «لقد قررت عدم الظهور حتى لا أبدو كأنني اؤيد بنيامين نتنياهو»، كتبت. خطوة كبيرة الى الامام وخطوة صغيرة الى الوراء. نتنياهو هو حقا مشكلة؛ هو ليس المشكلة التي بسببها كان يجب على بورتمان بصفتها صهيونية وصاحبة ضمير، أن تسمع صوتها. نتنياهو هو اسرائيل.
لقد مرت بورتمان بطريق طويلة ليس فقط منذ فيلمها الاول وحتى حصولها على الاوسكار، بل ايضا منذ الرسالة التي نشرتها في صحيفة الطلاب «هارفارد كريمسون» قبل 16 سنة، التي دافعت فيها عن اسرائيل ونفت «الابرتهايد» عنها، وحتى الخطوة الاحتجاجية التي اتخذتها، قبل أيام.
التغيير الذي حدث لها، والذي حدث كما يبدو في قلب يهود كثيرين، يبشر بأمور جيدة، ومثله ايضا شجاعتها. ولكن الطريق ما زالت طويلة. بورتمان كتبت أنها لم تأت بسبب «العنف، الفساد، غياب العدالة واساءة استخدام قوى السلطة». لا توجد كلمة واضحة عن أبي الاخطاء، الاحتلال.
احتجاجها ايضا غير موجه للعنوان الصحيح. هناك أخلاقوية معتدة بنفسها خلف القاء كل شيء على نتنياهو، مثل اغلبية اليهود (والاسرائيليين الليبراليين)، ترى بورتمان في نتنياهو مظهرا لكل شر. وماذا عن أسلافه، الذين زرعوا الدمار والقتل في غزة ولبنان، وفرضوا حصارا وحشيا على قطاع غزة، وثبتوا الاحتلال في الضفة الغربية وضاعفوا بثلاثة اضعاف عدد المستوطنين – هل كانت ستصافحهم وفقط لا تصافح نتنياهو؟
إن قوة بورتمان الاعلامية كبيرة. صباح أول من أمس، كان هناك 100 ألف اعجاب باعلانها. اليهود تنفسوا الصعداء، وهناك مثلهم من الاسرائيليين: بورتمان ضد الـ «بي.دي.اس» وضد نتنياهو، لكنها تواصل «الاحتفال بالطعام الاسرائيلي والكتب والفن والسينما والرقص الاسرائيلية».
السيدة بورتمان العزيزة، ايضا الطعام والرقص والسينما الاسرائيلية مصابة بالاحتلال. هناك ما هو مصاب أكثر وهناك ما هو مصاب أقل. جميعنا مذنبون به. إن الطريق لانهائه، التي هي الشرط الاول والضروري لتحويل اسرائيل الى مكان أكثر عدالة، تمر عبر خطوات جريئة مثل التي قمت بها، لكن يجب أن يتم علاج مركز النار وليس فقط هوامشها، علاج مركز السرطان وليس فقط توابعه. يجب أن تتحول الى خطوات عملية مثل التي تدعو الـ «بي.دي.اس» الى اتخاذها، هذه هي الطريق الوحيدة لهز اسرائيل التي ترضى عن نفسها.
أنا الرجل الصغير ارفع القبعة امام شجاعتك، سيدة بورتمان. اتجاهك هو الاتجاه الصحيح، بدون رياح داعمة وشجاعة من اشخاص مثلك لن يتغير شيء هنا، لكن هذه هي فقط البداية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف قطاع الطائرات المسيرة


.. ماكرون يدعو لبناء قدرات دفاعية أوروبية في المجالين العسكري و




.. البيت الأبيض: نرعب في رؤية تحقيق بشأن المقابر الجماعية في قط


.. متظاهرون يقتحمون معهد التكنلوجيا في نيويورك تضامنا مع جامعة




.. إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة ا