الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول الانتخابات القادمة ويوم العمال العالمي

نادية محمود

2018 / 4 / 29
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


1- الى الامام: يتصادف الاول من ايار هذا العام مع قرب موعد الانتخابات، ماهو خطاب الحزب الشيوعي العمالي العراقي الى الطبقة العاملة في العراق هذا العام عشية الانتخابات؟

نادية محمود: كما تعلمون ان الاول من ايار هو يوم التذكير بنضال الطبقة العاملة، بصراعها مع الرأسمالية، تذكير باستغلالها من قبل هذه الطبقة، وبحقانية هذا النضال. انه لا يتعلق فقط بحقوقها بالعمل ساعات اقل، او اجر اعلى او شروط عمل افضل، او صيانة سلامتهم المهنية، او ضمان حقوقهم في التنظيم، وحقوقهم في المنافع الاجتماعية فقط، والتي نعرف ان العمال لا يتمتعون بالكثير من هذه الشروط، ناهيك عن وجود جيش احتياطي من البطالة، الذي يشكل ضغطا على العمال، حيث يجري تهديد العمال باستبدالهم بالعمالة العاطلة عن العمل. ناهيك عن المشاكل المعاشية والحياتية التي يواجهها جيش العاطلين عن العمل. ان توفر شروط افضل لعمل العمال هي امور اساسية التي يحتاجها العمال دون ان يؤثر قيد شعرة على ارباح الرأسماليين.ان ما يجب التذكير به في هذا اليوم وهو القضية الاصلية والاساسية الاشمل والتي ننادي بها نحن الشيوعيون الا وهي حقانية ولزوم ادارة الطبقة العاملة للسلطة السياسية التي تقع الان تحت هيمنة البرجوازية وطبقتها. تقوم الطبقة العاملة بانتاج الثروات في المجتمع، ولكن تقوم الرأسمالية بقرار كيفية توزيع هذه الثروات. ان هذا تناقض، وتناقض يجب ان يحل. اذا كانت الطبقة العاملة هي التي تنتج الخيرات، يجب ان تكون ايضا صاحبة القرار السياسي ايضا على توزيع تلك الثروات.
اننا في الحزب في حال عمل متواصل، ونسعى الى ان تكون الطبقة العاملة في المكان الذي يؤهلها للقيام بهذا الدور. الان وعشية الانتخابات، قام العمال والجماهير الكادحة بتنظيم نوعين من الاحتجاجات في محل العمل وفي محل السكن. في محل العمل نظمت الاعتصامات في شركات الكهرباء من اجل تثبيت العمال في عقود دائمة، فقد رفعت الطبقة العاملة بمطاليبها الاولية والاساسية من اجل تامين الامان الاقتصادي لنفسها ولاسرها عبر الاعتصامات التي نظمت من اجل تثبيت العاملين من من ذوي العقود المؤقتة على ملاكات الدولة الدائم. اضافة الى نضالات العمال في السنوات الاخيرة ضد الخصخصة لما يسبب ذلك من تحميل المواطن والعامل مسؤوليات مالية جديدة كانت الدولة قد تكفلتها او دعمتها في السابق ضمن رأسمالية الدولة او من خلال دور القطاع العام.
اما في في محل السكن، فقد نظمت العديد من الاعتراضات في مدينة بغداد ومدن اخرى تطالب بالخدمات، من تعبيد الطرق التي عادة ما تغرق بالمياه مع اول زخات مطر، مما يحرم الاطفال من الذهاب الى مدارسهم، ويعرقل كل الحركة في تلك الاحياء. طالبوا بانشاء مدارس ومستوصفات صحية خاصة في تلك المدن الواقعة على محيط وهامش المدن، وخاصة في احياء ما يطلق عليه بالعشوائيات. لقد رفع المتظاهرون شعارا، عشية الانتخابات، وهو " لا انتخابات بدون خدمات" ليعبروا عن موقفهم السياسي تجاه تلك الفئة التي تمسك بالسلطة والتي لم تقدم اي شيء للمواطن.
تسعى المؤسسات الدولية الان الى تقليص مسؤولية الدولة، والطبقة العاملة في العراق الان تواجه الطبقة البرجوازية الحاكمة في العراق وسندها واعوانها من المؤسسات الرأسمالية الكبرى التي تريد ان تلقي بالعامل الى السوق وان يتجابه مع تحدياته ومشاكله بغض النظر عن ما سيصيب هذا العامل او المواطن من افقار، جوع، عدم وجود سكن، بطالة، وحرمان والخ. انظروا الى تصريحات المالكي، رئيس كتلة دولة القانون الانتخابية، وغيره، وغيره، انه يقول "يجب أن يشارك الجميع في الانتخابات لمعالجة البطالة وتوفير فرص العمل وفتح آفاق جديدة للشباب"...ولكن المالكي كان رئيسا للحكومة لفترتين متعاقبتين وكان على رأس السلطة في فترة ولاية العبادي، ان كان لديه مشروع من هذا القبيل، مالذي منعه من تنفيذه؟ لماذا لم يحل مشكلة البطالة التي هي من اكبر القضايا التي تواجه العمال، والشباب والنساء. وكيف يمكن ان يصدق احد ان مالم يفعله خلال 12 عاما وهو على سدة الحكم، كيف سيفعله في السنوات الاربعة القادمة؟ انها دعايات انتخابية للضحك على الذقون مرة اخرى.

2- الى الامام: الحزب رفع شعار مقاطعة الانتخابات، كيف ترون الى اصداء هذا النداء في اوساط ألطبقة العاملة في العراق الطبقة العاملة وعموم المجتمع؟.

نادية محمود: كما قلت، ان شعارنا هو مقاطعة الانتخابات، وقد عبرت عنها الملايين الان، سواء سمعوا بصوت الحزب الشيوعي العمالي العراقي او لم يسمعوا. انهم بتجربتهم الحية والواقعية في العقد ونصف الماضيين، قد توصلوا بتجربتهم بان الانتخابات لن تجلب لهم نوابا ولا وزراء يمكن ان يهتموا قيد شعرة بمطاليبهم. الكل قد توصل، بما فيها المرجعية الشيعية، التي عبأت الناس، وخاصة من الطائفة الشيعية، الى الانخراط في الانتخابات، منذ عام 2005، واعتبرت ان التصويت امرا مقدسا ورفعت شعار بان " صوتك من ذهب". لقد توصلت الجماهير، على اختلاف انحداراتهم، وخاصة من "الطائفة الشيعية" الى ان العملية برمتها هي فاسدة من الاعلى الى الاسفل. نعم جرى استخدام صوت ابناء" الطائفة الشيعية" و نعم لقد كان من "ذهب" حقا وفعلا، ولكن ليس لابناء هذه " الطائفة"، بل لمن وصلوا الى مقاعد البرلمان والمقاعد الوزارية باسم" تمثيلهم للشيعة". ولما زال خطاب " الاغلبية السياسية" الذي يرفعه الان المالكي، هو اسم جيد لمسمى قديم، وهو "الاغلبية الشيعية". المسالة لا تتعلق فيما اذا كانت هنالك برامج اقتصادية واضحة ومعلومة قد قدمتها الكتل المتنافسة، ان الكتل المتنافسة وشخوصها والعملية برمتها اصبحت مثل سلعة بائرة لا تشتريها الاغلبية في المجتمع.


3- الى الامام: ارتفعت بعض الشعارات هذه الايام وتأسست ايضا كتل انتخابية تسمي نفسها باسماء مدنية، كيف تنظرون الى هذه الكتل؟ الا تحمل من وجهة نظركم، وعدا، بان افاق للمدنية ستتفتح بالعراق بمواجهة الاسلام السياسي، انهم سينشؤون دولة مدنية كما يدعي وينادي الحزب الشيوعي العمالي العراقي؟.

نادية محمود: كما ترى هنالك انقلابين في الخطاب الانتخابي للاحزاب المرشحة هذه الدورة: اولا تبني الخطاب المدني، وثانيا، الانقلاب على خطاب المحاصصة والتوافق. فيما يتعلق بالخطاب الاول انها لقفزة هائلة من تعبئة " الشيعة" للانتخابات، بمختلف الطرق، وعبر تدخل المرجعية بكامل ثقلها واعلان فتواها في عام 2005 للتصويت للاحزاب الشيعية، عبر الشعائر الحسينية، وعبر وسائل الاعلام للتصويت للاحزاب الشيعية، والتهديد بان عدم المضي الى الانتخابات، سيؤدي الى عودة البعث و الى حرمان الشيعة من ممارسة طقوسهم الدينية. وذلك الخطاب الاعلامي الكثيف الذي سمعناه في عام 2005 - 2010،. وحتى في انتخابات عام 2014، فعشية الانتخابات خرج لنا حزب الفضيلة، بمشروعه لاقرار القانون الجعفريمن اجل التملق وكسب ود" الجمهور الشيعي". اي بعد كان الخطاب الاسلامي والشيعي على اوجه لحد عام 2014،..الان، وبعد ان تبينت حقيقة العملية كلها، وكشفت الجماهير المعدن الحقيقي لهذه الاحزاب الاسلامية، التي اصبح صعب جدا خداع الناس بها، التي ان عرفت بشيء فهو النهب والسلب، والمشاريع الشخصية والمحاصصة على حد تعابيرهم هم، فانهم بدأوا وبكل انتهازية بتبني خطاب انتخابي اخر، مختلف قوامه ألمدنية، ودولة المواطنة والخ. لقد رأينا كيف حشروا نساء سافرات في كتلهم الانتخابية، بل وحتى عزفوا موسيقى غربية، واحيت النساء حفلاتهم.. في قفزة بهلوانية لا يبررها شيء غير السعي وراء المصالح، والحصول على التأييد باي ثمن كان.

الطريف انه عند مشاهدة ممثلوا " الاحزاب المدنية" وفي مقابلاتهم على شاشات التلفزيون، ترى الحيرة التي اوقعوا انفسهم بها، في معرض اجاباتهم على ماهي اهدافهم كاحزاب مدنية. يتلفتون يمينا ويسارا تحريا عن احد يسعف الموقف. فلا هم بمدنيين اصلا، ولا يريدون الظهور بمظهر الاسلاميين. ففي الوقت الذي يملك التيار الاسلامي خطابا واضحا، وخاصة اولئك المناصرين علنا، لولاية الفقية، بانهم يؤيدون هذا النمط من الحكم، تجد "الاحزاب المدنية" قد وقعوا في حيرة حقيقية. فليس بوسعهم المطالبة بفصل الدين عن الدولة، وتأسيس دولة غير دينية، وليس بوسعهم المطالبة بتغيير الدستور الذي نظم على اساس طائفي، و لا بفصل الدين عن التعليم والجيش( جيش الحشد الشعبي)، ولا بالغاء قوانين الشريعة واحلال قانون مدني تام وشامل في قضايا الاسرة والفرد، ولا بالمناداة بجعل الدين امرا شخصيا، ولا باقرار حرية الدين والالحاد، ليس لديهم اي طرح من هذا القبيل، اذا كان المقصود بدولة مدنية هي دولة غير دينية.
اما الخطاب الثاني فهو الانقلاب على المحاصصة وتقاسم النفوذ. فجأة يخرج لنا المالكي بصحوة سياسية ليقول لنا " يجب انقاذ المجتمع من نظام المحاصصة الذي ساهم في عرقلة مسيرة البناء والخدمات"، وأن "لا استقرار ولا بناء ولا تنمية في ظل التحاصص والتوافق". بدأ الحكيم يتحدث عن انه يجب ان "نتعلم الدروس"، وان لا ننشغل بكسب المشاريع، لا لمريدينا ولا لحاشيتنا، ولا ان نتصارع على من " يستولي" على المدن، بل على من يقدم للمدن شيئا. لماذا يجب تصديق اي منهم مرة اخرى؟ ان الجماهير تسودها حالة من الجزع تجاه هذه العملية" الديمقراطية" انها مهزلة وليست انتخابات. كلنا سمعنا هذه الايام، عن اخبار قتل بعض المرشحين، تهديد الاسر في مدينة الصدر بالقتل في حالة عدم ترشيحهم فلان او علان، شراء البطاقات الانتخابية، واخيرا، توزيع الملابس الداخلية على الناخبين!! انها مهزلة.

الى الامام: وماهو البديل أذن؟.

نادية محمود: يجب ان تتدخل الجماهير العمالية والكادحة بشكل حقيقي في المضمار السياسي. ان تنظم نفسها في قوة طبقية مستقلة ضد هذه الاحزاب الحاكمة في هذه الدولة التي اصاب الحكيم حين وصفها بانها دولة داخل احزاب. احزاب تتصارع فيما بينها، كل يسعة للاثراء وامتلاك القوة على حساب الاخر. ان لم تنتظم الجماهير، ان لم تقف الطبقة العاملة بحزبها، وبتنظيماتها، وبنقاباتها واتحاداتها، وبقية الجماهير من نساء وشباب وطلبة وعاطلين عن العمل، الذين هم الطبقات الذين يقع عليهم وبشكل مباشر اثار هذه السياسة اللصوصية للاحزاب الحاكمة، سيظلون هم في السلطة، اي تلك الاحزاب الدينية. ان عملنا في الحزب الشيوعي العمالي العراقي هو تنظيم هذه الجماهير ومن الاسفل، من اجل انهاء هذا السيناريو الاسود. لقد جربوا جميعا بدون استثناء. لم نرد تجربتهم في السابق، وفضحنا كنههم ومن مؤتمر لندن في منتصف شهر ديسمبر عام 2002، ولحد الان. ان هؤلاء الاطراف البرجوازية التي تعرف نفسها على اساس الهويات الدينية والطائفية والقومية لن تجلب الا الدمار الا المجتمع، لقد قلنا هذا في عام 2002، و2003، وفي الانتخابات عام 2005 ولازلنا نقوله الان في 2018. يجب انهاء سلطة هذه الاحزاب الدينية الاسلامية واقامة دولة مدنية علمانية غير قومية غير دينية، تعرف البشر على اساس المواطنة المتساوية للجميع. وان ينعكس هذا في الدستور وفي القوانين وفي كل مسام الحياة السياسية والمدنية للدولة والمجتمع والافراد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشيف عمر.. طريقة أشهى ا?كلات يوم الجمعة من كبسة ومندي وبريا


.. المغرب.. تطبيق -المعقول- للزواج يثير جدلا واسعا




.. حزب الله ينفي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بالقضاء على نصف


.. بودكاست بداية الحكاية: قصة التوقيت الصيفي وحب الحشرات




.. وزارة الدفاع الأميركية تعلن بدء تشييد رصيف بحري قبالة قطاع غ