الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات العراقية وجريمة بيع الاصوات

كوهر يوحنان عوديش

2018 / 4 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


يظن ويعتقد الكثير من الناس ان الديمقراطية تكمن في اجراء الانتخابات لاختيار البرلمان او رئيس البلاد، حتى لو كانت هذه الانتخابات تكريسا للدكتاتورية واستبدال مجرم بمجموعة من المجرمين او لص بعصابة من اللصوص، وكأن العملية الديمقراطية باجمعها تختصر بانتخابات مزورة لتبديل الوجوه دون احداث اي تغيير في نظام الحكم.
في البلدان المتمدنة والمتحضرة يكون تصويت الناخب على البرنامج الانتخابي اكثر من تصويته على الانتماء الحزبي والديني والطائفي لتحقيق المصلحة العامة وليس لفرض مصلحة شخصية او فئوية، اما عندنا في العراق الجديد فان الناخب يعتمد في تصويته على الانتماء الديني والطائفي والقومي والموروث الفكري بغض النظر عن البرنامج الانتخابي والمصلحة العامة، وهذا هو السبب الاول والرئيسي في الدمار الذي يلحق بالبلد.
بالرغم من الاوضاع المزرية السائدة في البلد بعد 2003 فان الناخب العراقي لا زال محكوما ومسيرا بالمشاعر والعواطف الانتمائية متغاضيا عن المصلحة العامة، وبذلك اعطى فرصة ذهبية للانتهازيين والفاسدين لنهب الوطن والتلاعب بمصير الشعب عبر اثارة تلك العواطف والمشاعر، دون ابداء اي جهد او محاولة لتحسين هذا الواقع المر والمأساوي من خلال توسيع نطاق فكره المغلق والمحصور بمفاهيم خاطئة عن الحكم والسلطة واعطاء نفسه المكانة المناسبة للمشاركة في الحكم عبر الفهم الصحيح لمعنى الديمقراطية.
الكارثة التي تلف الوطن وتخنقه لا تكمن في صيغة الحكم والاشخاص الذين يحكمونه فقط، بل تكمن ايضا في الوعي الشعبي الذي يلعب دورا اساسيا في تثبيت اشخاص اخفقوا في ادارة البلد على الحكم، وبذلك فان الشعب يتحمل جزءا كبيرا من مسؤولية ما وصل اليه البلد من انحدار على كافة المستويات.
بيع الناخب العراقي صوته بمبلغ مالي يغطي مصروفه لايام معدودة هي كارثة اخرى ومن نوع جديد تحل بالعراق وتبشرنا بان الفاسدين الذين حكموا البلد منذ 2003 سيحكمون لفترة اخرى غير محدودة، وذلك اما بانتخابهم من قبل طائفتهم مرة اخرى او بواسطة شراء اصوات الناخبين باموال نهبت من خزينة الدولة واستقطعت من قوت اليتامي.
التذمر الشعبي من الاوضاع الاقتصادية والسياسية والامنية المتدهورة لم يعد مقبولا اكثر، لان الشعب يتحمل القسط الاعظم من مسؤولية حالة البلد المزرية، فاذا كان الشعب قد انخدع بهم وانتخبهم في المرة الاولى لماذا كررها ثانية واعاد انتخابهم ثالثا؟ ووافق على بيع اصواته في المرة الرابعة بثمن بخس لا يقدر؟
على الناخب ان يفهم ويدرك ان الانتخابات ما هي الا وسيلة لمشاركته في الحكم عن طريق اختيار ممثليه، وليس لاختيار شخص او مجموعة من الاشخاص لنهب وتدمير البلاد وتشريد العباد، وليس لتسييد طائفة على اخرى وليس للتعامل بمبدأ الاغلبية والاقلية لاقصاء وتهميش من هم اقل عددا....


صرخة:- صوتكم وسيلة للتغيير نحو الاحسن فلا تسيئوا التصرف به.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم


.. على رأسها أمريكا.. 18 دولة تدعو للإفراج الفوري عن جميع المحت




.. مستوطنون يقتحمون موقعا أثريا ببلدة سبسطية في مدينة نابلس


.. مراسل الجزيرة: معارك ضارية بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال




.. بعد استقالة -غريط- بسبب تصدير الأسلحة لإسرائيل.. باتيل: نواص